Al Masry Al Youm

مؤتمر «التراث غير المادى» يختتم أعماله اليوم بمناقشة 70 بحثًا

«الثقافة» و١٠ دول عربية تسجل «فنون النقش على المعادن» باليونسكو

- يوسف العومى

تختتم اليوم الأربعاء أعمال المؤتمر الثانى عن التراث غير المادى الذى عقد على مدار 3 أيام بمقر مركز الآثار الإيطالى بالقاهرة، بمشاركة باحثين من مصر وإيطاليا والسودان وليبيا والجزائر وتونس وفلسطين، وفى كلمته الافتتاحية قال الدكتور ديفيد سكالمانى مدير المعهد الثقافى الإيطالى، مدير مركز الآثار الإيطالى بالقاهرة، إن التراث غير المادى غاية فى الأهمية من أجل التواصل الحضارى بين الأمم والشعوب، وأنه لا يقل أهمية عن التراث المادى، وأن الجهود المبذولة لدعم كل مكونات التراث غير المادى- من حرف وفنون تقليدية وتراث شفهى وموسيقى وكافة مكونات التراث غير المادى- أمر مهم لحماية هذا النوع من التراث من الاندثار، وللمحافظة على خصوصية وهوية الشعوب فى مواجهة العولمة.

كما أكد مدير المعهد الثقافى الايطالى أن جهود المعهد للتعاون مع الهيئات والجامعات والمؤسسات المتخصصة فى التراث، بمصر وغيرها من الدول، تشكل حجر الزاوية فى رؤيته لدعم علاقات التعاون الثقافى والعلمى بين مصر وإيطاليا، وقد حرص المعهد فى رؤيته على تبنى الأفكار والمقترحات التى تساهم فى خلق شبكات للتعاون ومساعدة الباحثين والدارسين والاستفادة من الأفكار والبرامج التى لاقت نجاحا فى إيطاليا؛ للاستفادة منها فى تطوير أفكار تناسب التراث الثقافى والمادى فى مصر.

وشارك فى افتتاح فعاليات المؤتمر الدكتورة سهير قنديل، رئيس مؤسسة مصر المستقبل، والدكتور بدوى إسماعيل العميد السابق بكلية الآثار بالأقصر ومؤسس مؤسسة مصر المستقبل، والدكتور محمود الشنديدى مدير عام مركز التراث الثقافى والعالمى وأمين عام المؤتمر، وبمشاركة الدكتور مصطفى جاد خبير التراث غير المادى باليونسكو والعميد السابق للمعهد العالى للفنون الشعبية بأكاديمية الفنون ورئيس اللجنة العلمية العليا للمؤتمر، والدكتور أبوالفضل بدران الأمين العام الأسبق للمجلس الأعلى للثقافة ونائب رئيس جامعة جنوب الوادى، وبحضور الدكتور شحتة حسنى عميد كلية التربية للطفولة بجامعة الزقازيق مقرر عام المؤتمر، وبحضور د. جيراردو لاروسو رئيس الأكاديمية الرومانية للفنون بروما، والدكتورة ميرفت عبدالناصر مدير مركز هرموبوليس للتراث بالمنيا، والدكتور ميسرة عبدالله نائب الرئيس التنفيذى لمتحف الحضارة.

وقال الدكتور محمود الشنديدى أمين عام المؤتمر إن هذا المؤتمر الدولى يهدف إلى تقديم رؤى وتصورات علمية وفنية تساهم فى عمليات توثيق وحماية وعرض عناصر التراث غير المادى، والعمل على حماية عناصر التراث غير المادى، ومنها حماية الحرف والفنون والصناعات التقليدية من الاندثار والعمل على الاستفادة من مكونات التراث غير المادى فى عمليات التنمية الاقتصادية ودعم عمليات الاستدامة، وإتاحة الفرص للشباب والباحثين للمشاركة فى رفع الوعى المجتمعى بأهمية التراث غير المادى كأحد العناصر التى تشكل هوية الأمم، ودعم عملية الخصوصية الثقافية والحفاظ على ذاكرة الأمم والشعوب فى مواجهة عمليات العولمة وتهميش المكونات الثقافية للشعوب صاحبة الحضارة فى الشرق، والترويج لنموذج مادى يؤسس لسيطرة نموذج ثقافى واحد على ثقافات وحضارات متنوعة.

وأكد أمين عام المؤتمر أن عدد الأوراق البحثية المقدمة من مختلف الباحثين تبلغ 70

ورقة بحثية، تغطى محاور المؤتمر المختلفة، بالإضافة إلى ورشة عمل دولية للتدريب على عمليات توثيق التراث غير المادى وطرق دعم الصناعات التقليدية وتشجيع المجتمع على المشاركة فى هذه العمليات، ودعم مبادرات تعليم التراث وتسويق التراث غير المادى كأحد عناصر الجذب السياحى.

