ضغوط ودعوات دولية للوقف الفورى لإطلاق النار فى غزة
⏮أيرلندا وإسبانيا تطالبان الاتحاد الأوروبى بمراجعة امتثال إسرائيل لحقوق الإنسان ⏮ العاهل الأردنى و«ماكرون» يناقشان وقف الحرب وإيطاليا: تل أبيب تقتل عددا كبيرا للغاية من المدنيين
كتب- جبران محمد:
تواصلت الدعوات الدولية المطالبة بوقف فورى لإطاق النار فى الحرب التى تشنها إسرائيل على قطاع غزة، محذرة من أى هجوم على رفح سيكون كارثة إنسانية.
ودعت كندا وأستراليا ونيوزيلندا، أمس، إلى وقف فورى لإطاق النار لأسباب إنسانية فى غزة. وحذر قادة الدول الثاث إسرائيل من النتائج «الكارثية» المحتملة لشن عملية عسكرية برية فى مدينة رفح جنوب القطاع.
وجاء فى بيان مشترك أصدره رؤساء وزراء الدول الثاث، ردا على تقارير بشأن العملية العسكرية الإسرائيلية المزمعة فى رفح «نشعر بقلق بالغ إزاء المؤشرات على أن إسرائيل تخطط لهجوم برى على رفح».
وقال البيان إن «عملية عسكرية فى رفح ستكون كارثية.. نحو 1.5 مليون فلسطينى لجأوا إلى هذه المنطقة.. ولا يوجد ببساطة أمام المدنيين أى مكان آخر يذهبون إليه».
وأضاف البيان أن هناك حاجة ماسة إلى وقف فورى لإطاق النار لأسباب إنسانية.
وقالت الدول الثاث إن الحكم الذى أصدرته محكمة العدل الدولية فى يناير الماضى فى قضية الإبادة الجماعية التى رفعتها جنوب إفريقيا يلزم إسرائيل بحماية المدنيين وتقديم الخدمات الأساسية والمساعدات الإنسانية الملحة.
وأوضح البيان أن «حماية المدنيين أمر بالغ الأهمية وضرورة بموجب القانون الإنسانى الدولى. ولا يمكن إجبار المدنيين الفلسطينيين على دفع الثمن مقابل هزيمة حماس».
فى غضون ذلك، طالبت إسبانيا وأيرلندا الاتحاد الأوروبى، أمس الأول، بإجراء مراجعة عاجلة لمدى امتثال إسرائيل لالتزاماتها فى مجال حقوق الإنسان فى قطاع غزة، وبضرورة التدخل العاجل للمجتمع الدولى لوقف الحرب الموسعة على مدينة رفح جنوب القطاع.
وقالتا فى رسالة مشتركة نشرتها الحكومة الإسبانية على موقعها الإلكترونى «إننا نشعر بقلق عميق إزاء تدهور الوضع فى إسرائيل وفى غزة.. والعملية العسكرية الإسرائيلية الموسعة فى منطقة رفح تشكل تهديدا خطيرا ووشيكا يجب على المجتمع الدولى التصدى له بشكل عاجل»، حسبما ذكرت وكالة «رويترز».
بدوره، قال رئيس الوزراء الإسبانى، بيدرو سانشيز، فى تدوينه عبر منصة «إكس»، أمس الأول، «نظرا للوضع الحرج فى رفح فى جنوب قطاع غزة، طلبت الحكومتان الإسبانية والإيرلندية من المفوضية الأوروبية إجراء تحقيق عاجل حول ما إذا كانت إسرائيل تفى بالتزاماتها باحترام حقوق الإنسان فى قطاع غزة » .
من جهتها، أكدت المفوضية الأوربية تلقى الرسالة، وقال متحدث باسم الاتحاد الأوروبى: «عندما يتعلق الأمر بإسرائيل، نحث جميع الأطراف على احترام القانون الدولى، ونشير إلى ضرورة احترامه والمحاسبة على انتهاكه».
فى سياق متصل، قال وزير الخارجية الإيطالى، أنطونيو تايانى، أمس، إن إسرائيل تقتل عددا كبيرا للغاية من المدنيين فى الحرب التى تشنها على قطاع غزة.
وأضاف لمحطة «كانالى »5 التليفزيونية الإيطالية، أن العملية العسكرية الإسرائيلية ضد حركة حماس، تتسبب فى سقوط عدد كبير للغاية من الضحايا المدنيين.
وأشار إلى أن الرد الإسرائيلى على هجمات ال 7 من أكتوبر الماضى التى شنتها حماس «تجاوز التناسب فى بعض الأحيان» لكنه لا يصل بأى حال لمستوى «الإبادة الجماعية».
فى السياق ذاته، قالت وزيرة الخارجية الألمانية، أنالينا بيربوك، أمس الأول، إن أى هجوم إسرائيلى على رفح سيكون كارثة إنسانية.
وأضافت «بيربوك» فى مؤتمر صحفى فى القدس خال زيارتها إلى إسرائيل «ينتظر 1.3 مليون شخص هناك فى مساحة صغيرة للغاية. وليس لهم فى الواقع أى مكان آخر يذهبون إليه الآن… إذا شن الجيش الإسرائيلى هجوما على رفح فى هذه الظروف، سيكون ذلك كارثة إنسانية » .
وأشارت بيربوك إلى أن بادها تمارس ضغطا على الاتحاد الأوروبى لبحث فرض عقوبات على مستوطنين إسرائيليين متطرفين يهاجمون الفلسطينيين فى الضفة الغربية المحتلة.
