Al-Akhbar

طهران تبدأ صراًعا غير مسبوق مع إسرائيل

الهجوم يطلق يد نتنياهو فى غزة

-

عواصم - وكاالت األنباء:

قـــــال حتــلــيــ­ل لــصــحــي­ــفــة «بــولــيــ­تــيــكــو» األمـريـكـ­يـة إن «الــهــجــ­وم اإليـــران­ـــى» يبدو أنـه كـان مصمماً «للفشل»، وذلــك بعد أن متكنت الطائرات األمريكية واألوروبية من اصطياد املـسـيـرا­ت والـصـواري­ـخ اإليرانية بعد اطالقها باجتاه إسرائيل، وذلـك حتى خارج األجواء اإلسرائيلي­ة. وتساءل التحليل عن الهدف احلقيقى والرسالة احلقيقية التى أرادت طهران إيصالها من وراء هذا التخطيط السياسى والعسكرى فـى الـرد على إسرائيل.. ونقل التقرير عن محللني أن إسرائيل وإيـــران انخرطتا فى تصعيد تدريجى متبادل منذ 7 أكتوبر. لكن رد إيران على تدمير مبنى قنصليتها فـى دمشق، عبر ضربة مباشرة إلسرائيل انطلقت من إيران كان مبثابة خروج دراماتيكى وخطير للغاية بالنسبة لطهران، التى فضلت حتى اآلن العمل بشكل رئيسى من خالل وكالء فى لبنان وسوريا وأماكن أخرى فى جميع أنحاء املنطقة.

وقال بهنام بن طالبلو، وهو زميل بارز فى مؤسسة الدفاع عن الدميقراطي­ات وخبير فـى الــقــدرا­ت الـصـاروخـ­يـة اإليــرانـ­ـيــة:»إن هناك استعدادا أكبر خلوض املخاطر من قبل إيران أكثر من أى وقت مضى». وقال: «حتى اآلن، لم تستهدف إيــران إسرائيل

بـشـكـل مــبــاشــ­ر مـــن األراضــــ­ـى اإليــرانـ­ـيــة بطريقة علنية ومـنـسـوبـ­ة». وأضـــاف أن «الضربة كانت أيضا أول هجوم صاروخى باليستى من األراضى اإليرانية ضد هدف مدافع عنه».

وقـــال إن إيــــران «أرادت كـسـر محظور باستهداف األراضــى اإلسرائيلي­ة». وحتى اآلن، أشارت طهران إلى أنها ال تريد حرباً شاملة، بعد أن منعت حليفها حــزب اهلل فى شمال إسرائيل من شن أكثر من مجرد هجمات رمزية متفرقة. لكن على فايز من مجموعة األزمــات الدولية قـال: «يبدو أن احلكومة اإليرانية خلصت إلـى أن ضربة دمشق كانت نقطة انعطاف استراتيجية، حيث إن الفشل فى االنتقام سيحمل معه سلبيات أكثر من الفوائد».

وأضـاف فايز أن اختيار طهران لألسلحة كــان حـــذراً فـى الـوقـت نفسه. وقـــال: «كـان بإمكانهم اسـتـخـدام عــدد أكـبـر بكثير من املقذوفات والطائرات بدون طيار والصواريخ املتزامنة بطريقة من شأنها أن تغزو أنظمة الـدفـاع اجلـــوى، وكــان مـن املمكن أن تطلق صواريخهم اجلــديــد­ة الـتـى تـفـوق سرعتها سرعة الصوت.. لكن من الواضح أنهم أرادوا شيئا استعراضيا ولكن ليس قاتًال.»

وقال حتليل آخر نشرته نفس الصحيفة األمريكية أن هجوم إيــران على إسرائيل عزز وضع نتنياهو الذى كان يواجه التوتر مع الغرب بشأن غــزة، وأن هجوم طهران املباشر جعل من الصعب اآلن على احللفاء كبح جماح دعمهم له.

وقــال التحليل إنــه ميكن لنتنياهو اآلن أن يدعى أن القناع قـد سقط وأن العدو احلقيقى أصـبـح واضــحــا بـعـد أن جتــاوز القصف غير املسبوق الذى قامت به إيران مــا كــان لـعـقـود مــن الــزمــن خـطـا أحـمـر ال ميكن تصوره. فهذه هى املـرة األولــى التى تشن فيها إيران هجوما مباشرا على دولة إسـرائـيـل، وقـــال محمد جمشيدى، نائب رئيس ديوان الرئيس اإليرانى، إن «املعادلة االستراتيج­ية» قد تغيرت اآلن بني طهران وإسرائيل.

وهـــذه الديناميكي­ة اجلــديــد­ة تـعـزز إلى حد كبير موقف نتنياهو فى تأمني الدعم العسكرى الدولى وتسمح له مبضاعفة حربه ضد حماس التى يراها إحـدى أذرع إيران فى قطاع غــزة، ومـن ثم رمبـا التحول إلى حزب اهلل اللبنانى، وهو وكيل شيعى آخر إليـــران. واآلن أصـبـح لــدى رئـيـس الـــوزراء مجال أكبر لتصوير حـرب غـزة باعتبارها صراعاً من أجل البقاء الوطنى ضد قوة جيو استراتيجية ذات ثقل جيد التسليح، يقودها األصوليون اإلسالميون الذين يسعون إلى امتالك األسلحة النووية.

Newspapers in Arabic

Newspapers from Egypt