Al Masry Al Youm

تكدندالوار­ثو:لوجيا جديدة تمكن مصابًا بالشلل من الحركة مجددًا

لم يتحرك منذ ١2 عامًا

-

كتب – محمو عب

بعد 12 عامًا من إصابته بالشلل، تحققت آمال جان أوسكام بتمكنه من الحركة مجددًا، بعدما تكللت جهود الأطباء فى إنهاء معاناته بالنجاح.

لم يقو الشاب الهولندى على الحركة منذ عام ،2011 حينما تعرض لحادث دراجة أصيب فيه بكسر فى الرقبة، خلال تجوله فى أحد شوارع الصين.

حينها، أخبر الأطباء «جان» أنه لن يمشى على قدميه مجددًا، لكن حججهم سقطت أمام التقدم التكنولوجى، الذى ساعد الشاب الهولندى على التحرك من جديد، وصعود درجات السلم، والسير لأكثر من 100 متر.

تمكن الشاب من استئناف نشاطه المعتاد بعدما خضع لجراحة زراعة جهاز «يقرأ موجات الدماغ ويرسل تعليمات إلى العمود الفقرى لتحريك العضلات اليمنى».

هذه الجراحة اعتمدت على مشروع طويل الأمد أطلق عليه أطباء الأعصاب فى سويسرا اسم «الجسر الرقمى»، وهو يطور واجهات بين الدماغ والآلة للتغلب على الشلل.

يستخدم هذا المشروع الإشارات اللاسلكية لإعادة توصيل الدماغ بالعضلات التى باتت «عديمة الفائدة»، بسبب التعرض لإصابة فى أعصاب الحبل الشوكى.

تمكُّن «جان» من الحركة مجددًا، جاء بعد عدد من المحاولات التى انتهت إلى تكلل جهود الأطباء بالنجاح، البداية كانت من تطبيق الشاب الهولندى لنظام يعيد إنشاء الخطوات الإيقاعية للمشى عن طريق إرسال إشارات من جهاز كمبيوتر إلى النخاع الشوكى.

خلال التجربة، ساعد الجهاز «جان» على اتخاذ عدة خطوات فى وقت واحد، لكن الحركة كانت آلية تمامًا وتحدث بواسطة زر أو جهاز استشعار.

من هذه التجربة، بدأ الأطباء فى تطويرها، من خلال تركيب الدكتور جوسلين بلوخ، جراح الأعصاب فى مستشفى جامعة لوزان، أقطاب كهربائية على دماغ «جان»، حتى كشفت النشاط العصبى عندما يحاول تحريك ساقيه.

وتُعالج قراءات الحركات بواسطة خوارزمية تحولها إلى نبضات تُرسل إلى أقطاب أخرى

فى عمود «جان» الفقرى، وتكون بمثابة منشط الأعصاب فى العمود الفقرى، مما يؤدى إلى تشغيل العضلات لإنتاج الحركة المطلوبة.

صرح الدكتور جريجوار كورتين، من المعهد الفيدرالى السويسرى للتكنولوجي­ا فى لوزان: «ما تمكنا منه هو إعادة الاتصال بين الدماغ ومنطقة الحبل الشوكى التى تتحكم فى حركة الساق ب)جسر رقمى(، الذى التقط أفكارًا تترجمها إلى تحفيز للحبل الشوكى، حتى تعيد تأسيس حركات الساق الإرادية».

لا ينتج الجهاز خطوات سريعة وسلسة، رغم هذا، كشف «جان» أن التقنية سمحت له بأداء حركات طبيعية أكثر من ذى قبل: «الوقوف والمشى بدا أن التحكم فيهما من خلال التفكير فى الأفعال، فتعمل الإشارات على تحفيز العضلات اللازمة لثنى الورك والركبة والكاحل».

يعتبر العلماء أن الجهاز يعزز إعادة التأهيل بعد أكثر من 40 جلسة تدريبية مع الزرع، وهو ما مكّن «جان» من بعض السيطرة على ساقيه، حتى فى حال تعطيله عمل الجهاز.

يرى «كورتين» أن إعادة ربط الدماغ والعمود الفقرى يساعد على تجديد الأعصاب الشوكية، واستعادة بعض السيطرة التى فقدها المريض.

ويأمل الباحثون أن تساعد الأجهزة المصغرة المستقبلية مرضى السكتة الدماغية والمصابين بالشلل على المشى وتحريك أذرعهم وأيديهم، والتحكم فى وظائف أخرى مثل عمل المثانة، التى غالبًا ما تتأثر بإصابات الحبل الشوكى.

تعافى «جان» منح الأطباء أملًا كبيرًا فى تحسين أحوال مرضى الشلل، فختم «كورتين» تصريحه بالقول: «مر أكثر من 10 سنوات على إصابته. تخيل أننا نطبق الجسر الرقمى بعد أسابيع قليلة من إصابة الحبل الشوكى، إن إمكانات التعافى هائلة».

 ?? ??
 ?? ??
 ?? ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from Egypt