Al Masry Al Youm

فراق الموت

-

غدوت صحوت رأيت الآلام تحيط وتعصف بقلبى الملام.. على كل ذكرى رآك فيها بطلا، على كل لحظه أدركتك بها عمرا.. أمسكت زمام الروح والحياه، أنرت دروب العشق لمنتهاه.. وجئت بليلة من ذات الليالى، أبى فيها بدرى إنارة سمائى.. واشتد عصف ريح منتهش لعشقى، براكين قلبى متناثره تزلزل بذاتى.. بحلو الكلام ومر الإيلام، دراويش عشقك تدندن فى صدرى.. وفجأة استفقت بيداك مفلتان، والقلب والروح سقما مغشيان.. ووحدى فى ظلمة ليالى حزينة على قبرى أنعى الثقة والأمان.. تمر الليالى وتقسو الساعات، يئن حنين الشوق للذكريات.. وليل التمام يمر كدهرا، وثانية البعد جمرا يعجل شيب قلبا.. سئمت روحا تناديك مرارا، والعقل يفيقها بقسوة الإدراك.. فجفت دموعى ولست أبكيك، بل أبكى قلبًا أدرك الموت بالفراق.. فما حسبت قسوتك يا فراق موتًا بطيئًا على العشاق.. أفديك يا قلبى العمر ثمنًا، أن ترأف بحالى وترشدنى مسلكا.. أتساءل مرارًا وروحى تحتضر، فكم بقى من العمر حتى أنتظر..

مرت سنون العمر هباء، فرحمة بقلب يموت رجاء.. هواك أضل درب الروح من جسدى، ومازال القلب متشبث بك وعجبى!.. ولكنى أنا من يدرك الحقيقة، وأبلغ بها العشاق كل دقيقة.. غرامك أرشدنى لمحراب صلاتى، فأبلغنى عشقى عنان سمائى.. فهل يأتى يوما أفيق من موت، وأدرك حقيقة مولد روحى الجديده؟.. هل خاننى ماضيا معك قاسيا؟ فوربى غدًا سيكون بى رحيما.. قد كان هواك إلهامى ونبعى، قد ظننته يوما درعى وأمنى.. فانكسر درعى وانهار حصنى، ولم تترك يا عشقى للخوف لى بديلا.. أمانا تلاشى وروحا تقاوم، وقلبا بألم يرى الموت قادم.. أنينى نزيفى وسكرات موتى، بجمرة نار رميتها صوب جوفى.. وروحا منقوشة بندب الجروح، أسالت دمائى وأبصرتنى عدمى.. فكيف ترانى على قبرى عروسا، أترنح على سلالم الموت وأزف جبرا.. وتترك يداى وعيناك صوبى، أطلب نجاتى وأصرخ لربى.. ولكنى على حافة الموت وربى، ولا أرى شيئا حولى غير قبرى.

علاء ناصر

Newspapers in Arabic

Newspapers from Egypt