مسجــد الشيخة صباح جامع العذراء يجتذب الصائمين
والشيخة «نــور الصباح» من مواليد سنة 18٣2 ميالدية بقرية «ميت السودان» فى الدقهلية، وتنتمى ألسرة صوفية جاءت إلى طنطا لتكون بجوار «السيد البدوى» ولها ٣ «تكايا» إحداها فى دسوق والثانية فى طنطا والثالثة فى مسقط رأسها بقرية «ميت الــســودان»، وقــد عاشت عمرها عـــذراء دون زواج بعد أن وهبت حياتها ألعمال البر واخلير ومساعدة احملتاجن ومعاجلة املرضى وإيـواء الفقراء، وينظم أتباعها احتفاال مبولدها فى شهر أغسطس من كل عام.
وتعتبر الشيخة صـبـاح فـى نظر املـريـديـن أحد أولياء اهلل الصاحلن، ويتبركون بها ويلجأون إليها عند احلاجة ويلقبها أهالى طنطا بـ «ست احلبايب نور الصباح»، ويروى خادم املسجد الشيخ «الصادق املندوه» السيرة الذاتية للشيخة املبروكة، قائًال: «إنها بدر الصباح بنت محمد بن على بن محمد الغبارى ولدت عام 12٤8 هجرية 18٣2 ميالدية، وتربت فى جـو صوفى حتى فتح اهلل عليها ونــور قلبها وذاع صيتها وعاشت عذراء لنحو ثمانن عاما قضتها فى أعمال البر ومساعدة احملتاجن ومعاجلة العقماء واملصروعن وإيواء الفقراء واملساكن».
وولـدت بدر بقرية ميت السودان فى الدقهلية، وكان والدها الشيخ محمد الغبارى له ثالثة ذكور حسن وأحمد وعلى وابنة وحيدة هى «بدر الصباح» التى اشتهرت بعدها بنور الصباح وكانت تشترك فـى إحـيـاء الــنــدوات ومــا يتلى مـن الـذكـر احلكيم واإلنشاد.. وكانت حتب السيد البدوى حًبا شديًدا وكـانـت تـتـردد على مسجده ومساجد آل البيت، وأضـــاف: «تقدم خلطبتها شـاب من أهـل القرية، وافق الوالد ولكنها قالت ألمها «احنا ناس بتوع ربنا وبتوع أهل البيت قولى لوالدى خلى الطابق مستور» إال أن األم لم تبلغ األب»، ومتت إجــراءات الـزواج دون رضاها وزفت إلى بيت العريس وأغلقوا عليها الباب لتنتظر عريسها، وعند دخول أهله الغرفة لم يجدوا أحدا، وظل اجلميع يبحث عنها فيما جلس األب حزينا واستنكر أن تهرب ابنته التى اشتهرت بالصالح وذهـب إلـى املنزل ودخـل املضيفة فوجد امرأة ترتدى ثوبا «أسود» فصاح من أنت، وأجابت صباح: «ألـم تقل لك أمـى احنا نـاس بتوع ربنا ال تفشى السر وخلى الطابق مستور، نظر إليها بإمعان وتدبر وبعد صمت طويل قال لها ..هل أنت هكذا؟؟ قالت «نعم، وتوكل على اهلل»، من هنا ذاع صيت نور الصباح».
وتوفيت بدر يوم االثنن 10 جمادى اآلخـرة سنة ٧2٣1 هجرية 1909 ميالدية، ودفنت بضريحها داخل املسجد فى اليوم التالي، ومازالت تكيتها باقية على حالها حتى اآلن شاهدة على اعمالها اخليرية.