Al-Akhbar

نادرة شلهوب - كفوركيان طريدة «حرية التعبير» األكاديمية

-

حتى األسبوع املاضى كانت البروفيسور نادرة األستاذة فى قسمى عـلـوم اجلـرميـة والعمل االجتماعى باجلامعة العبرية، تصدق التقاليد األكادميية اإلسرائيلي­ة التى تسمح لها بقول احلق وإبداء رأيها بحرية دون لومة الئم. لكنها اكتشفت أخيرا أن تلك التقاليد ال تختلف من حيث الزيف عن بقية أفكار املجتمع اإلسرائيلى، وأن حرية التعبير فى اجلامعات اإلسرائيلي­ة مجرد شعار يتشدق به األكادمييو­ن دون تطبيق حقيقى. ورغـم أنها ربيبة اجلامعات اإلسرائيلي­ة تخرًجا «مـن جامعة حيفا» وتدريًسا «فـى اجلامعة العبرية بالقدس» طردتها اجلامعة التى تعمل بها ومنعتها من إلقاء محاضراتها، وأصـــدرت بياًنا تندد فيه بتصريحاتها التى أدانت فيها الصهيونية وممارسات جيش االحتالل واتهمته بقتل الشعب الفلسطينى، وفضحت بها أكاذيب الدعاية اإلسرائيلي­ة السلبية عـن حـمـاس، حينما تـسـاءلـت مستنكرة: «هــل كــان ثمة اغتصاب فى السابع من أكتوبر؟ إسرائيل تكذب دائما». وفى تبرير موقف اجلامعة جاء فى البيان أن اجلامعة العبرية تفخر بأنها مؤسسة تعليمية صهيونية.

مع ذلك كانت هناك بارقة أمل فى احتفاظ بعض األكادميين­ي اإلسرائيلي­ني ببقايا خجولة مـن إميــان بحرية الـــرأى فـى أروقــة اجلامعات، فقد تضامن معها تسعون أستاًذا وباحًثا من اجلامعة العبرية مـن بينهم الرئيس السابق للجامعة، وأرســلــو­ا خطاًبا لرؤساء اجلامعة يناشدونهم التراجع عن قرارهم مبنع شلهوب من إلقاء محاضراتها، مؤكدين أنهم يلتزمون بقواعد ومعايير حرية الــرأى املسموح بها مادامت ال تخل بالشروط املقررة وهى عدم التحريض على العنف أو العنصرية، وأضافوا أنهم ال يجدون أيا من هذه اخلروقات فى حديث األستاذة املفصولة. كما أنها لم تفصح عن آرائها تلك أمام الطالب أو فى إحدى محاضراتها مبا يكفل األمن والسالم داخل احلرم اجلامعى.

نادرة شلهوب عبارة عن خلطة فريدة من نوعها، فهى إسرائيلية اجلـنـسـيـ­ة، عـربـيـة املـنـشـأ مــن مــوالــيـ­ـد حيفا عـــام ،1960 أرمنية املصاهرة. جمعت ذاكرتها بني مآسى أسرتها ومآسى أسرة زوجها، فوالداها من الناجني من النكبة الفلسطينية، وأسرة زوجها من ضحايا النكبة األرمينية. كان لنشأتها وطفولتها جزءا كبيرا فى بلورة مواقفها ودفعها الحقا لدراساتها وعملها االكادميى، فتروى عــن طفولتها: «كـنـا عايشني بــشــارع اسـمـه شـــارع املــخــلـ­ـص، وكــان اليهود ينادونا «عربيم ملوخلخيم- عرب قذرين»، وكانوا يرموننا باحلجارة، أنا وإخوتى. كنت أحمى إخوتى منهم دائما فى طريق العودة من املدرسة، ولم يكن يعاقبهم أحد، كما يتم عقاب أوالدنا».

ناشطة فى مجال حقوق املرأة ومحاضرة فى القانون ودراسات املرأة فى جامعة كاليفورنيا فى لوس أنچليس.

هالة العيسوى

Newspapers in Arabic

Newspapers from Egypt