بايدن والمواقف المتناقضة!
تصريحات الرئيس األمريكى جو بايدن غير مفهومة، ومبــثــابــة قـنـبـلـة دخــــان للتغطية عـلـى جـــرائـــم اإلبــــادة اإلســرائــيــلــيــة بـحـق الفلسطينيني داخــــل قــطــاع غـــزة، وبالرغم من قـوة ومكانة الـواليـات املتحدة األمريكية فى العالم، إال أن رئيسها ضعيف للغاية، ويضغط عليه اللوبى اليهودى بشدة.
بايدن يعيش فى فترة «البطة العرجاء» التى تسبق االنتخابات، وال يستطيع فيها أى رئيس اتخاذ قرارات حاسمة، وتكون أيديهم مهتزة، ويتجهون إلى التكتالت أو اللوبى الذى ميتلك الكثير من األصوات، وفى صدارتها اللوبى اليهودى.
مــواقــف بــايــدن متناقضة، وال يعترف بــوجــود إبــادة إسرائيلية فى قطاع غزة، ويصر على رفض وقف اطالق الـــنـــار، بـيـنـمـا يــصــرح بــإنــشــاء رصــيــف بــحــرى فـــى غــزة الستقبال املساعدات، وقـد يكون ذلـك الكتساب مزيد من الوقت، حتى تستطيع إسرائيل استكمال احلرب.
الرئيس األمريكى يتحدث بأكثر من لسان، فهو يحاول إرضاء اإلسرائيليني أحياًنا والعرب أحياًنا أخرى، وفى النهاية ال يرضى أحدا، ولم تعد هناك دولة عربية تقبل التعاون مع إسرائيل، إال بعد حل القضية الفلسطينية، وإعطاء الشعب الفلسطينى حقوقه املشروعة، وإقامة دولته املستقلة.
بـايـدن يدعو إلــى عــدم توسيع دائـــرة احلــرب بالقول فقط، ولكن ما تفعله الواليات املتحدة ينذر بتوسيع نـطـاق الـعـمـلـيـات، وتــضــرب الـــغـــارات األمـريـكـيـة شـمـاال وجنوبًا من اليمن حتى شمال سوريا.
تكلفة احلرب فى الشرق األوسط لن يدفعها الشعب األمريكي، وعلى أشقائنا العرب االنتباه، ألن أمريكا تصنع اخلطر لتدافع عمن يتعرض للخطر، والرئيس األمريكى السابق ترامب كان شديد الوضوح فى التصريح بأن أمريكا ال تقدم خدمات احلماية األمنية مجانا.
الــواليــات املـتـحـدة تـكـرر أخـطـاءهـا الـكـارثـيـة، وتفتح الـطـريـق أمـــام إحـيـاء اجلـمـاعـات اإلرهـابـيـة مـن جديد بعدما أنشأتها ومت القضاء عليها، بسبب األفعال التى تقوم بها بداية من الدعم األعمى إلسرائيل، وضرب احلوثيني الذى لم يقصد به التخلص من مخاطرهم، ألنها تدعمهم منذ سنوات، ولكن املقصود سيطرة أمريكا على البحر األحمر.
تنظيم القاعدة أنشأته أمريكا وكانت تدعم أسامة بن الدن، كذلك عمر عبدالرحمن، عندما جنح األخير فى الهروب من مصر للسودان، أعطته أمريكا جـواز سفر دبلوماسيا، وساعدته فى الهروب إلى أمريكا، ولم تنتبه إلى خطورته إال بعد سنوات طويلة، واتهمته باإلعداد جلرائم إرهابية، وحكمت عليه بالسجن إلى أن مات.
املوقف املصرى من البداية هوالثابت والـواعـى لكل املخاطر، ومنذ لقاء الرئيس مع املستشار األملانى بعد أيـــام قليلة مــن «طـــوفـــان االقـــصـــى»، أكـــد عـــدم السماح بـتـهـجـيـر الـفـلـسـطـيـنـيـني، ألنـــه ســـوف يـشـعـل املنطقة بالكامل، فقد تصبح سيناء قـاعـدة لـضـرب إسرائيل، وهذا ما سيؤدى إلى دخول املنطقة بالكامل فى حروب وصراعات ال تنتهى.