Al Masry Al Youm

مذبحة غزة وسجل إسرائيل الأسود

لا بد من إنشاء كيان مؤسسى عربى يضم خبراء لإعداد مكتبة أرشيفية تضم المعلومات والوثائق والشهادات لتكون سجلًّ تاريخيًّا عن جرائم النازية للإبقاء على عقدة الذنب لدى الأوروبيين، فلماذا لا ننشئ متحفًا لجرائم إسرائيل ولدينا وثائق وأفلم وتسجيلت بالصوت والصورة عرض

- رجب البنا يكتب:

مذبحة إسرائيل فى غزة فصل جديد فى سجل كبير، وبطولة الشعب الفلسطينى وصموده المذهل حلقة فى سلسلة الصمود والمقاومة. شعب يرفض اغتصاب أرضه. ويطالب بحقه فى الحرية، ويدفع ثمن الحرية. وهل ننسى وحشية العصابات الصهيونية منذ سنة ١٩٤٧ حين هاجمت الهاجاناة بلدة الشيخ وقتلت 6٠٠ شهيد؛ ومذبحة قرية سعسع فى الجليل فى منتصف ليلة ١5 فبراير ١٩٤8 حين قامت عصابة الهاجاناة بنسف ٢٠ منزلًا على من فيها، وفى قرية أبوكبير يوم ٣ مارس ١٩٤8 هاجمت الهاجاناة القرية وقتلت المواطنين العزل دون تفرقة؟!.

وهل ننسى مذبحة دير ياسين يوم ١٠ إبريل ١٩٤8 حين داهمت عصابات شتيرن والأرجون والهاجاناة القرية فى الفجر وقتلت كل من وقع فى مرمى أسلحتهم ودمروا بيوت القرية بالقنابل بمن فيها وجمعوا كل من بقى حيًّا وأطلقوا عليهم النيران، وكان الذى خطط لهذه المذبحة ونفذها هو مناحم بيجن الذى وقَّع معاهدة السلام بعد ذلك؟!، والآن

نكتشف أنها كانت خداعًا، وكتب بيجن أن هذه المذبحة حققت هدفها لأنها أدت إلى فرار 6٠٠ ألف فلسطينى من أرضهم وبيوتهم. وفى قرية أبوشوشة يوم ١٤ مايو ١٩٤8 قام جنود لواء جفعان بقتل النساء والشيوخ، والأطفال والرجال بالبلطات حتى الأبقار والأغنام لم تسلم من المجزرة. ومذبحة اللد مساء ١١ يوليو ١٩٤8 حين اقتحمت المدينة وحدة بقيادة موشيه ديان وأطلقت قذائف المدفعية وقتلوا كل من صادفوه كما قتلوا من احتمى منهم بالمسجد.

ومذبحة قبية التى نفذتها وحدات من الجيش الإسرائيلى يوم ١٤ أكتوبر ١٩5٣ وأطلقت المدفعية ووضعت شحنات متفجرة حول المنازل ونسفتها بسكانها ودمروا المسجد والمدرسة وخزان المياه، وأثبت ذلك كبير مراقبى الأمم المتحدة الجنرال فان بينيكه فى تقريره إلى مجلس الأمن. وفى قرية قلقيلية يوم ١٠ أكتوبر ١٩56 هاجم الجيش الإسرائيلى القرية بالمدفعية والطائرات وقتلوا المدنيين عشوائيًّا ودمروا البيوت.

وسجل التاريخ مذبحة كفر قاسم التى قتل

فيها عشرات من الشباب والأطفال . ومذبحة خان يونس فى ٣ نوفمبر ١٩56 قامت القوات الإسرائيلي­ة بهحومين وقتلت 5٠٠ فلسطينى من اللاجئين فى المخيم.. ومذبحة مخيم صبرا وشاتيلا حول بيروت فى ١8 سبتمبر ١٩8٢، واستمرت المجزرة ٣6 ساعة وقتلوا ٣5٠٠ مدنى فلسطينى ولبنانى وكانت بقيادة أرميل شارون، وحفرت القوات المقابر الجماعية للضحايا لإخفاء الجريمة عن عيون الصحافة وقامت البلدوزرات بهدم البيوت. وبعدها مذبحة المسجد الأقصى فى 8 أكتوبر ١٩٩٠ ومذبحة الحرم الإبراهيمى فى ٢5 فبراير ١٩٩٤ ومذبحة قانا فى ١8 إبريل ١٩٩6، وسجل محققو الأمم المتحدة أن قوات المدفعية والطيران الإسرائيلى قصفت المدنيين الذين احتموا فى ملجأ تابع للأمم المتحدة.

السجل طويل. قرن كامل من العدوان أمام العالم وفى تقارير الجامعة العربية تسجيل لعشرات المذابح، وما أكثر تقارير منظمة العفو الدولية التى تطالب الأمم المتحدة بإجراء تحقيق دولى مستقل عن عمليات القتل

والانتهاكا­ت الخطيرة لحقوق الإنسان التى تقوم بها القوات الإسرائيلي­ة!.

لا يتسع المجال لذكر كل المذابح لأنها تحتاج إلى كتاب كامل، ويكفى ما يراه العالم فى غزة بالصوت والصورة مما وصف فى محكمة العدل الدولية بأنه تطهير عرقى وحرب إبادة وجرائم ضد الإنسانية وضد القانون الدولى وحقوق الإنسان. ما العمل؟ السيناريوه­ات والبدائل كثيرة، أكتفى منها الآن بالجانب السياسى والإعلامى وهما أضعف الإيمان، وقبل أن يطوى النسيان هذه الجرائم لا بد من حملة سياسية وإعلامية لتقديم الحقائق للعالم تنظمها الجامعة العربية والمنظمات المدنية والجامعات ومؤسسات الإعلام العربية، وقد فعلت إسرائيل ذلك وقدمت للعالم الأكاذيب ببراعة لكى تخفى جرائمها وتدعى دائمًا أن جرائمها دفاع عن النفس والمحتل ليس له حق الدفاع عن الاحتلال، وبعد الحرب العالمية الثانية قامت عشرات المنظمات اليهودية بحصر وتسجيل جرائم النازية ضد اليهود واستخدمت المعلومات الصحيحة والكاذبة لغرس عقدة الذنب لدى الغربيين وأجبرت الحكومات الغربية على تقديم الأموال والدعم السياسى، وتخصصت جمعيات ومنظمات صهيونية فى حصر أسماء القادة والضباط والجنود الألمان الذين قاموا بجرائم ضد اليهود وطاردوهم وقتلوا وخطفوا من بقى منهم حيًّا وحاكموهم وأعدموهم.

لا بد من إنشاء كيان مؤسسى عربى يضم خبراء لإعداد مكتبة أرشيفية تضم المعلومات والوثائق والشهادات لتكون سجلًّا تاريخيًّا عن جرائم النازية للإبقاء على عقدة الذنب لدى الأوروبيين، فلماذا لا ننشئ متحفًا لجرائم إسرائيل ولدينا وثائق وأفلام وتسجيلات بالصوت والصورة عرضتها قنوات التلفزيون العربية والأوروبية والأمريكية؟!.

وأقل ما تفعله الجامعة العربية هو إعداد «الكتاب الأسود» عن جرائم إسرائيل القديمة والجديدة على مدى مائة عام؛ لكى نواجه أكاذيب الدعاية الإسرائيلي­ة بالحقائق، وليس ذلك كل شىء؛ فهناك سيناريوهات أخرى.

 ?? ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from Egypt