انتخابات الرئاسة التركية.. 60 مليونًا يتوجهون للإدلاء بأصواتهم خلال جولة الإعادة
⏮ «أردوغان» يتهم معارضه بدعم «الإرهاب».. و«كليجدار» ينفى «محض افتراء».. ويطالب بترحيل اللاجئين
كتبت- إسراء جمال:
يتوجه، اليوم، أكثر من 60 مليونًا من الأتراك للإدلاء بأصواتهم فى جولة إعادة انتخابات الرئاسة التركية لاختيار رئيس الباد، ويتنافس رجب طيب أردوغان وخصمه الأبرز، مرشح تحالف المعارضة، كمال كليجدار، على منصب الرئيس، ويلعب الطرفان بأوراق ضغط لاستمالة الناخبين.
ويحذر أردوغان من أنه فى حال فوز كليجدار فإنه يُعد انتصارًا للإرهابيين، فى إشارة إلى الموالين لحزب العمال الكردستانى الذين يدعمون كليجدار، والتى أتت من دعم أردوغان من قِبَل شريحة كبيرة من التيار القومى المناهض للأكراد والاجئين.
نقطة «الاجئين» نفسها دفعت شريحة من هذا التيار إلى دعم كليجدار أوغلو الذى يؤكد اعتزامه ترحيل الاجئين السوريين خارج الباد، أما على الصعيد الدولى، فيرى مراقبون أن الغرب يفضل كليجدار نظرا لأيدولوجيته العلمانية غير المحافظة، عكس أردوغان، إضافة لتقارب الأخير مع روسيا، بالرغم من عضوية أنقرة فى حلف شمال الأطلسى، الغريم الأول لموسكو.
وقد شهدت جولة الإعادة خال الانتخابات الرئاسة التركية بالخارج إقبالا أكبر من الجولة الأولى، إذ أدلى نحو مليون و912 ألفا و30 تركيا بأصواتهم فى الخارج مقارنة بمليون و839 و470 ناخبا بالجولة الأولى.
ومن المتوقع أن يشهد اليوم زخما كبيرا لانتخاب رئيس للباد بجولة الإعادة، وسوف يحسم أكثر من 60 مليون، من المقرر الإدلاء بأصواتهم فى مراكز اقتراع
لاختيار رئيسهم القادم.
ودعا أردوغان أنصاره إلى التوجه لصناديق الاقتراع بكثافة للإدلاء بأصواتهم، خال خطاب ألقاه على هامش ملتقى نسوى أقامه حزبه «العدالة والتنمية الحاكم»، أمس الأول، فى مركز إسطنبول للمؤتمرات، قائا: «نتوجه مرة أخرى إلى صناديق الاقتراع، وربما نتخذ أحد أهم الخيارات فى حياتنا، ليس فقط بشأن أنفسنا، بل بشأن مستقبل بلدنا وأطفالنا»، محذرا من أن فوز كليجدار أوغلو انتصار
ل «إرهابيين».
فى المقابل، سعى كليجدار إلى استمالة أصوات الناخبين القوميين بعد إعان خطط لطرد مايين الاجئين السوريين من تركيا، نافيا ما سماها اتهامات الحزب الحاكم بعاقته بالمنظمات الإرهابية، فى إشارة لحزب العمال الكردستانى، قائا إن ما يصدر بذا الشأن ما هو إلا محض افتراء .«
ودعا القيادى الكردى الرئيس السابق لحزب الشعوب الديمقراطى صاح الدين دميرطاش أنصاره إلى التصويت بكثافة لمرشح تحالف الشعب، زعيم حزب الشعب الجمهورى، كمال كليجدار أوغلو، وحذر عبر حسابه على موقع تويتر من أنه فى حال عدم انتخاب كليجدار فى انتخابات جولة الإعادة فإن اقتصاد الباد وديمقراطيتها سيكونان أمام كارثة حقيقية.
يذكر أن دميرطاش، يقبع فى السجن منذ 7 سنوات بتهم تتعلق بدعمه حزب العمال الكردستانى المصنف داخل الدولة على أنه )تنظيم إرهابى(.
فى المقابل، استقال رئيس حزب الظفر، أو النصر القومى، سليمان شاه، بمنطقة ألاشهير بولاية مانيسا مع 30 عضوا، إثر إعان رئيس الحزب أوزميت أوزداغ دعمه لكليجدار، فى الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية.
وأعلن شاه اعتزامه دعم الرئيس التركى المنتهية ولايته، قائا إنه قرر المضى على نفس طريق مرشحهم السابق سنان أوغان، ودعم أردوغان، فى الجولة الثانية من انتخابات الرئاسة.
وبالرغم من تقدم أردوغان فى انتخابات الجولة الأولى، وحصول تحالفه على الأغلبية البرلمانية وإعان المرشح الثالث المحسوب على التيار القومى، سنان أوغان الذى حصل على أكثر من 5% من حجم الأصوات، دعمه للرئيس التركى، فإن الخبراء ينظرون إلى الانتخابات بعين الترقب والشك لفوز أردوغان فى الانتخابات، بسبب عدم إدلاء شريحة كبيرة من الشباب بأصواتها فى انتخابات الجولة الأولى، إذ يشير خبراء واستطاعات
رأى إلى أن الأكثرية من الشباب يدعمون مرشح تحالف المعارضة )كليجدار(، إضافة لتأييد %85 من الأتراك ترحيل الاجئين السوريين إلى بادهم، وهو ما يركز عليه كليجدار فى دعايته الانتخابية لاستمالة التيار القومى المناهض لاجئين، فضا عن التضخم الكبير الذى ضرب الباد وسياسة الرئيس المنتهية ولايته، التى ساهمت فى خفض قيمة العملة الوطنية، عبر تخفيضه للفائدة، بدلا من رفعها، بينما يتهم أردوغان، كليجدار بدعم الأحزاب الإرهابية فى إشارة منه لحزب العمال الكردستانى.
وعلى الصعيد الدولى، شهدت العاقة بين أردوغان وروسيا تقاربا ملحوظا بالرغم من عضوية أنقرة فى حلف شمال الاطلسى، ما أثار توترا فى عاقاتها الأوروبية الأمريكية، كما أن الترسانة العسكرية التركية شهدت تطورا؛ ومنها طائرات بيرقدار المسيرة، وغيرها من الصناعات، إضافة لنجاح الجهود التركية مع الأمم المتحدة فى عقد اتفاق بين الجانب الروسى والجانب الأوكرانى بشأن صادرات الحبوب الأوكرانية، إضافة للتقارب مع دول الشرق الأوسط، ما لا يتفق فيه منافسه كليجدار، بل ينتقد التقارب مع دول الشرق الأوسط، لكنه يوصف بأنه صديق للرئيس السورى، بشار الأسد؛ نظرا لخلفيتهما العلوية، إضافة لزيارته إيران أكثر من مرة ولقائه مسؤولين هناك.
وأفادت وسائل إعام تركية رسمية، بأن 3 طائرات تركية تم استئجارها لجلب أصوات الخارج وصلت العاصمة التركية أنقرة، أمس الأول، تمهيدا لفرزها مع الأصوات بداخل الباد عند اكتمال الاقتراع فى جميع أنحاء الباد.