Al-Akhbar

سالح االغتياالت.. إرهاب إسرائيلى ممنهج الذكاء اإلصطناعى يساهم فى زيادة وتيرة اإلجرام الصهيونى

- كتب عبدالسميع الدردير :

إجـــرام الــدولــة الصهيونية لـم يتوقف عند اإلبـــادة اجلماعية التى ميارسها اإلحتالل فى قطاع غزة حتت بصر وسمع العالم بأسره، بل تخطاها ليسخر تكنولوجيا الـذكـاء اإلصطناعى فائق التطور خلدمة أهـدافـه فى القضاء على رمـوز املقاومة بعد التعرف على وجوههم بآداة «نيبوس» املبتكرة.

هكذا تدخل الدولة العبرية مستوى جديدا من اإلجرام واالغتياال­ت اجلماعية، بعدما شرعن قضاؤها الداخلى مــا يـعـرف «بـالـقـتـل املـسـتـهـ­دف». وهـــو اإلســـم املغلف لعمليات االغتيال التى ميارسها الكيان الصهيونى ضد الفلسطينين­ي. ويعد تطورا نوعيا فى مسيرة االحتالل الدامية مبلف االغتياالت، التى امتدت عبر سنوات طويلة، فباألمس مثال حلت ذكرى اغتيال أبو جهاد عام ،1988 بينما يواكب اليوم ذكرى اغتيال عبد املجيد الرنتيسى الذى استهدفه العدوان فى .2004

الشهر الفائت احتج عدد من موظفى شركة «جوجل» األمريكية ضد تعاون الشركة مع إسرائيل باستثمارات تقدر بنحو 1.2 مليار دوالر إلطالق أداة «نيبوس» التى تساعد فى التعرف على وجوه األشخاص الستخدامها فى حربها ضد الفلسطينين­ي بقطاع غزة. وجاءت احتجاجات موظفى جوجل ملا اعتبروه تعارض األداة اجلديدة مع «مبادئ الذكاء االصطناعي» للشركة، والتى تنص على أن الشركة لن تسعى لتطبيقات الذكاء االصطناعى التى تتعارض مع املبادئ املتفق عليها على نطاق واسع فى القانون الدولى وحقوق اإلنسان. كانت الدولة الصهيونية قد شرعنت فى أعقاب اإلنتفاضة الثانية عام 2000 اغتيال رموز املقاومة الفلسطينية مبوجب ما يعرف بـ»القتل املستهدف» بناء على أوامر حكومية، وفقا لقرار احملكمة العليا اإلسرائيلي­ة التى اعتبرت املقاومة الفلسطينية جماعة إرهابية تخوض نزاعا مسلحا مع إسرائيل.

ورغم من متابعة عمليات االغتياالت اإلجرامية التى ميارسها اإلحتالل على مر تاريخ الكيان الصهيوني، لم جتن إسرائيل من هذا اإلجـرام سوى زيادة عدد القتلى اإلسرائيلي­ني، جـراء ردود انتقامية من جانب املقاومة الفلسطينية، والقضاء على شركاء محتملني فى عمليات تفاوض وزيادة اإلدانات الدولية للكيان الصهيوني.

ومن أبرز القيادات الفلسطينية التى طالتهم االغتياالت املمنهجة الصهيونية: فتحى الشلقامى القيادى بحركة فتح وعضو القيادة السياسية ملنظمة التحرير بواسطة عمالء إسرائيليني، خليل الوزير املعروف بـ»أبوجهاد» الذى كان يعد أحـد األركــان الرئيسة للمقاومة الفلسطينية ضد اإلحتالل اإلسرائيلى وكان يشغل مناصب مهمة فى منظمة فتح، يحى عياش أحد الشخصيات الرئيسة فى حركة حماس الذى اغتالته إسرائيل فى هجوم جوى استهدف منزله مبدينة غــزة. الشيخ أحمد ياسني زعيم حركة حماس الذى استهدفته قوات اإلحتالل بهجوم صاروخى بطائراتها احلربية عام ،2004 و الشيخ أحمد اجلعبرى قائد اجلناح العسكرى حلركة حماس عام .2012 ولعل آخر هذه االغتياالت صالح العارورى نائب رئيس حركة حماس وقائد احلركة فى الضفة الغربية يناير املاضي، بعد استهداف طائرة مسيرة ملكاتب احلركة فى الضاحية اجلنوبية فى بيروت . الالفت أن االغتياالت الصهيونية لم تقتصر فقط على القيادات الفلسطينية، بل طالت أيضا أسرهم، فى تصعيد إجرامى ليس بجديد على الكيان الصهيوني.. فقد اغتال اإلحتالل، األسبوع املاضى، ثالثة من أبناء رئيس املكتب السياسى حلركة حماس اسماعيل هنية، إضافة إلى ثالثة من أحفاده فى استهداف سيارة مبخيم الشاطئ غرب مدينة غزة.. وهو ما لقى انتقادا واسعا، حتى ان رئيس الوزراء اإلسرائيلى السابق إيهود أوملـرت اعتبر اغتيال أبناء وأحفاد هنية «خطأ سيضر بسمعة إسرائيل» .

Newspapers in Arabic

Newspapers from Egypt