Al Masry Al Youm

تحذيرات دولية من مخططات الاحتلال ل«اجتياح رفح»

⏮ هولندا: الوضع «مقلق للغاية».. ولندن: الأولوية لوقف القتال الفورى

-

كتب- جبران محمد:

تواصلت التحذيرات الدولية من مخططات إسرائيلية باجتياح مدينة رفح جنوبى قطاع غزة، وحذر الاتحاد الأوروبى من أن هجومًا إسرائيليًا على رفح سيشكل «كارثة إنسانية تفوق الوصف»، حيث يتكدس أكثر من 1.3 مليون نازح فى مساحة ضيقة، فى حين أعربت بريطانيا عن قلقها البالغ، مشددة على «وقف القتال الفورة» كأولوية بدلًا من الاقتحام المرتقب.

وكرر الممثل الأعلى للسياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبى، جوزيب بوريل، تحذيرات الدول الأعضاء بالتكتل، قائلًا: «إننى أكرر التحذير الذى أطلقه العديد من الدول الأعضاء فى الاتحاد الأوروبى من أن الهجوم الإسرائيلى على رفح سيؤدى إلى كارثة إنسانية لا تُوصف وتوترات خطيرة مع مصر». وشدد «بوريل»، فى تدوينه عبر منصة «إكس»، أمس الأول، على أن «استئناف المفاوضات للإفراج عن الرهائن وتعليق الأعمال العدائية هو السبيل الوحيد لتجنب إراقة الدماء».

فى غضون ذلك، قالت وزيرة الخارجية الهولندية، هانكى برونز سلوت، أمس، إن الوضع فى رفح جنوب قطاع غزة مقلق للغاية.

وأضافت وزيرة الخارجية الهولندية، فى تدوينة عبر منصة «إكس»، أن الوضع فى رفح «مقلق للغاية، وقد فرَّ العديد من المدنيين فى غزة إلى الجنوب». وتابعت: «من الصعب ألا تؤدى العمليات العسكرية على نطاق واسع فى منطقة مكتظة بالسكان إلى وقوع العديد من الضحايا المدنيين، وكارثة إنسانية كبيرة. هذا لا يمكن تبريره».

فى سياق متصل، عبَّر وزير الخارجية البريطانى، ديفيد كاميرون، عن قلقه الشديد من هجوم إسرائيل المحتمل على رفح.

وقال «كاميرون»: «نشعر بالقلق العميق إزاء احتمال شن هجوم عسكرى على رفح، حيث يلجأ أكثر من نصف سكان غزة إلى هذه المنطقة».

وأضاف «كاميرون»، عبر منصة «إكس»: «يجب أن تكون الأولوية للوقف الفورى للقتال من أجل إدخال المساعدات وإخراج الرهائن، ومن ثم التقدم نحو وقف دائم ومستدام لإطلاق النار».

من جهته، قال رئيس وزراء أسكتلندا، حمزة يوسف، إن هجوم إسرائيل البرى على مدينة رفح من شأنه أن يسبب «دمارًا لا يمكن استيعابه»، حسبما ذكرت «بى بى سى».

وأضاف «يوسف» أن مثل هذا الإجراء من قبل إسرائيل «لا يمكن الدفاع عنه»، حاثًا المجتمع الدولى على المطالبة بوقف فورى لإطلاق النار.

على صعيد متصل، حذرت سلطنة عمان، أمس، من التداعيات «المتفاقمة والخطيرة» لاستمرار قوات الاحتلال الإسرائيلى فى عدوانها العشوائى على قطاع غزة، وتوجهها الآن نحو اقتحام واستهداف مدينة رفح التى باتت تؤوى مئات الآلاف من المدنيين الفلسطينيي­ن العزل النازحين من شمال القطاع جراء هذا العدوان الغاشم وسقوط ما يقارب الثلاثين ألف شهيد، بالإضافة إلى عشرات الآلاف من الجرحى والمفقودين، وذلك فى تحدٍّ سافر للقانون الدولى والقانون الدولى الإنسانى.

وقالت وزارة الخارجية العمانية، فى بيان: «إذ تجدد وزارة الخارجية رفض سلطنة عُمان القاطع لذلك، فإنها تجدد كذلك مناشدتها المجتمع الدولى اتخاذ إجراءات عملية ملموسة تجسد البيانات والتصريحات والمواقف السياسية الصادرة عنه، وذلك لإثناء إسرائيل عن غطرستها ودفعها لوقف إطلاق النار وفتح معابر إدخال الاحتياجات الإنسانية للسكان والنازحين فى كافة أنحاء قطاع غزة، وتحميلها المسؤولية الكاملة عن الآثار الكارثية المترتبة على استهدافها المدنيين والممتلكات والمنشآت فى قطاع غزة».

فى غضون ذلك، دعا الرئيس الإيرانى، إبراهيم رئيسى، إلى طرد إسرائيل من عضوية الأمم المتحدة، متهمًا إياها بانتهاك مقررات المنظمة الدولية. وقال «رئيسى»، فى كلمة بمناسبة الذكرى ال45 للثورة الإيرانية: «نقترح طرد الكيان الصهيونى من الأمم المتحدة. من ينتهك مقررات الأمم المتحدة لا يمكنه أن يلتزم بقوانينها وأطرها، ولذا يجب طرده».

