«إذا النجوم انكدرت»
حـــني تــقــوم الــســاعــة تكف القوانني التى اعتدنا على أن تسير املـخـلـوقـات وفــقــا لها، فعندئذ تعطل نواميس الكون الـــذى يـكـون بـصـدد االنصياع إلرادة خالقه، فقد أدى كل منها مهمته، وحانت حلظة االنقالب الــهــائــل، فـالـسـاعـة هــى آخـر أيام الدنيا. كما نعرفها، وثمة عالمات تشى بذلك، ومصادر الــضــوء ال تستثنى مــن تبدل القوانني التى حتكم وظائفها وحركتها.
لنتأمل قول سبحانه وتعالى: « َفـــــ ِإ َذا الــ ّنُــ ُجــو ُم ُطــ ِمــ َســ ْت» ثم قوله جل وعـال: «ِإَذا الَّشْمُس ُكـ ِّو َر ْت، َو ِإ َذا ال ّنُ ُجو ُم انْ َك َدر ْت»، وقـــولـــه سـبـحـانـه: «ا ْقـــتَـــ َربَـــ ِت الساعة وانشق القمر»، وقوله ََُُِْ ََُْ َُُّ ََُ َُْ َََّ
َََ ََِ تعالى: «إذا السماء انفَطرت
َِْ وإذا الكواكب انتثَرت»، وقوله
ُْ َََّْ ََ جل شأنه: «فــإذا بــرق َْ البصر وخسف القمر وجمع َّ الشمس َوالْ َق َم ُر».
اآليـــات الكرمية تشير إلى حوادث يتناسب هولها مع قدر يوم عظيم، عن تكوير الشمس وسـقـوطـهـا، وانـــكـــدار النجوم أى تناثرها وانقضاضها حتى تذهب ومتحى آللئوها، وكذا انتثار الـكـواكـب أى سقوطها وإبادتها. إن أهم سكان الكون الـفـسـيـح أى الــنــجــوم مصدر احلرارة الضوء حانت نهايتها، فـــمـــاذا يـــكـــون حــــال الـبـعـض حينذاك إال أن يفزع ويتحير أو يــــراوح بــني ذلـــك فيصاب بالشخوص الشديد، مع ذهاب ضوء القمر متاما، وكذا ذهاب ضــــوء الــشــمــس والـــقـــمـــر، أو اجلمع بينهما، فال يكون ثمة تعاقب لليل والنهار.
ولعل ما استوقف بعض أهل اإلعـجـاز البيانى للقرآن، فى عدد من اآليات هنا، بناء الفعل للمجهول، حتى ينصرف املتأمل حني يقرأ إلى احلـدث اجللل، وهـو مــدرك متاما أن اخلالق العظيم صانع كل ما يحدث.. وسبحان سر مدى النور.
« َو ُهــ َو ا ّلَــ ِذى يَبْ َدأُ ا َخللَْق ي ِعي ُدهُ». ثُ َّم