وأوضحت: «لنتفق على فرض عقوبات معا فى أوروبا. ولتحقيق هذا نحتاج إلى جميع الدول الأعضاء البالغ عددها 27. نحن فى ألمانيا ندعم ذلك على الصعيد الأوروبى».
فى باريس، أعلن قصر الإليزيه أن الرئيس إيمانويل ماكرون، سيستضيف العاهل الأردنى، الملك عبدالله الثانى، فى باريس اليوم )الجمعة(، لمناقشة سبل المساهمة فى إنهاء الحرب فى قطاع غزة.
وقالت الرئاسة الفرنسية فى بيان: «متابعة لاجتماعهما فى الأردن فى ديسمبر، سيناقش الزعيمان الحاجة الملحة لوقف إطاق النار فى غزة، الأمر الذى يكفل فى نهاية المطاف حماية المدنيين ودخول كميات كبيرة من المساعدات الإنسانية». كما سيناقشان سبل تحقيق السام الدائم فى الشرق الأوسط.
على صعيد متصل، أصدر الرئيس الأمريكى، جو بايدن، أمس الأول، مذكرة تمنع ترحيل بعض الفلسطينيين من الولايات المتحدة بسبب الحرب الدائرة فى غزة.
وقال البيت الأبيض، فى بيان: «فى ضوء الصراع المستمر والاحتياجات الإنسانية على الأرض، وقع الرئيس بايدن مذكرة يوجه فيها بتأجيل ترحيل بعض الفلسطينيين الموجودين فى الولايات المتحدة، ومنحهم ماذًا آمنًا مؤقتًا » .
من جهته، قال مستشار الأمن القومى الأمريكى، جيك سوليفان، فى بيان إن «الظروف الإنسانية تدهورت فى غزة بشكل كبير» منذ 7 أكتوبر الماضى، مضيفا أن المذكرة تحمى بعض الفلسطينيين فى الولايات المتحدة من الترحيل لمدة 18 شهرا.
وتأتى هذه الخطوة فى الوقت الذى يواجه فيه البيت الأبيض ضغوطا هائلة من المجتمع العربى الأمريكى بشأن الوضع فى غزة، حسبما ذكرت «سى إن إن».
وفى نوفمبر الماضى، حث مجموعة من النواب الديمقراطيين «بايدن» على السماح للسائحين والطلبة والعاملين الفلسطينيين فى الولايات المتحدة بالبقاء بسبب الصراع فى قطاع غزة والاضطرابات والعنف بالضفة الغربية.
فى غضون ذلك، قالت وزارة الدفاع الأمريكية «البنتاجون» فى بيان، أمس، إن وزير الدفاع الأمريكى، لويد أوستن، بحث مع نظيره الإسرائيلى، يوآف جالانت، فى اتصال هاتفى، أهمية حماية المدنيين وضمان حركة المساعدات الإنسانية قبل تنفيذ أى عملية فى رفح.
وأضاف البيان أن «أوستن» استمع من «جالانت» لمعلومات عن تطور العمليات العسكرية التى تنفذها إسرائيل فى خان يونس وسط قطاع غزة.
إلى ذلك، احتجت إسرائيل لدى الفاتيكان، أمس الأول، بعد أن وصف وزير خارجية الفاتيكان، الكاردينال بيترو بارولين، الذى يعتبر الرجل الثانى بعد البابا فرنسيس، ما يحدث فى غزة بأنه مذبحة ناتجة عن رد عسكرى إسرائيلى غير متناسب على حركة حماس، حسبما ذكرت وكالة «رويترز».
وقالت السفارة الإسرائيلية لدى الفاتيكان فى بيان «إنه بيان مؤسف. الحكم على شرعية حرب دون الأخذ فى الاعتبار جميع المابسات والمعلومات يؤدى حتما إلى استنتاجات خاطئة».
وقبل بيان السفارة الإسرائيلية بيوم، كرر الكاردينال بيترو بارولين، طلبه بأن «يكون حق إسرائيل فى الدفاع عن نفسها، والذى استندت عليه لتبرير العملية العسكرية الحالية، متناسبا. وبالتأكيد مع مقتل 30 ألف شخص، هو ليس كذلك ».
وقال «بارولين»: «أعتقد أننا جميعا غاضبون مما يحدث، غاضبون بسبب هذه المذبحة، ولكن يجب أن نتحلى بالشجاعة لاستمرار وألا نفقد الأمل»، مضيفا أنه «يجب علينا إيجاد طرق أخرى لحل مشكلة غزة ومشكلة فلسطين».
وأكدت افتتاحية صحيفة الفاتيكان الرسمية، أوسيرفاتورى رومانو، هذه الرسالة.
وقالت الصحيفة «لا يمكن لأحد وصف ما يحدث فى قطاع غزة بالأضرار الجانبية فى الحرب ضد الإرهاب.. حق الدفاع عن النفس، وحق إسرائيل فى تقديم مرتكبى هجوم أكتوبر إلى العدالة لا يمكن أن يبرر هذه المذبحة».
فى غضون ذلك، قالت وزارة الخارجية الإسرائيلية، أمس الأول، إن أحدث طلب قدمته جنوب إفريقيا إلى محكمة العدل الدولية ضد هجوم إسرائيلى محتمل على جنوب قطاع غزة يخدم حركة حماس ويمثل محاولة لمنع إسرائيل من الدفاع عن نفسها. فى إشارة إلى الطلب العاجل الذى قدمته جنوب إفريقيا إلى المحكمة للنظر فيما إذا كانت خطة إسرائيل لتوسيع هجومها فى غزة ليشمل مدينة رفح تتطلب أن تستخدم المحكمة سلطتها لمنع المزيد من الانتهاكات لحقوق الفلسطينيين فى القطاع.