وأقيموا الصالة »2«

وإقــامــة الــصــالة تقتضى إتــقــان الـوضـوء وإسـبـاغـه، ألنــه جــواز مـــرورك إلــى الصالة، فـالـصـالة ركــن مــن أركـــان الــديــن اخلمسة، والركن ال يكون إال قائًما مستقيما،ً ولذا فإن الصالة هى عماد الدين، وهى أيضا أول ما يحاسب عليه العبد يوم القيامة، فإن صلحت صلح سائر عمله، وإن فسدت فسد سائر عمله، وصالحها ال يكون إال فى إقامتها.

ومن أقام الصالة التزم بوقتها دون تأخير، فينجو من الوعيد: (الذين هم عن صالتهم ساهون)، ويتعلم االنضباط فى كل شيء.

ومن أقـام الصالة عرف أن لها مقدمات، كالطهارة من احلدثن األكبر واألصغر، وعلم أن لكل شــيء متـهـيـدا، فـال يلج أمـــرا بـدون تخطيط له، وعلم أن (وقدموا ألنفسكم) عامة لكل أمر.

ومن أقام الصالة استمع إلى قراءة اإلمام أو قراءته، وأنصت بأذنه وبقلبه، فتلن نفسه، وترتقى روحه، فيخرج من الصالة بصدر غير ذى ضغن، ويـأتـى ربــه بقلب سليم، مقتديا بالصحابى الــذى كـان يبيت وليس فى قلبه شيء على أحد، فنال بها شهادة الرسول له أنه من أهل اجلنة.

ومن أقـام الصالة استمع إلى آيـات النهى عن تطفيف الكيل والغش واخلداع، فخرج من صالته يعيد حساباته، تائًبا إلى اهلل، فتختفى ظـاهـرة الـغـش، ويندثر احتكار السلع ورفـع أسعارها بجشع وطمع أوسوء تقدير أو خوفه من الفقر كما يعده الشيطان.

ومن أقام الصالة عرف حق جاره، وسامح مشاحنه، إذ ال ميكنه أن يقيم الصالة وفى قلبه غل من الذى يقف إلى جواره فى الصف أو يصلى معه فى املسجد، فكالهما جاء ملبيا النداء: حى على الصالة .. حى على الفالح.

إقـامـة الـصـالة كـإقـامـة الـبـنـاء لبنة لبنة، ليستوى فى النهاية بناء كامًال ذا شكل ومنفعة، فمن ذا الــذى يبنى بــدون تخطيط وال رسم هندسى أو تعب وجهد؟

ولذا فإن من عرف للصالة حقها وأقامها فى حياته وطاف حولها، صلح سائر عمله فى العبادات واملعامالت، فإذا صلح عماد الشيء صلح بقيته، ولهذا كانت آخر وصايا النبي: «الصالة الصالة، وما ملكت أميانكم».

وللصيام بقية...

باحث مساعد مبجمع اللغة العربية بالقاهرة

إذا ذكــر خط جلى الديوانى تـبـادرت إلى الذهن كل معانى اجلمال والرشاقة والـذوق الفنى العالى، خاصة إذا متكن الفنان من توظيف حـروفـه بشكل معبر عـن املعنى مع ألوان مناسبة، حينئذ تكون املتعة احلقيقية.. واللوحة املختارة اليوم كتبت بجلى الديوانى لـقـولـه تـعـالـى: (والـنـخـل بـاسـقـات لـهـا طلع نضيد).. وبتأمل التكوين الفنى تبهرك جوانب اإلبداع فيه، حيث تبدأ بكلمة (والنخل) التى كتبت فى األسفل تعبيرا عن ثباتها فى األرض، ثـم انطلقت بقية احلـــروف (بـاسـقـات) إلى أعلى كالنخيل متاما، وأضــاف الفنان ملسة جمالية أخرى لتجسيد املعنى من خالل تزين أطراف بعض احلروف باحللى اخلطية بشكل يشبه جريد النخيل، كما أبــدع فـى اختيار لون الكتابة وهو اللون البنى لون النخيل، مع كتابة النقاط باألخضر لون اجلريد.. ثم مأل فـراغـات الكتابة باحللى وبنقاط اختار لها اللون األصفر، وكأنها ثمار البلح تساقطت مـن النخيل.. اللوحة للفنان أحمد حسنى الشيخ، وهو حاصل على املاجستير فى الفنون اجلميلة، وباحث دكتوراه فى فن اخلط العربى، ونال جوائز دولية عديدة.