من جانبه أشاد الدكتور مصطفى جاد، خبير التراث غير المادى باليونسكو، بأهمية المشاركة فى وضع عدد من عناصر التراث غير المادى فى الدول العربية على قائمة اليونسكو للتراث غير المادى من خلال تسجيلها، وتقديم البرامج اللازمة لحماية الصناعات التقليدية والحرف والفنون ودعم عناصر الاقتصاد الثقافى كأحد الحلول لخلق فرص العمل، وتشجيع المشاركة المجتمعية فى هذه المشروعات ومن خلال شبكات العمل التى تخدم التراث دون فصل أو تهميش.

أما الأمين العام السابق للمجلس الأعلى للثقافة الدكتور أبوالفضل بدران، فأكد فى كلمته على أهمية التراث غير المادى بمختلف عناصره ومنها الحكايات والقصص والسير الشعبية فى تكوين وجدان الشعوب والأمم، وإلى أهمية العمل على حماية مكونات التراث غير المادى من الاندثار من خلال إنشاء برامج جامعية تهتم بالبحث فى شتى عناصر التراث وتوثيقه وتعليمه، وأن التعاون بين الدول صاحبة التاريخ الثقافى والحضارى مثل مصر وإيطاليا أمر مهم لدعم التواصل الحضارى بين الأمم والشعوب.

من جانبه قال الدكتور بدوى إسماعيل مؤسس مؤسسة مصر المستقبل إنه سيقام على هامش المؤتمر معرض فنى بمقر المعهد الثقافى الإيطالى لرموز الحركة التشكيلية فى مصر، والتى سيعرض بها أعمال مجموعة من الفنانين التشكيليين الذين يستلهمون عناصر التراث غير المادى والتراث المادى فى التعبير الفنى، وقد افتتح المعرض مدير المعهد الثقافى الإيطالى د. ديفيد سكالمانى ورئيس جامعة حلوان الأستاذ الدكتور سيد قنديل والدكتور شحتة حسنى عميد كلية التربية للطفولة بجامعة الزقازيق وعدد من الفنانين التشكيليين، وسوف يستمر المعرض للجمهور لمدة عشرة أيام حيث استمع الحضور لشرح الأعمال الفنية التى شارك بها رواد من الحركة التشكيلية المصرية.

وقال الدكتور بدوى إسماعيل عميد كلية الآثار الأسبق بجامعة الأقصر، إن قضية الحفاظ على التراث أصبحت من القضايا الشائكة التى تهدف إلى إعادة إحياء التراث، والاهتمام به، ودخوله فى مناهج التعليم، وكذلك لفت نظر المجتمعات والجماعات والأفراد والحكومات إلى أهمية التراث الثقافى غير المادى.

وأشار إلى أن هناك مشاكل كبيرة واختلافات تنشأ بين الدول والمجتمعات حول تسجيل تراث معين نظرًا لتشابهه فى المجتمعين أو الإقليمين، لكن فى العموم تسجيل التراث فى دولة ما لا ينفى حق الدولة الأخرى فى تسجيل هذا التراث إذا كان متشابهًا، لافتا إلى أن التراث ينتقل من مكان لآخر ومن زمان لآخر.

وأضاف أن التراث الثقافى غير المادى، يجب تسجيله دون احتكار من الدولة، إذ يوجد الكثير من التراث المشترك بين الدول، والدليل على ذلك اشتراك 16 دولة فى تسجيل تراث الخط العربى.

ومؤخرًا نجحت وزارة الثقافة المصرية، بالتعاون مع 10 دول عربية أخرى، فى تسجيل «الفنون والمهارات المرتبطة بالنقش على المعادن.. النحاس والفضة والذهب،» ضمن القوائم التمثيلية للتراث الثقافى غير المادى بمنظمة اليونسكو، ليصل بذلك عدد العناصر المصرية المُسجلة على «قوائم التراث الثقافى غير المادى» إلى 8 عناصر.

من جانبه أوضح الدكتور محروس الصناديدى، الباحث فى التراث والمتاحف وكبير الأثريين بالمتحف القومى للحضارة، أن المقصود بالتراث غير المادى هو كل فكر واعتقاد غير ملموس، وقد ترك لنا المصرى القديم تراثا ثريا جداً فى شكل مدن أثرية ومقتنيات أثرية ومواقع ومبانٍ أثرية، لذا فإن التراث غير المادى أو غير الملموس هو التراث الذى يشرح التراث الملموس من رسوم وصور وعادات وتقاليد وفنون وآداب ولغات ولهجات.

