أميرة صالح مزايا السوق المصرية تجذب الشركات التكنولوجية الناشئة رغم الظروف الاقتصادية

خبراء: ٧5% من السكان يملكون هواتف حديثة.. و80% متصلون بالإنترنت

كتبت- أميرة صالح:

تحولت الشركات الناشئة إلى قبلة مهمة لاستثمارات سواء المحلية أو الأجنبية، واحتلت الشركات المتخصصة فى التكنولوجيا المالية على وجه الخصوص أهمية قصوى خال الفترة الحالية، فى ظل خطوات التحول الرقمى، والاعتماد على الخدمات التكنولوجية، والشمول المالى، وتحوُّل القطاع التجارى والاستثمارى إلى الاعتماد على المدفوعات الرقمية.

وقال خبراء إن المنافسة مع الدول المجاورة كبيرة، ولكن تبقى السوق المصرية بها العديد من المزايا التنافسية، التى تسمح باستحواذها على الجانب الأكبر من استثمارات القطاع رغم الوضع الاقتصادى.

وأعلن المجلس الأعلى لاستثمار، مؤخرًا، موافقته على إنشاء وحدة دائمة بمجلس الوزراء لوضع السياسات والقوانين لتشجيع قطاع الشركات الناشئة، وتخصيص وحدة لتلقى الشكاوى، بالتنسيق مع وحدة حل مشاكل المستثمرين، ووضع حلول مائمة لكل منها.

وأوضح المهندس محمد عكاشة، مؤسس صندوق «ديسربتيك»، المتخصص فى الاستثمار فى التكنولوجيا المالية، أن هناك 3 أسباب أساسية لجاذبية السوق المصرية للشركات الناشئة، أهمها تجاوز معدل السكان 100 مليون مواطن، وأن 75% من السكان فى الفئة العمرية 40 سنة فأقل، فضاً عن تزايد معدل السكان المتصلين

بالإنترنت ليصل إلى نحو 80%، مع امتاك نحو 75% من السكان أجهزة موبايل حديثة، ما يعزز من ثقل السوق واحتياجها الكثير من الخدمات المالية التى توفرها الشركات الناشئة، خاصة فى قطاع التكنولوجيا المالية.

وأشار «عكاشة» إلى أن مصر مليئة بالفرص للشركات الناشئة للإبداع واستخدام التكنولوجيا لخلق حلول للمشكات التى تواجه الأفراد والشركات، موضحًا أن التحديات

هى جزء من طبيعة ريادة الأعمال والشركات والمؤسسين، الذين يملكون المرونة والقدرة على تنفيذ أهدافهم، وهى الشركات التى تنجح فى النهاية، وفى مصر حاليًا كثير من هذه النماذج.

ونوه بأن معدل أداء الشركات هو نجاح نحو 35% من الشركات التى يتم تمويلها والاستثمار فيها من جانب صناديق الاستثمار، و35% ينجح الصندوق فى استرداد جزء من استثماراته فى الشركات، بينما 35% من الشركات تخرج من السوق.

وحول المنافسة الحالية مع أسواق الدول المحيطة لجذب الشركات الناشئة، قال مؤسس صندوق «ديسربتيك»- الذى يبلغ رأسماله وقت إطاقه نحو 25 مليون دولار، ليرتفع إلى 36 مليار دولار، بعد انضمام عدد من المؤسسات والمستثمرين- إن الأسواق المحيطة تتميز بوجود سيولة مالية لا تملكها

معظم دول العالم، وبالتالى تجذب الكثير من الشركات الناشئة من كل أنحاء العالم للعمل بها والحصول على التمويل، ومصر ليست استثناء، لكن تبقى هناك مزايا تنافسية لدى مصر غير متوافرة فى الأسواق الأخرى، منها حجم السوق، مشيرًا إلى أن نجاح الشركات التى تتجه إلى الاستثمار فى الدول المجاورة مرهون بنجاحها فى السوق المحلية فى المقام الأول. وأكد أن المستثمرين الدوليين، الذين يمتلكون خططًا استثمارية طويلة الأجل، يرون فى مصر فرصًا كبيرة لاستثمار، مشيرًا إلى ضخ مؤسسات الاستثمار الدولية لاستثماراتها فى مصر، ومنها الوكالة الفرنسية، رغم أن هذا التوقيت الحالى يصفه البعض بأنه «صعب».

ويستهدف الصندوق الاستثمار فى 14 شركة، إلى جانب الشركات القائمة، ليصل الإجمالى إلى نحو 28 شركة، حيث تم استثمار 40% من حجم الصندوق حتى الآن.

وكان الدكتور عمرو طلعت، وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، قد أعلن زيادة نمو الاستثمارات فى الشركات الناشئة فى قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات بنسبة تصل إلى نحو 4% عام 2022، مقارنة بالعام الذى يسبقه، على الرغم من التراجع فى النمو على مستوى الإقليم؛ كما شغلت مصر المركز الأول فى منطقة شمال إفريقيا والشرق الأوسط فى عدد الصفقات الاستثمارية فى الشركات الناشئة خال عام 2022.