Al Masry Al Youm

أشياء صغيرة

- على فين؟ ‪mm1aa4@ gmail. com‬

القراء لهم مكانة كبيرة فى حياة أى كاتب.. وأنا شخصيًّا أقرأ كل ما يرسله القراء من رسائل وأتوقف أمامها، وبالتأكيد كل رسالة فيها فكرة مهما كانت صغيرة.. هذه رسالة من محمد ممدوح عطيتو )طالب جامعى من الأقصر(، يقول فيها:

«فى ظل ضغوطات الحياة هناك أشياء صغيرة لكنها كبيرة التأثير فى التقليل من هذه الضغوطات.. لم نفكر مثلً فى كيفية تغيير وتحسين الصورة البصرية أو السمعية التى يستقبلها أى مواطن من وقت خروجه من المنزل، وقبل المواطن السائح أو الزائر!.

السؤال: لماذا لا نفكر مثلً فى تغيير القانون الحالى، ونعمل على تنوع طلء واجهات المبانى والمنازل بالألوان المختلفة بدلًا من اللون الواحد على مستوى الجمهورية الفاقد لأى لمسة جمالية؟!.. لماذا لا نفكر فى الاستعانة بطلب كليات الفنون فى رسم وتلوين الحوائط بالشوارع وأجسام الكبارى، بدلًا من الصورة الأسمنتية الصماء الصامتة؟!.. لماذا لا نفكر فى تلوين مبانى كليات الجامعات بألوان مبدعة مختلفة؟!. ليتنا نعمل على الإكثار من زراعة الأشجار الصغيرة بالشوارع كى تمتص العوادم والأبخرة وتعمل على ترطيب الجو، بدلًا من تركها صحراء جرداء؟!.

وليتنا نفكر فى توحيد وتنسيق لون وقوة إضاءة الشوارع، وندرك أن هذا ليس مجرد شىء ثانوى. أما من الناحية السمعية فكلنا نعرف حجم الصخب والضوضاء فى شوارع مصر.. فلماذا لا نفكر فى تشغيل الموسيقى الهادئة فى المصالح الحكومية والمستشفيا­ت ووسائل النقل العامة ومنها المترو والقطارات، كى تُزيل التوتر والضغط، وتساعد على تحسين حالة المريض العقلية والبدنية بالمستشفيا­ت؟!.. كل هذه الأشياء مهمة للراحة البصرية والسمعية والعقلية!.

حياتنا تحتاج للكثير من الفن والذوق والتذوق الجمالى.. يجب أن نُزيل طبقة التصحر من حياتنا وشوارعنا ونرويها بأشياء بسيطة فى متناول اليد.. نحتاج للتغيير والتحسين والترويح لراحة الإنسان، قبل أى شىء آخر».!

‪■ ■ ■‬ هى أشياء تبدو صغيرة كما وصفها صاحب الرسالة، ولكنها مهمة فى تحسين الصورة البصرية والسمعية.. ولكن لا بد أن يتم ذلك بشكل مدروس وليس عشوائيًا من خلل لجنة فنية تعمل مع جهاز التنسيق الحضارى، حتى لا تكون هناك فوضى فى الألوان تؤدى للتلوث!.

ينبغى أن تحافظ الفكرة على جماليات العمارة المصرية وذوقها.. بحيث تشيع حالة من الجمال.. وبالمناسبة فالفكرة موجودة فى مشروعات حياة كريمة.. وعطيتو كأنه يريد تعميق الفكرة، وتعميمها.. وبالتالى فهى فكرة جيدة تبعث على البهجة وتقضى على حالة التصحر التى أشار إليها!.

يبقى أن تتحمس للفكرة إحدى الوزارات أو الجهات فى الدولة، لتنقلها من مجرد فكرة إلى حقيقة على الأرض.. ويمكن لكل محافظة أن تختار الألوان طبقًا للإقليم الذى تقع فيه.. فما يصلح فى الصعيد والنوبة لا يصلح فى وجه بحرى!.

 ?? ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from Egypt