Al-Akhbar

مدرسة رمضان

- ◼ جناء شمس

الصوم مدرسة أخالقية كبرى يتدرب فيها املؤمن على خصال كثيرة، والصوم وهو رابـع أركـان اإلسـالم ، يعد من أعظم أركـان الدين، ومن أوثـق قوانن الشرع املتن، وهو أجمل اخلصال، غير أنه أشق التكاليف على النفوس، وقد مدحه اهلل بآية «إن املسلمن واملسلمات» ... «واخلاشعن واخلاشعات واملتصدقن واملتصدقات والصائمن والصائمات» «األحزاب:٥3»

شرعه سبحانه لفوائد من أعظمها: سكون النفس األمارة بالسوء، ومقاومة األهواء ونزغات الشيطان، نعم الصيام جهاد للنفس، وتخليصها مما علق بها من شوائب الدنيا وآثامها، وكسر حدة الشهوة واألهواء، وتهذيبها وضبطها فى طعامها وشرابها، بدليل قول النبى صلى اهلل عليه وسلم: «يا معشر الشباب: من استطاع منكم الباءة، فليتزوج، فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء» (صحيح البخارى ومسلم).

وكذلك يعلِّم الصبر واألمانة ومراقبة اهلل تعالى فى السر والعلن، إذ ال رقيب على الصائم فى امتناعه عن الطيبات إال اهلل وحـده. فيمتنع عنها، منتظرا وقت اإلذن الربانى بتناولها، وبهذا تقوى إرادته، وتشحذ عزميته، بل ويعلِّم النظام واالنضباط؛ ألنه يجبر الصائم على تناول الطعام والشراب فى وقت محدد وموعد معن. ويشعر بوحدة املسلمن فى املشارق واملغارب، فهم جميعا يصومون؛ ألن ربهم واحد، وعبادتهم موحدة، فينمى الشعور برابطة التضامن والتعاون التى تربط املسلمن فيما بينهم، وأيضا كونه موجبا للرحمة والعطف على املساكن، فإنه ملا ذاق ألم اجلوع فى بعض األوقات، ذكر من هذا حاله فى عموم األوقات، فدفعه إحساسه باجلوع واحلاجة إلى صلة اآلخرين، واملساهمة فى القضاء على أسباب الفقر واجلوع واملرض، فتتقوى أواصر الروابط االجتماعية بن الناس، ويتعاون كل فئات املجتمع، وبهذا ينمى الصوم فى اإلنسان عاطفة الرحمة واألخوة، فينال بذلك ما عند اهلل تعالى من حسن اجلزاء.

مجمع البحوث اإلسامية

Newspapers in Arabic

Newspapers from Egypt