سياسيون: جهود مصرية حثيثة لتهدئة الأوضاع فى غزة
⏮«زهران»: «القاهرة» فى مقدمة الداعمين.. و«بيومى»: أمن فلسطين جزء أساسى من أمن مصر
كتبت- أمانى إبراهيم:
جهود مصرية فعّالة على كافة الجبهات والمستويات لتحقيق وقف إطلاق النار واستعادة الهدوء فى قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر الماضى، بدأتها القيادة المصرية، فور اندلاع الأزمة، حيث لعبت مصر دورًا فاعلاً فى التواصل مع القوى العالمية ذات الصلة.
لم يكن الدور المصرى مقصورًا على الدبلوماسية فقط، حيث شهدت مظاهرات شعبية تنديدا بالعدوان، وفى سياق الدعم الإنسانى، بذلت كافة الجهات المصرية - سواء حكومية أو غير حكومية - جهودا جبارة فى جمع وتوزيع المساعدات الإنسانية والإغاثية إلى سكان غزة منذ تشديد الحصار عبر معبر رفح البرى.
أكد السفير الدكتور منير زهران، الرئيس الأسبق لوفد مصر الدائم فى الأمم المتحدة، أن مصر تظل دائماً فى المقدمة لدعم الشعب الفلسطينى والتأكيد على حقوقه الوطنية وإنشاء دولته المستقلة، مع العاصمة القدس، لافتًا إلى أنها لن تتردد فى تدمير أى عقبة تهدد استقرار المنطقة، غير أنها تتولى دور الوسيط لتهدئة الأوضاع ووقف إطلاق النار بن الأطراف المعنية، بما فى ذلك الولايات المتحدة وإسرائيل، والتنسيق مع الفلسطينين.
وأضاف «زهران» ل«المصرى اليوم»، أن مصر بذلت جهودًا كبيرة فى المجتمع الدولى، خاصةً فى مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة، لدعم حقوق الشعب الفلسطينى وتأسيس دولتهم المستقلة، وعاصمتها القدس الشريف.
وأشار السفير جمال بيومى، مساعد وزير الخارجية الأسبق، إلى أن مصر دائمًا ما تساند فلسطن بكل قوتها، ليس فقط لأنهم أشقاء وجيران، بل لأن أمن فلسطن يعتبر جزءًا أساسيًا من أمن مصر، منوهًا
بأن التاريخ يحكى الكثير عن هذه العلاقة المتينة، على مدى سنوات طويلة، بدءًا من الحملات العسكرية القديمة، مثل تحرير اللاذقية من الهكسوس بواسطة الجيش المصرى قبل ألفى سنة، وصولًا إلى صلاح الدين الأيوبى ومواجهته مع ريتشارد قلب الأسد.
واستكمل «بيومى»، ل«المصرى اليوم»: «مع تاريخ ملىء بالحروب
والتحديات، جاءت مبادرة السلام التى قام بها الرئيس السادات والتى أوقفت نزيف الصراعات، وأمنت الحدود واحترمت الاتفاقيات، ومع ذلك، الوضع الراهن يشهد تحركات غير مقبولة من إسرائيل، ما يثير قلقًا كبيرًا»، لافتًا إلى أن مصر تعمل بحكمة على دعم السلام ومنع التصعيد، لكن الواقع المعقد وتدخل القوى الخارجية، خاصة الولايات المتحدة، يجعل الأمور أكثر تعقيدًا.
بدوره، أوضح السياسى الفلسطينى، الدكتور شفيق التلولى، أن الدور الذى تقوم به مصر لإحراز التهدئة فى قطاع غزة وإبرام اتفاق هدنة يضمن عودة الحياة إلى طبيعتها، مهم وحيوى، كونها تمثل اللاعب الأساسى فى المنطقة والفاعل الإقليمى الذى يؤثر فى صناعة القرار الدولى.
وأضاف السياسى الفلسطينى ل«المصرى اليوم»: «هذا ليس غريبا على مصر، فطالما وقفت بجانب الفلسطينين ودعمت القضية الفلسطينية باعتبارها قضية العرب الأولى والمركزية، وهذا يأتى من إيمانها العميق بعدالة تلك القضية، فمصر التى نالت شرف الدفاع عن فلسطن لا يمكن أن تتخلى عنها وتطلق يد الاحتلال الإسرائيلى يمعن فى ذلك العدوان وإطالة أمد الحرب التى حصدت عشرات الآلاف من الفلسطينين ودمرت غزة تدميرا بليغا وكبيرا، فضلا عن نية الاحتلال تهجير الفلسطينين الأمر الذى رفضته مصر فى المطلق.»
ولفت القيادى بحركة فتح، الدكتور أيمن الرقب، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إلى أنه بدءاً من أول أيام الحرب، عملت مصر بجدية على وقف النزاع وحماية الأبرياء والمدنين الذين يعانون من تبعات الصراع، متابعًا: «مصر تبذل جهودًا مستمرة لإقناع الولايات المتحدة بالتدخل لوقف جرائم الاحتلال.»