Al Masry Al Youm

وللحب أيضًا فصول

- amarwa618@yahoo.com

تأمّل شجرة الياسمين، فهى تزدهر وتنشر عطرها الرائع فى الربيع وتختفى أزهارها البيضاء وتذبل وتتساقط أوراقها فى الشتاء.

هكذا علاقة الحب مع شريك حياتك، فأنت تكون منجذبا له وسعيدا معه، وفجأة تشعر بالفتور، ويفقد أحدكما القدرة على إعطاء الحب الذى يستحقه الآخر، ويبدأ الشجار.

أعجبنى تشبيه خبير فى مجال التواصل والعلاقات، للعلاقات بالحديقة.

فإذا كان لها أن تزدهر فيجب أن تسقى بانتظام، ويجب أن تعطى اهتماما خاصا، مع أخذ الفصول بعين الاعتبار.

ولكى نبقى على سحر الحب حيا، فيجب أن نفهم فصوله. نعم فقد أكد على أن الحب له فصول. ففى ربيع الحب، نشعر بأننا سنكون سعداء إلى الأبد.

أما فى صيفه، ندرك أن شريكنا ليس كاملا إلى الدرجة التى ظننا أنه عليها، ويرتفع مستوى الإحباط.

ويبدأ الشريكان بلوم أحدهما الآخر، فهم لا يدركون أن الحب ليس سهلا دائما، وأنه يتطلب مجهودا )كالعمل الجاد تحت الشمس الحارة فى فصل الصيف(.

أما خريفه، فهو الوقت الذهبى الذى نعيش فيه حبا أكثر نضجا، يقبل ويفهم نقائص شريكنا ونقائصنا كذلك. وهو وقت للشكر والمشاركة.

فبما أننا اجتهدنا فى فصل الصيف، يمكننا أن نستمتع بالحب الذى صنعناه، إلى أن يأتى شتاء الحب الذى نعيش فيه آلامنا غير المحلولة.

إنه الوقت الذى ينقشع فيه غطاؤنا وتبرز فيه مشاعرنا المؤلمة. فهو وقت للنمو الانفرادى حيث نحتاج إلى أن ننظر إلى أنفسنا، وليس إلى شريكنا فى بحثنا عن الحب والإنجاز.

إنه وقت للشفاء: هذا هو الوقت الذى يقضى فيه الرجال بياتا شتويا داخل كهوفهم، بينما تغطس النساء إلى قيعان آبارهن.

وبعد أن نحب ونعالج أنفسنا عبر شتاء الحب المظلم، يعود الربيع لا محالة. تظللنا الرحمة مرة أخرى بمشاعر الأمل.

وبناء على الشفاء الداخلى والبحث الروحى لرحلتنا الشتوية، نكون بعد ذلك قادرين على فتح قلوبنا، ونشعر بربيع الحب مرة أخرى.

مروة مصطفى حسونة

 ?? ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from Egypt