Al-Akhbar

لحظات حياتنا الفارقة

- عمرو الديب Adabelakhb­ar55@gmail.com

املـــــــ­ــــتـــــ­ــــــربــ­ـــــــــص­ــــــــــ­ـون بـــــــنـ­ــــــا، واملــــــ­خــــــطــ­ــــطـــــ­ـون لــــــزوا­لــــــنــ­ــــا، واملثابرون على طريق تشريد شـــعـــبـ­ــنـــا األصـــــي­ـــــل، ومتـــزيــ­ـق بلدنا العريق، وإلقاء ناسنا الطيبني فى مهاوى الهالك والــــــض­ــــــيـــ­ـــاع، هــــــم أنـــفـــس­ـــهـــم مــــــــن يـــــــــ­ـدبـــــــ­ـــرون إلســــــق­ــــــاط مـــؤســـس­ـــاتـــنـ­ــا، وهــــــدم دولــتــنـ­ـا الناهضة الصاعدة، ازدوجت الـغـايـة، ولكن الفاعل واحـد تــــنــــ­كــــر فــــــى صــــــــو­ر عـــــديــ­ـــدة، وتخفى فـى أقنعة متباينة، وتـــــــد­ل الــــوقــ­ــائــــع الــــدامـ­ـــغــــة، واألحـــــ­ـــداث الـــقـــا­طـــعـــة، على أن االســــــ­ـتـــــــه­ـــــــداف يـــشـــمـ­ــل احملــــــ­كــــــومـ­ـــــني واحلـــــا­كـــــمـــ­ــني مــــعــــ­ا، أى أنــــنـــ­ـا جــمــيــع­ــا فـى «مــــــركـ­ـــــب» واحـــــــ­ـد يــــقــــ­ف فــى شـــمـــوخ فــــى الـــبـــح­ـــر الــلــجــ­ى الـــهـــا­ئـــج املـــتـــ­الطـــم األمــــــ­واج، واســـــــ­تـــــــهـ­ــــــداف الــــطـــ­ـامــــعــ­ــني اجلــــشــ­ــعــــني لـــــذلــ­ـــك املــــركـ­ـــب يـــبـــلـ­ــغ مـــــن الــــشـــ­ـراســــة حـــدا لــم تـعـرف مثيال لــه الـدهـور املنقضية، والعصور املولية، وميــثــل األمــــر مــفــتــر­ق طــرق تاريخيا، ومنحنى مصيريا يـــــســـ­ــتـــــوج­ـــــب االحــــــ­ـتـــــــش­ـــــــاد، واملـــــر­ابـــــطــ­ـــة، والــــتــ­ــوحــــد فـى مـــواجـــ­هـــة اإلعــــصـ­ـــار الـــداهــ­ـم الرهيب، وألنها حلظة فارقة حــقــا، ال تــتــكــر­ر فـــى الــدهــور كثيرا، فإن الوعى يصير هو بطل املشهد، وجنــم املوقف، ويــــبـــ­ـدو الـــــــد­ور املـــلـــ­قـــى عـلـى كــاهــل املـفـكـري­ـن، واملـبـدعـ­ني، واألدبــــ­ــــاء فـــى املـــعـــ­تـــرك غير املــســبـ­ـوق خــطــيــر­ا مـصـيـريـا، وفاصال، ولكن احلصاد على ذلــك الصعيد لـأسـف ليس مـــرضـــي­ـــا، وال يـــتـــنـ­ــاســـب مـع حجم االستهداف، وشراسته، وفـــرادتـ­ــه، واملــطــا­لــعــون بعمق لـــلـــتـ­ــاريـــخ يـــــدركـ­ــــون دقــــــة مـا أقــــــــ­ول، فـــلـــم تـــوحـــد األقــــــ­دار -بــــشــــ­راســــة األخــــــ­طــــــار- بـني خـــــيـــ­ــوط الـــنـــس­ـــيـــج املــــصــ­ــرى مـــثـــلـ­ــمـــا حــــــدث فـــــى الـــعـــق­ـــود األخـــيــ­ـرة، حـيـث االسـتـهـد­اف يــــتــــ­هــــدد اجلـــــمـ­ــــيـــــ­ع، وبـــعـــض مـــن نــتــوســ­م فـيـهـم الـفـطـنـة، والــــذكـ­ـــاء ال يــنــتــب­ــهــون لـهـذه احلقيقة، وإذا انتبه بعضهم آثــــــر الــــصـــ­ـمــــت، واالنــــش­ــــغــــا­ل بأموره اخلاصة فى حلظة ال يليق باألصفياء النبالء أن يتجاهلوا خطورتها، وما وما تتطلبه من تفان، وإخـالص، وإنكار ذات.

 ?? ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from Egypt