المذبحة مستمرة.. بسالح أمريكا!!
النفاق السياسى األمريكى مستمر وبـال حـدود. مــنــذ فـــتـــرة ال تــتــوقــف واشــنــطــن عـــن احلـــديـــث عن ضرورة زيادة املساعدات اإلنسانية للفلسطينيني فى غــزة، وعـن عـدم قبولها لـأرقـام الضخمة للضحايا من الفلسطينيني الذين وصلوا إلى أكثر من مائة ألف شهيد ومصاب غالبيتهم العظمى من األطفال والــنــســاء.. ومــع هــذا ال تتم ترجمة هــذا «اخلـطـاب اإلعالمى» األمريكى إلى فعل حقيقى يوقف املأساة ومينع آلة القتل اإلسرائيلية أن تواصل حرب اإلبادة املستمرة منذ ستة شهور!!
تـصـور الـعـالـم أن متـريـر واشـنـطـن لــقــرار مجلس األمـــــن حــــول وقــــف إطـــــالق الـــنـــار لـبـضـعـة أيـــــام فى رمضان سيكون بداية لتصحيح املوقف األمريكى، لكن اإلدارة األمريكية سارعت فــورا إلـى نسف هذه التصورات باإلعالن كذبا أن القرار «غير ملزم» وأن إسرائيل تستطيع االستمرار فى حربها املجنونة.. وهو ما حدث!!
وتصور البعض أن الضغوط الداخلية واخلارجية سوف جتبر اإلدارة األمريكية على مراجعة املوقف من إرسال األسلحة بال أى قيود آللة القتل اإلسرائيلية كما فعلت دول عديدة آخرها كندا حني أوقفت متاما تصدير السالح إلسرائيل إلجبارها على وقف حرب اإلبـــــادة الــتــى مــا كـــان ميـكـن أن تــبــدأ أو تستمر إال بالسالح األمريكى الذى ميثل ما يقرب من ٠٨٪ من احتياجات إسرائيل ..)!!( لكن إدارة بايدن مستمرة فى نهجها.. تبدى األسف على ارتفاع الضحايا من األطفال واملدنيني الفلسطينيني ثم تعلن عن صفقة سالح هائلة تتضمن طائرات الفانتوم والهليوكوبتر احلديثة كما تتضمن كميات كبيرة من قنابل «إم. كـى» التى تصل قدرتها التدميرية إلـى ٠٠٠٢ رطل، والتى سبق أن استخدمتها إسرائيل مئات املرات فى ارتكاب مذابح هائلة متت فيها تسوية املبانى باألرض وقتل آالف املدنيني.
تبرر واشنطن الصفقة باحلديث الكاذب عن «حق الدفاع عن النفس» الذى هو فى حقيقته حق الدفاع عن االحتالل وعن قتل عشرات اآلالف من األطفال والنساء واملدنيني الفلسطينيني )!!( وتــدرك إدارة بـايـدن أن الصفقة فـى هـذا الـوقـت بـالـذات ال تعنى إال تأكيد املوقف األمريكى الثابت بدعم حرب اإلبادة اإلسـرائـيـلـيـة واســتــمــرار مــدهــا بـكـل أسـلـحـة القتل والــتــدمــيــر. الـسـنـاتـور الــدميــقــراطــى الـــبـــارز «بيرنى ســـانـــدرز» يلخص التخبط األمــريــكــى بــالــقــول: «ال ميكن استجداء نتنياهو للتوقف عن قصف املدنيني، وفى اليوم التالى نرسل له آالف القنابل»!!
أى سقوط.. وأى مصير؟!