بابا الفاتيكان ل«القوى الكبرى» : ارفعوا أيديكم عن إفريقيا وتوقفوا عن خنقها
⏮«البابا» يحذّر من الاستعمار الجديد: «الجشع لطخ الماس بالدم»
كتبت- إنجى عبدالوهاب:
ندد بابا الفاتيكان، البابا فرانسيس، بما أسماه ب«الاستعمار الجديد» لإفريقيا، داعيًا القوى الكبرى للكف عن «الاستغال الأهوج» لموارد وشعوب القارة السمراء، مؤكدًا أن النظام العالمى بات «قاتاً»؛ بارتكازه على المال لا الإنسان، وأن الصراعات المنسية تمهد الطريق لحرب عالمية ثالثة.
وفى أول خطاب له، فور وصوله الكونغو الديمقراطية، وقبيل إقامته قداسًا، أمس، شجب بابا الفاتيكان «الاستغال السياسى والاقتصادى» للقارة الإفريقية، لافتًا إلى أن ممارسات القوى الكبرى التى تُفسح المجال أمام الاستعمار الاقتصادى تأتى «على قدم المساواة مع العبودية».
وأكد «فرنسيس» أن هذا الطور الجديد من الاستعمار، أقل وضوحًا، لكنه أكثر غدرًا؛ كونه يسلب الشعوب الإفريقية حقها فى حرية تقرير مصيرها، وأعرب عن كامل دعمه للشعب الكونغولى، على وجه الخصوص، وحقه فى الانتفاع بغاباته الاستوائية التى تتعرض «للنهب الجشع»، لافتًا إلى أن الكونغو تبرز المفارقة التى تعيشها الشعوب الإفريقية ذات الثروات المُحرمة على سكانها.
وأشار «فرنسيس» إلى أن إفريقيا تعيش مأساة يغلق عنها العالم- الأكثر تقدمًا من الناحية الاقتصادية- عيونه وآذانه وفمه، مضيفا: «سم الجشع لطخ الماس بالدم».
وعلى الصعيد الداخلى، شجب «فرنسيس» أعمال العنف فى الكونغو الديمقراطية، ودعا الكونغوليين للسام، قائا إن زيارته تستهدف احتضان الشعب الكونغولى الذى عانى بشدة من الصراعات والفقر، وتذكير العالم بإفريقيا والصراعات المنسية بها.
واختتم بابا الفاتيكان خطابه بحديث شديد اللهجة للقوى الاقتصادية الكبرى المتنافسة فى إفريقيا: «ارفعوا أيديكم عن جمهورية الكونغو الديمقراطية! ارفعوا أيديكم عن إفريقيا! توقفوا عن خنقها، إفريقيا ليست منجمًا يجب تجريده أو تضاريس يجب نهبها، هذا البلد بل هذه القارة تحوى شعوبًا لها حقوق تستحق الاستماع إليها.. ارفعوا أيديكم عسى أن تكون إفريقيا بطلة
مصيرها!».
كما أقام البابا، أمس، قداسًا فى الكونغو، بعد أن التقى رئيسها فيليكس تشيسكيدى تشيلومبو، بالقصر الرئاسى، واجتمع بوفد سياسى ودبلوماسى، وأعضاء من ممثلى المجتمع المدنى، أمس الأول، فور وصوله العاصمة الكونغولية «كينشاتا»، أولى محطات جولته فى إفريقيا.
وتنتهى زيارة البابا فى الكونغو، غدًا، ليتوجه بعدها إلى جنوب السودان؛ إذ تعانى الدولتان الإفريقيتان اللتان تضمان عددًا كبيرًا من الكاثوليك فى العالم، عنفًا ونزوحًا واضطرابًا مدنيًا فى العقود الماضية؛ لذا يعقد شعب البلدين آمالًا كبرى على الزيارة البابوية؛ علّها تسلّط الضوء عليهما عالميًا.