Al-Akhbar

د. مجدى حبيب.. رئيس قسم الدعوة بجامعة األزهر: دور كبير للمساجد فى حماية وتماسك المجتمع

- ◼ عبد الهادى عباس

الـــواجــ­ـب يحتم علينا أن تتضافر جــهــودنـ­ـا، وتــتــحــ­د قــلــوبــ­نــا، وتـتـكـاتـ­ف سواعدنا حلماية وطننا من أى خطر متوقع، وأى ضرر ينتظر، وذلك بأن نكون صفا واحــدا، نابذين العداء والبغضاء والفساد، حتى نفوت على العدو فرصته فى زرع بذور التفرق، والتنازع والشقاق.. هذه العانى الراقية يؤكدها د. مجدى عبد الغفار حبيب، أستاذ الدعوة بكلية أصـــول الــديــن، ورئــيــس قـسـم الـدعـوة بكلية الدراسات العليا، جامعة األزهر الشريف. ويضيف أن السجد يعد أهم ميادين احلماية الداخلية للمجتمع، وإن وحـدة السلمني هدف أساسى لرسالة السجد، فهو مركز ممارسة الصاة، وملتقى السلمني، يـؤدون فيه صاتهم جماعة واحدة خلف إمام واحد.

األفكار واألذكار يوضح د. مجدى أن شهر رمضان مبثابة الفرصة الواتية، والزمن التاح لنطاق دعاة احلق للتأثير فى اللق، وأجواؤه تتناسب من خال من يشهدون صـــاة اجلــمــع واجلــمــا­عــات والـقـيـام؛ فالسلم حني يتخطى عتبة السجد ينتقل من حال إلى حال أخرى، وكثيرا ما نرى بني جدران الساجد حني يسمع القرآن من إمام خاشع مؤثر أحد رواد السجد ذائـبـا فـى دمـوعـه، بـل قـد تــرى اإلمــام نفسه وقد خنقته الشهقات والنفعالت. وإذا كانت األخوة اإلسامية التى جعلها اإلسـام أهم ركائز الجتمع اإلسامى قـد تفتر بالتباعد حينا وبالنشغال

باألمور العاشية حينا آخر، فإن السجد يحتم على السلم أن يلقى أخاه السلم خمس مـرات فى اليوم والليلة، يلتقى معه على عبادة اهلل تعالى والوقوف بني يديه صفا واحدا وإن اختلفت األفكار، فليس هناك تقسيم مصنف للسلفية فى السجد الواحد صف، وللصوفية صف، وألصحاب فكر صف وللمخالف له فى الفكر صف آخـر؛ بل ينتظمون جميعا رغم اختاف أفكارهم فى صف واحد، وقبلة واحــدة، واإلمــام الواحد واآلمـال الـواحـدة، ورغـم اختاف األفكار تتفق األذكار، فليس لن جاورك وإن اختلفت معه فكريا ذكر يختلف عن ذكــرك، أو تسبيح يختلف عن تسبيحك، أو قراءة تختلف عن قراءتك، ففاتة الكتاب ل تعرف تصنيفا لقارئها، أى ليست هناك فاتة بقراءة سلفية أو بقراءة صوفية أو بقراءة تبليغية، فالفاتة واحدة واألذكار واحدة فتعالوا لنخرج بدرس من دروس السجد فـى رمـضـان وهــو أن يلتمس بعضنا لبعضنا األعـــذار فـى اختاف األفكار وأن نعمق قوة التكاثر فيما بيننا باتفاق األذكار.

سمات أهل السنة ويشير د. مجدى حبيب إلى أنه من سمات أهل السنة الجتماع والئتاف، وهم من أشد الناس حرصا عليه ودعوة له، كيف ل وهم اجلماعة وهم السواد األعـــظــ­ـم: (يــعــرفــ­ون احلـــق ويـــعـــذ­رون اللق)، روى اإلمام ابن جرير الطبرى عن احلسن قال:(ولذلك خلقهم)، قال: أما أهل رحمة اهلل فإنهم ل يختلفون اختافا يضرهم. وروى فيها عن ابن عـبـاس قـولـه: (ولــذلــك خلقهم)، قـال: خـلـقـهـم فــريــقــ­ني: فــريــقــ­ا يــرحــم فا يختلف، وفريقا ل يرحم يختلف. وروى أن النبى صلى اهلل عليه وسلم، قال: «إن «الشيطان» ذئـب اإلنـسـان، كذئب الغنم، يأخذ الشاة القاصية، «والناحية»، فإياكم والشعاب، وعليكم باجلماعة، والـعـامـة، والـسـجـد»، واحلـديـث حسن

لغيره، وهـذا سند رجاله ثقات إل أنه منقطع، العاء بن زيــاد لم يسمع من مـعـاذ. قــال الــنــووى حــول حـديـث: «إن اهلل يرضى لكم ثاثا»: «وأما قوله: (ول تفرقوا) فهو أمر بلزوم جماعة السلمني وتـألـف بعضهم بـبـعـض، وهـــذه إحـدى قواعد اإلسام؛ ثم إن بعض الناس ممن يثيرون الفرقة يدفعهم لذلك احلرص والجـتـهـا­د الـاطـئ، لكن يغيب عنهم

أن مصالح الجتماع ل تقارن بالفاسد الناشئة عن الفتراق والختاف.

وسائل وحدة الصف ويـتـابـع د. مـجـدى حبيب أن علينا إدراك وتعميق أهمية وحــدة الصف، قـــال تـعـالـى: (واعـتـصـمـ­وا بحبل اهلل جميعا ول تفرقوا واذكــروا نعمت اهلل عليكم إذ كنتم أعداء فألف بني قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا....)، وتقوية أواصــر الجتمع، قـال تعالى: (يـا أيها الــنــاس إنـــا خلقناكم مــن ذكـــر وأنـثـى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند اهلل أتقاكم إن اهلل عليم خبير). وقــال صلى اهلل عليه وسلم: «مثل الؤمنني فى تـوادهـم وتراحمهم وتعاطفهم مثل اجلسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر اجلسد بالسهر واحلـــمــ­ـى»، والـــوازن­ـــة بــني قـــول احلـق ووحدة الصف، إذ ل يتصور أن يسعى مسلم بقصد وإرادة إلــى شـق وحـدة األمــة، لكن رمبـا هـو الشعور بالغيرة على الدين، والرغبة منه فى بيان ما يعتقد أنـه هو احلـق والصواب؛كذلك مـن الـصـواب أن تقول احلـق لكن من األصــــوب أل تـقـول كــل احلـــق، لذلك بوب اإلمـام البخاري، رحمه اهلل، فى كتاب العلم من صحيحه: باب من خص بالعلم قوما دون قوم كراهية أل يفهموا، وأورد فيه أثرا لسيدنا على رضى اهلل عنه:(حدثوا الناس مبا يعرفون أتبون أن يكذب اهلل ورسوله).

 ?? ??
 ?? ?? ◼ شهر رمضان فرصة عظيمة النطلق دعاة احلق للتأثير فى اخللق
◼ شهر رمضان فرصة عظيمة النطلق دعاة احلق للتأثير فى اخللق

Newspapers in Arabic

Newspapers from Egypt