قادة االحتالل «سعداء» بالضربة اإليرانية
يغمر قـــادة إسـرائـيـل الـشـعـور بالسعادة املمزوجة بالدهشة واالمتنان حلجم الدعم الدولى واإلقليمى الـذى حظوا به على إثر الهجوم اإليــرانــى الكثيف ردا على قصف إسرائيل لقنصليتهم بدمشق. مع ذلك، يبدو أن هذا الدعم الذى حصلوا عليه بعد أشهر من العزلة نتيجة سوء إدارتهم للحرب فى غزة والتمادى فى جتويع وتشريد الفلسطينيني وإيصالهم إلى حافة املجاعة مهدد بالتبخر والزوال سريعا.
ويعود الفضل فى هذا الدعم الدولى إلى التغيير الكبير الــذى طـرأ على نهج النظام اإليرانى فى صراعه مع الدولة العبرية، وهو مهاجمة الــداخــل اإلسـرائـيـلـى مـبـاشـرة من األراضــى اإليرانية بإطالق صواريخ مضادة للطائرات، على عكس األوقــات األخــرى فى املاضى التى كان النظام اإليرانى يستخدم فيها وكالءه ويتصرف بشكل مباشر ضد السفارات واملواطنني اإلسرائيليني فى اخلارج، من خالل وحدات فيلق القدس التابعة للحرس الثورى، وعند الضرورة أيضا بالتعاون مع حزب اهلل أو العناصر احمللية فى مختلف البلدان.
وعلى الرغم من عدم وقوع خسائر جسيمة فـى املنشآت واألرواح اإلسرائيلية، نتيجة الرد اإليرانى على العدوان اإلسرائيلى على القنصلية بدمشق، وتباهى العسكريني بقوة األنظمة الدفاعية اإلسرائيلية التى متكنت من صد %99 من زخـات القذائف اإليرانية وإسقاطها خارج إسرائيل، أو حتييدها لدى سقوطها فى الـداخـل. إال أن دوائـــر القرار اإلسرائيلى ترصد بحذر هذا التطور النوعى فى صراع النظام الفارسى مع الدولة العبرية، وتنظر إليه باعتباره سالحا ذا حدين. فهو وإن كان حشد الدعم الدولى نحو إسرائيل ووضعها فى خانة املعتدى عليه بعيون حلفائها، إال أنه يؤشر إلى انتهاء مرحلة «الصبر االستراتيجى» التى اعتمدتها طهران حتى اآلن. وصارت هذه اجلرأة الفارسية مبهاجمة الداخل اإلسرائيلى مباشرة من األراضــى اإليرانية، دليًال على إمكان تكرار هـذا احلــدث، مما يوجب على إسرائيل القيام برٍد سريع قاٍس ورادع.
على النقيض يتنافى هذا الردع مع التوجه
يسرائيل كاتس
تقرير: هالة العيسوى
األمريكى الذى مييل إلى عدم التصعيد مع إيــران. وليس من مصلحة تل أبيب العودة الستفزاز إدارة بايدن ومناطحته بعد توتر طــــال أمــــده بـسـبـب ممـــارســـات احلـكـومـة اليمينية، كما أن اجلنوح نحو الرد العنيف قد يُفِقد إسرائيل الدعم الدولى الراهن والذى تبني لها أنه مشروط بالتهدئة وعدم الرد، فشهية العالم ومنهم حلفاء تل أبيب الغربيون ليست مقبلة على فتح صــراعــات جديدة إضافة إلى أوكرانيا أو فلسطني.
ويــــرى مــراقــبــون إســرائــيــلــيــون:
أنـــه من
على خامنئى احلصافة أن تستثمر حكومة نتنياهو هذا الزخم الطارئ، وأن تستفيد من هذا الدعم لتحقيق الهدف األكثر أهمية على اإلطالق: إعادة الرهائن وإنهاء احلرب فى غزة.
وعلى املستوى العسكرى شكك معارضون فى قدرة إسرائيل على الدفاع عن نفسها مبفردها، واستشهدوا، باالحتياج للدعم الفورى صبيحة السابع من أكتوبر ملواجهة عملية طوفان األقصى واالستعانة باجلسر اجلوى األمريكى، ثم االستعانة قى الرابع عشر من أبريل مبشاركة الـدول الصديقة سـواء باملعلومات االستخباراتية أو عمليا بصد املسيرات اإليرانية فى هجوم «الوعد الصادق».