Al-Akhbar

«اآلن وليس غدا».. خط البيت األبيض لإلطاحة بنتانياهو وحكومته

- ◼ محمد نعيم

خط سياسى تبناه البيت األبيض فى التعامل مع الدولة العبرية، بات الفارق من خالله كبيرا بني إسرائيل من جهة وحكومتها من جهة أخرى، لدرجة وصول واشنطن إلى قناعة بحتمية إنقاذ إسرائيل من حكومتها، والبحث عن آلية ميكن من خاللها اإلطاحة بنتانياهو ورفاق درب اليمني املتطرف فى أقرب وقت ممكن.

رمبــا اخـتـزل الـداخـل اإلسـرائـي­ـلـى موقفه املضاهى للموقف األمريكى فى الدعوة إلجراء انتخابات عاجلة حتى قبل نهاية حرب غزة، لكن قاطنى البيت األبيض كانوا أكثر جرأة حني دعوا إلى حتمية رحيل نتانياهو وحكومته «اآلن وليس غـدا»، وكشفت مجلة «نيويورك» إجــراء عناصر أمريكية مباحثات سرية مع شخصية إسرائيلية «لم تسمها املجلة األمريكية» للوقوف على آلية ميكن من خاللها اإلطـاحـة بنتانياهو وحكومته. وأوضــح التقرير أن إدارة بايدن اعـتـادت التشاور مع الشخصية اإلسرائيلي­ة التى يدور احلديث عنها فى كثير من األزمــات ذات الصلة بإسرائيل. ونقلت املجلة عن الشخصية اإلسرائيلي­ة ذاتها: «سألنى مسئول فى اإلدارة األمريكية عن كيفية إسقاط حكومة نتانياهو فى أقرب وقت ممكن. إدارة بايدن تهتم فى الوقت الراهن بالبحث عن آليات انهيار ائتالف نتانياهو».

وإلى جانب هجوم چو بايدن غير املسبوق على نتانياهو وحكومته، انبرى زعيم األغلبية الدميقراطي­ة فى مجلس الشيوخ األمـريـكـ­ى تشاك شومير فـى كيل االتهامات حلكومة اليمني اإلسرائيلى، مؤكدا أن نتانياهو «ضل طريقه»، وأن «اإلسرائيلي­ني بحاجة إلى انتخاب قيادة أفضل، وأنهم باتوا على يقني أكثر من غيرهم باستحالة ضمان األمـن فى ظل العيش حتت مظلة دولـة منبوذة دوليا».

وفى تعليقها على تصريحات تشاك شومير، تعاملت دوائر إسرائيلية رسمية بلغة «املؤامرة»، مشيرة إلى أن زعيم األغلبية الدميقراطي­ة فى مجلس الشيوخ حصل على «ضـوء أخضر» من إدارة بايدن قبل الهجوم على حكومة نتانياهو، السيما بعد إشادة الرئيس األمريكى

شخصيا بخطابه. إال أن سيرة املسؤول األمريكى الذاتية تؤكد أنه سيناتور دميقراطى يهودى ومن أبرز الداعمني حلكومات إسرائيل، والقى على الرئيس الفلسطينى ياسر عرفات مسؤولية فشل مؤمتر كامپ ديڤيد، وبرر سياسة القتل والتشريد التى مارسها أرئيل شارون فى ذروة االنتفاضة الثانية، ودعـم إلـى جانب ذلـك إقامة اجلدار العنصرى الفاصل.

أيا كانت هوية املؤامرة التى تتحدث عنها إسرائيل، فالثابت هـو أن اإلدارة األمريكية والــدوائـ­ـر املوالية إلسرائيل فى واشنطن ونيويورك لم تتنازل عن دعم الدولة العبرية، وإمنا قررت فعليا التخلى عن نتانياهو وحكومته من أجل إسرائيل، ولعل ذلك كان واضحا فى لقاء چو بايدن مع شبكة وتأكيده أنه فى حني لن يتخلى عن إسرائيل سياسًيا وعسكرًيا واقتصادًيا، ال يرضى نهائيا عن ممارسات حكومة نتانياهو.

ويؤشر املوقف األمريكى إلى إدراك واشنطن خلطورة وضـع إسرائيل الداخلى واخلــارجـ­ـى، السيما فـى ظل انخفاض تصنيفها االئتمانى فى سابقة هى األولى من نوعها، وارتباك وضعها األمنى على مختلف اجلبهات، وخسارة دعمها أمام احملافل الدولية، وتردى عالقاتها الدبلوماسي­ة مع دول االتفاقات اإلبراهيمي­ة، وهبوط مؤشرات توسيع دائرة التطبيع مع دول جديدة.

 ?? ?? ◼ چو بايدن وبنيامني نتانياهو «صورة أرشيفية»
◼ چو بايدن وبنيامني نتانياهو «صورة أرشيفية»

Newspapers in Arabic

Newspapers from Egypt