وفيما يتعلق بالحرب التى شنتها إسرائيل على قطاع غزة، قال الرئيس الإيرانى: «ما يحصل فى غزة اليوم هو جريمة بحق البشرية، والداعم للكيان المجرم هو أمريكا وبعض الدول الغربية». وتابع: «يجب أن يتوقف القصف على غزة، وليعلم العالم أن الكيان زائل».

إلى ذلك، اعتبر وزير الخارجية الفرنسى، ستيفان سيجورنى، أن الوضع فى غزة «غير مبرر». وأوضح «سيجورنى»، فى تصريح لصحيفة «وست فرانس»، أن «الوضع الإنسانى فى غزة اليوم كارثى وغير مقبول».

وردًا على سؤال متعلق بإمكانية الاعتراف بالدولة الفلسطينية، قال «سيجورنى»: «لا محرمات على هذا الصعيد»، مؤكدًا أن «ما يهم هو أن ترى هذه الدولة النور، وبالتالى أن يتم استيفاء الشروط لذلك، بما فى ذلك الشروط الأمنية لإسرائيل».

ورصدت وكالة أنباء «أسوشيتد برس» الأمريكية تحذيرات دولية عديدة إلى إسرائيل حال أقدم جيشها على مهاجمة مدينة رفح بجنوب قطاع غزة المنكوب بريًا.

وذكرت الوكالة فى سياق تقرير، نشرته أمس، أن جيران إسرائيل ووسطاءها الرئيسيين حذروا خلال الأيام الأخيرة من وقوع كارثة وتداعيات لا تُحمد عقباها إذا شن جيشها غزوًا بريًا فى مدينة رفح المكتظة بالنازحين، حيث تزعم إسرائيل أن معاقل حماس المتبقية تقع فيها.

وأوضحت الوكالة أن الغارات الجوية الإسرائيلي­ة قتلت ما لا يقل عن 44 فلسطينيًا، من بينهم أكثر من عشرة أطفال، فى رفح، بعد ساعات من إعلان رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أنه طلب من الجيش التخطيط لإجلاء مئات الآلاف من الأشخاص قبل بدء الغزو، لكنه لم يذكر تفاصيل أو جدولًا زمنيًا.

وأكدت الوكالة أن هذا الإعلان أثار حالة من الذعر، خاصة أن أكثر من نصف سكان غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة يتجمعون فى معبر رفح بغزة، حيث فرَّ الكثيرون إلى هناك بعد اتباع أوامر الإخلاء الإسرائيلي­ة التى تغطى الآن ثلثى أراضى غزة فى أعقاب هجمات حماس فى 7 أكتوبر الماضى.. والآن لا يتضح بعد أين يمكن أن يذهب هؤلاء بعد ذلك. ونقلت الوكالة الأمريكية، فى تقريرها، عن وزير الخارجية سامح شكرى قوله إن أى هجوم برى إسرائيلى على رفح سيكون له «عواقب وخيمة»، مؤكدًا أن إسرائيل تهدف فى نهاية المطاف إلى إجبار الفلسطينيي­ن على الخروج من أراضيهم.كما حذر وسيط آخر، وهو دولة قطر، من وقوع كارثة، وحذرت المملكة العربية السعودية من «تداعيات خطيرة للغاية»، بينما رجحت الوكالة أن هذا الأمر قد يزيد من بؤرة الخلاف بين نتنياهو والولايات المتحدة، التى قال مسؤولوها إن غزو رفح دون خطة لحماية المدنيين هناك سيؤدى إلى كارثة.

من جانبها، قالت وزيرة الخارجية الألمانية، أنالينا بيربوك، فى تصريح: «لا يمكن أن يختفى الناس فى غزة فى الهواء»، مضيفة أن أى هجوم إسرائيلى على رفح سيكون بمثابة «كارثة إنسانية فى طور التكوين».

وتشن إسرائيل غارات جوية شبه يومية على رفح، وهى نقطة دخول نادرة للإمدادات الغذائية والطبية التى تشتد الحاجة إليها فى غزة، وذلك خلال قتالها البرى الحالى فى خان يونس حتى الشمال. وبين عشية وضحاها، حتى أمس الأول، أدت ثلاث غارات جوية على منازل فى منطقة رفح إلى مقتل 28 شخصًا، وفقًا لمسؤول صحى وصحفيى وكالة «أسوشيتد برس» الذين رأوا الجثث تصل إلى المستشفيات، حيث أدت كل غارة إلى مقتل عدة أفراد من عائلة واحدة، بما فى ذلك 10 أطفال، أصغرهم يبلغ من العمر 3 أشهر.

 ?? ?? نازحون فلسطينيون فى رفح جنوب قطاع غزة
نازحون فلسطينيون فى رفح جنوب قطاع غزة

Newspapers in Arabic

Newspapers from Egypt