مرونة المقاومة تفضح حملة إسرائيل الدعائية
اعتمدت تل أبيب حملة دعائية جديدة إللـقـاء مسؤولية تعثر مـفـاوضـات وقف إطالق النار فى قطاع غزة على حماس، واستغلت حملتها غير املنطقية فى الرد عـلـى أهــالــى مـحـتـجـزى إســرائــيــل لـدى حماس، ال سيما فى ظل عدالة املوقف الفلسطينى، وتأكيد حماس على لسان مدير مكتبها السياسى اسماعيل هنية «استعداد احلركة إلبرام اتفاق فور التزام إسرائيل بوقف إطـالق النار، وانسحاب قوات االحتالل من القطاع».
حملة تل أبيب لم تنطل على الداخل اإلسرائيلى، وتبددت معها آمال التعويل عـلـى حـكـومـة بـقـيـادة نـتـانـيـاهـو، ورمبــا الح ذلـــك خـــالل لــقــاء نـتـانـيـاهـو أهـالـى املختطفني،فبعيًدا عن تصريحاته املعلَّبة التى شنفت آذان احلـضـور، لـم تتجاوز كلمات رئيس وزراء إسرائيل حد الوعود اجلـــوفـــاء، وامــتــصــاص ردود األفــعــال الغاضبة، التى شهدتها شـوارع وميادين إسرائيل، ما حدا بأصحاب القضية إلى دعــوة نتانياهو إلــى عــزوف عـن سياسة االمـتـصـاص والـتـسـكـني، و«انــفــتــاح على تسوية عاجلة مع حماس ال تضيع الفرصة السانحة فى هـذا التوقيت»، حسب ما نقلته عنهم صحيفة «يديعوت أحرونوت».
وفــى مواجهة هـى األولـــى مـن نوعها، هدد أهالى املختطفني بـ«انفجار األوضاع الداخلية أكثر من أى وقت مضى، إذا أصر نتانياهو على سياسة ائتالفه الرامية إلى تفاقم املوقف فى غزة»،وفى رسالة مباشرة موجهة لرئيس الوزراء اإلسرائيلى: «يجب أن تنظر إلينا كجزء ال يتجزأ من حتديد اخلطوات التى ستؤدى إلى االتفاق على إطالق سراح أحبائنا فورا».
فى املقابل، ومتاشيا مع مرونة املوقف احلمساوى إلنهاء األزمة، وافقت السلطة الفلسطينية على إجراء إصالحات عاجلة
فى هيكلها، فبعد استقالة رئيس احلكومة الفلسطينية محمد أشتيه، كلف الرئيس محمود عباس أبـومـازن رئيس صندوق االستثمار الفلسطينى محمد مصطفى بتشكيل حكومة «تـكـنـوقـراط» جـديـدة، ميكنها التعاطى مع املستجدات السياسية واألمنية واالقتصادية، التى تتواكب مع مرحلة ما بعد العدوان اإلسرائيلى على غـزة، وسيطرة قيادة فلسطينية موحدة على الضفة والقطاع.
ورغم رعاية قوى إقليمية ودولية لعملية إعــادة بناء البيت الفلسطينى مبا ميهد لتطبيق رؤية حل الدولتني، تتخلى حكومة تل أبيب عن أبجديات العمل السياسى، وتصر على البقاء فى قطاع غزة، وتعارض توحيد الصف الفلسطينى فـى الضفة والـقـطـاع، وتـقـر إنـشـاء آالف الـوحـدات االسـتـيـطـانـيـة اجلـــديـــدة فــى األراضــــى احملتلة.