Al-Akhbar

شيخ الصحفيين وعيدية «السلطانة»

- حافظ محمود « املصور» - رمضان 1944

كم كانت السلطانة « ملك » سيدة عطوفة وكرمية ومحبة للفقراء وساعية لعمل اخلير فى كل رمضان بل وفـى كل شهور العام ، ويتجلى كرمها فى األعياد ، هذا ما يرويه شيخ الصحفين حافظ محمود فى مقال مبجلة «املصور» يقول فيه : « السلطانة ملك هى أول سلطانة ملصر ، كـان لها وقـف مبركز احمللة الكبرى مبساحة 1214 فـــدانـــ­اً ، رزق منها الـسـلـطـا­ن حسن كـامـل بـثـالث أمــيــرات هــن: «قــدريــة ، وسميحة الــتــى حتــــول قــصــرهــ­ا فـــى الـــزمـــ­الـــك إلــــى مكتبة حافظ محمود القاهرة الكبرى ، والثالثة بديعة» ، والذين أدركـوا شهر رمضان املبارك فى العشرينيات يعرفون جيداً موكب السلطانة «َمـلَـك» ، حيث كان املوكب يضم عربة من عربات اخليل تسمى «الكوبيل» وكانت العربة التى جتلس داخلها مبطنة باحلرير، أما قائد العربة فيجلس بجواره فتى يلبس بدلة زرقاء بخطوط رفيعة حمراء ، وأزرار من النحاس الالمع يطلق عليه « اجلروم» ، وكانت وظيفة هذا الفتى أن يقفز من مكان جلوسه ليفتح باب العربة عند توقفها ، ويقدم التحية للسلطانة طبقاً للبروتوكول السلطانى السائد فى ذلك الوقت ، وكانت السلطانة ترتدى اليشمك األبيض ، وحترص طوال شهر رمضان املعظم ، على أن توزع فى دائرتها السلطانية ما جتود به خيراتها على األسر الفقيرة ، ومع أول أيام عيد الفطر املبارك كانت تستقل عربتها السلطانية وتطوف فى املناطق الشعبية البسيطة التى كان يسكنها الفقراء والبسطاء ، وكانت متأل حقيبتها بأكياس حريرية بكل كيس عشرة رياالت ذهبية تقوم بتوزيعها على أطفال الفقراء ، وكانت تذهب لدور رعاية األيتام لتقوم بنفس العمل مع أطفال هذه الدور التى أسست عدداً كبيراً منها ، وكانت تنفق عليها وجتلب لها هيئات التدريس وشيوخ حتفيظ القرآن السلطانة ملك ، ومتدها قبل نهاية رمضان مبالبس العيد املبارك لتُدِخل السرور والبهجة على قلوب ساكنيها ، وظلت هذه العادات ممتدة ومستمرة طوال عمرها املديد الذى جتاوز الثمانن وحتى وفاتها فى أوائل األربعينيا­ت ، رحلت السلطانة « ملك » عن دنيانا ، ولكن بقيت لها تلك األكياس التى كانت تدخل السرور والبهجة على قلوب األطفال الصغار فى الذاكرة ، وما كانت تنفقه فى أعمال البر واإلحسان ، التى ال تفصح عنها أو تتناولها الصحف بتعليمات منها .

Newspapers in Arabic

Newspapers from Egypt