وأضاف أن أعمال المؤتمر سوف تختتم بورشة دولية بمشاركة الباحثين والحضور من دول العالم المختلفة، ونشر الأبحاث العلمية فى المجلات العلمية المحكمة، كما سترفع التوصيات إلى كافة الهيئات والمؤسسات المعنية بالتراث فى العالم ومنها اليونسكو ووزارات التراث والآثار ومؤسسات المجتمع المدنى لدراستها والاستفادة منها فى برامج حماية وتسويق ودعم التراث غير المادى.

الذى توقع الجميع خسارته ثم فاجأهم فى اللحظة الأخيرة وانتصر.. والذى جاء من بعيد وأجبر الجميع فى النهاية على التصفيق له.. والذى بقى هادئا وصامتا ينتظر تحقيق حلمه دون أى تنازلات أو استجداء أحد.. والذى لا يسرق النجاح منه تواضعه ولا يفقد عند الخسارة ثقته فى نفسه.. كلها عناوين تصلح لحكاية إيمرسى فاى، الذى ولد فى مدينة نانت الفرنسية لأم وأب من كوت ديفوار.. وحين تأكدت موهبته فى كرة القدم ضمه نادى نانت لصفوف ناشناشئيه ثم الفريق الأول.. ولعب أيضا لمنتخب فرنسا تحت 17 سنة الذى فاز معه فاى بكأس العالم تحت 17 سنة.. ولعب أيضا لمنتخب فرنسا تحت 21 سنة قبل أن يقرر خلع القميص الفرنسى ليلعب بقميص وعلم كوت ديفوار منذ 2005 حتى اعتزاله فى 2012.. والتحق بعد اعتزال اللعب بمركز تدريب نادى نيس الفرنسى الذى لعب له أربع سنوات قبل اعتزاله.. وفى نيس نال شهاداته وخبراته التدريبية، وقام بتدريب نيس تحت 17 و19 سنة، وأصبح المدير الفنى لنادى كليرمونت.. واستدعاه اتحاد كوت ديفوار فى 2022 لتدريب منتخب تحت 23 سنة، واختاره بعدها مدربا مساعدا للمدير الفنى الفالفرنسى للفريق الأول جان لوى جاسيت.. وطيلة هذا المشوار ظل فاى هادئا لا يثير صخبا وضجيجا ولا يسعى وراء الأضواء بأى ثمن.. وتخيل الجميع أن هذا هو أقصى طموح لفاى مع كرة القدم.. فلم يكن ممن يجيدون تسويق أنفسهم أو إطالة الحديث عن قدراتهم.. وبينما كان يستعد للاحتفال مع أسرته الصغيرة بعيد ميلاده الأربعين فى 24 يناير الماضى.. فوجئ فى نفس اليوم باختياره مديرا ففنيا للمنتخب الأول بعد الاستغناء عن جان لوى.. ففى بطولة الأمم الإفريقية فوجئ الجميع بنتائج صادمة لكوت ديفوار التى تستضيف البطولة وخسرت أمام نيجيريا وغينيا الاستوائية.. وبعد فشل الاتحاد الإيفوارى فى الاستعانة المؤقتة بالمدرب الفرالفرنس­ى الكبير هيرفى رينارد.. ولم يكن هناك حل سوى أن يقود فاى المنتخب إن بقى فى البطولة.. كان اختيار الضرورة وليس الاقتناع بكفاءة فاى واستحقاقه.. وكانت الفرصة التى انتظرها فاى وبدأ قيادة منتخب لم يعد يثق ففيه أحد حتى جماهير كوت ديفوار نفسها.. وفاج وفاجأفاى الجميع بقيادة كوت ديفوار للفوز على الس السنغالفى دور ال 16.. ومالى فى دور الثمانية. الثمانية.. والكونجو الديمقراطي­ة فى قبل النهائى.. ثم نيجيريا فى النهائى ليفوز فاى مع منتخب ب بلاده بكأس إفريقيا، ويتم اختياره المدرب الأفضالأفض­ل فى البطولة كلها.. وفى النهاية فاز الرجل الالذى لم يثق فى قدراته أو يراهن على نجاحه أ أى أحد.

 ?? ?? جانب من مؤتمر التراث الثانى
جانب من مؤتمر التراث الثانى
 ?? ?? افتتاح معرض فن تشكيلى أقيم على هامش المؤتمر
افتتاح معرض فن تشكيلى أقيم على هامش المؤتمر
 ?? ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from Egypt