عندما يسعى النور
يـــقـــول تــعــالــى: «يـــــريـــــدون
َُ َّ ِب َأ ْف َواه ِه ْم وا َّلُ ليُ ْط ِفئُوا نُو َر ا ِل
ََ ِِ ُّ متمنوره ولو َكره الكافرون» ال يفعلها إال ظالم لنفسه قبل أى أحد غيره، فمن يعاند أو يجرؤ على أن تتجه إرادتــه أو سعيه إلطفاء نور ال، وحاشا وكال، إال أن يخيب مسعاه، وتخذله إرادته القاصرة، أمام قوة القوى العزيز، الذى شاء أن يتم نوره.
عن جهل يصدر عن الكافرين واملــشــركــني مــقــاالت فــاســدة، ومساع جتافى احلق واحلقيقة، ألنها مبنية على ضالل وكذب، مــن ثــم فـــإن أى مـحـاولـة ملنع هداية اإلسالم، تشبه حال من يريد أن يطفئ النور الساطع بنفخة من فمه، وكأنه يتجه إلى الشمس ليطفئها!
سبحانه وتعالى تكفل بإتام احلق، وإشاعة نوره، مهما كانت كراهية الكافرين، وما يبذلونه أرســـل بـه خــامت األنـبـيـاء على الدين كله، فى اآلفاق باحلجة الساطعة والبراهني املضيئة.
وعلى نقيض كل ظالم مشرك أو كافر يتوهم قدرة زائفة على إطــفــاء نـــور ال، فـــإن املـؤمـن احلق الذى يعى أن إيانه يولد الـنـور والــهــدي، ويـكـون منتهى رجائه أن يتم ال عليه نوره. يقول عز من قائل: «يــوم ال
ََ يُ ْخزى َّ ال َّ َّ النبيَّ والذينآمنوا
َُِ معه نورهم يسعى بني أيديهم ُْ ََ
َِْ وبأيانهم يقولون َّ ربناأتم لنا
َعلَىْ نورنا واغفر لَنَا ِإّنَـَك ُكّل
ََ ٍَ ش ْيء قدي ٌر».
مـا أبعد الشقة بـني أولئك وهـــؤالء، فهذا الصنف الثانى الـنـور يصاحبهم حـال تنكبهم الــصــراط وهـــم يــدعــون ربهم بـــإتـــام نـعـمـه عـلـيـهـم، سـتـراً لذنوبهم مبغفرته، وإتاماً للنور الذى يظلهم بقدرته، شرط أن يتوبوا توبة نـصـوح، فيسعون يـــوم الـقـيـامـة بــنــور إيـانـهـم، ويشون بضيائه، ويوصلهم ما يالزمهم من النور واليقني إلى مـا يستحقونه مـن مكانة فى اجلنة.
إنــهــم اتــبــعــوا الـــنـــور الـــذى أشرق عليهم فى احلياة الدنيا، فكان اجلـــزاء من نـوع العمل، واستجاب ربهم الرجاء «أتم لنا نورنا»، وهم من كان نورهم يسير أمامهم وبإيانهم.
الصيام يقوى املناعة ويؤخر زحف الشيخوخة ألنه يقلل من السعرات احلرارية فى وجبات الصائمني ويصبح لديهم جهاز مناعة يحتوى على نسبة عالية من الاليا القاتلة التى تهاجم أى ميكروب أو خلية سرطانية أو فيروسات وتقتلها . كما أن الصيام يزيد من سرعة التئام اجلروح ؛ألن اإلقالل من الطعام بنسبة الثلث واإلقالل من عدد السعرات احلرارية بنسبة 04٪ يقلل من الـوزن وكمية الدهون املُختزنة فى اجلسم وبالتالى التخلص من السموم الضارة. ويــــوقــــف الـــصـــيـــام عـمـلـيـات التخريب بخاليا اجلسم كما أن له القدرة على تنظيم إفراز هرمونات معينة باجلسم تكنها منع أورام معينة من االنتشار.
والـــصـــوم يحسن ويــقــى من أمـــراض املناعة كما يــؤدى إلى حتلل الاليا التالفة واستبدالها بأخرى جديدة حيث يضخ القلب الدم إلى مختلف أعضاء اجلسم ويستفيد اجلهاز الهضمى بـ01٪ من هذه الكمية، لكن أثناء الصوم يرتاح القلب ويتوقف عن ضخ هــذه الكمية للجهاز الهضمى الذى يرتاح أيضاً وهو األمر الذى يساعد مرضى القلب والذبحة الصدرية الذين يصومون على حتسن حالتهم الصحية.