Al Masry Al Youm

العلاقات المصرية الكويتية وثيقة

⏮مصر دولة محورية فى محيطها العربى ودورها فى أزمة غزة بطولى

- حوار- جمعة حمدالله

أكد السفير غانم صقر الغانم، سفير دولة الكويت فى مصر، أن فترة العيد الوطنى وعيد التحرير بالنسبة للشعب الكويتى تجسد معانى الاستقلال والحرية والانتماء، مشيرًا إلى أن ما يميز العيدين الوطنين هذا العام أنهما يأتيان مع انطلاقة العهد الجديد بقيادة أمير البلاد، الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح. وقال « الغانم » ، فى حواره مع « المصرى اليوم»، إن العلاقات بن مصر والكويت علاقات استراتيجية ووثيقة بن قيادتى وشعبى وحكومتى البلدين، وفيما يلى نص الحوار:

■ بداية نود أن نلقى الضوء على العيد الوطنى للكويت وما تمثله هذه المناسبة للحكومة والشعب الكويتيين؟

- نشهد فى الكويت هذه الأيام مناسبتى العيد الوطنى وعيد التحرير، اللذين يحلان يومى 25 و26 فبراير من كل عام، حيث تعيش بلادنا فرحة هذين العيدين بما تحمله من إنجازات كبيرة تمت على مدار 63 عامًا، ورسخت نهضة الدولة الحديثة، وما يميز العيدين الوطنيين هذا العام أنهما يأتيان مع انطلاقة العهد الجديد بقيادة أمير البلاد، الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح.

ولا شك أن مرور هذه المناسبة من كل عام تُعتبر محطة للتأمل بما تحقق على هذه الأرض الطيبة منذ الاستقلال حتى يومنا هذا فى جميع المسارات التنموية والاقتصادي­ة والاجتماعي­ة والسياسية والمكانة التى باتت تحظى بها دولة الكويت دوليًّا، كما تُعتبر هذه المناسبة بالنسبة لشعب الكويت عيدًا للاستقلال والحرية والانتماء.

■ كيف ترى العلاقات بين مصر والكويت؟

- عندما نستعيد تاريخ هذه العلاقات فنحن نرجع إلى أوائل القرن الماضى، التى شهدت زيارات مفكرين وعلماء دين ومدرسين من مصر إلى الكويت، واستمرت هذه العلاقة تزداد متانة ورسوخًا عبر عقود، حيث شهدت هذه العلاقة محطات مهمة خلال مسيرتها، رسخت فى سجلات تاريخ وذاكرة البلدين والشعبين الشقيقين منذ عهد ما قبل الاستقلال إلى يومنا هذا، فالكويت لا تنسى موقف مصر لتأكيد استقلالها بعد عهد الاستقلال عام 1961 وصولًا إلى حرب تحريرها من العدوان العراقى 1991، وفى المقابل فقد ساندت الكويت شقيقتها مصر إبان العدوان الثلاثى 1956 وخلال حرب 1967، وشاركت فى انتصارات 1973 المجيدة، التى استخدمت فيها الكويت سلاح النفط مصدرها الوحيد للدخل سلاحًا لتعزيز الموقف السياسى على الجبهتين المصرية والسورية، إضافة إلى مشاركة القوات الكويتية، التى هبت للدفاع عن مصر فى تلك الحروب، واختلطت فيها دماء أبناء الشعبين الشقيقين على أرض مصر الكنانة وعلى الجبهة السورية سواء بسواء. هذا إلى جانب مشاركة أشقائنا فى مصر فى النهضة التنموية لدولة الكويت، فمصر لم تبخل على دولة الكويت خلال مسيرتها التنموية، ومازالت مصر تقدم لدولة الكويت كل الدعم من منطلق أخوى، فما يجمع البلدين الشقيقين علاقات متميزة فى مجالات عدة.

■ كيف ترى الشراكة الاستراتيج­ية بين مصر والكويت فى شتى المجالات؟

- لطالما وُصفت العلاقات الكويتية المصرية بأنها علاقات عميقة وفريدة وراسخة، حيث شملت شتى مجالات التعاون الثنائى السياسية والاقتصادي­ة والثقافية والإعلامية والعسكرية، بل تعدتها إلى تقارب كبير وعلاقات أخوية بين قيادتى وشعبى البلدين، وتميزت بالخصوصية وبتطابق الرؤى حول مختلف الموضوعات التى تهم البلدين، حيث كانت مصر دائمًا فى مقدمة الدول التى سعت دولة الكويت إلى تعزيز علاقاتها بها فى جميع المجالات، وفى إطار دفع العلاقات الثنائية إلى آفاق أرحب، وقّع البلدان فى عام 1995 اتفاقية إنشاء لجنة مشتركة للتعاون لتمثل أحد روافد التعاون الثنائى وتعزيز الشراكة الاستراتيج­ية، حيث تُعتبر هذه الاتفاقية مظلة لمتابعة تنفيذ الاتفاقيات المبرمة بين البلدين وبحث مجالات التعاون بين البلدين، وقد برهنت ال63 سنة الماضية منذ بداية العلاقات

الدبلوماسي­ة بين البلدين على تميز هذه العلاقة وخصوصيتها بما حوته من محطات مضيئة ومعالم نيرة جعلتها نموذجًا يُهتدى به فى مسار العلاقات بين الدول.

■ كيف يرى أبناء الكويت دور مصر فى محيطها الإقليمى؟

- نمر هذه الأيام بفترة أعياد وطنية، ويطيب لنا أن نستذكر عددًا من محطات العلاقات الثنائية، فبالنسبة لنا مصر دولة محورية فى محيطها العربى إذا أصابها مكروه -لا قدّر الله- نتأثر جميعًا، وهذه حقيقة راسخة فى أذهان الجميع، يكفى أن أشير هنا إلى دور مصر فى الأزمة الأخيرة التى يشهدها قطاع غزة، فمنذ اليوم الأول، أعلنها الرئيس عبدالفتاح السيسى واضحة، بضرورة وقف إطلاق النار وإدخال المساعدات ورفض تهجير الفلسطينيي­ن، وهو موقف بطولى فى ظل الظروف التى تشهدها مصر، حيث لم تخضع مصر لأى مساومات فى هذا الملف، والمساعدات التى تقدمها جميع الدول للشعب الفلسطينى لا تتعدى نسبتها 40% من المساعدات التى تقدمها مصر بالرغم من الظروف التى تمر بها.

■ ما آفاق التعاون بين البلدين فى المرحلة المقبلة؟

- هناك دعوة موجهة إلى الشيخ مشعل الأحمد الصباح، أمير دولة الكويت، لزيارة

مصر، كما أن هناك دعوة موجهة إلى رئيس مجلس الوزراء، الشيخ محمد الصباح، لزيارتها، وهناك مباحثات تتعلق باللجنة المصرية الكويتية المشتركة، وهى جميعًا فعاليات يتم التباحث بشأنها مع المسؤولين المصريين.

■ وماذا عن حجم الاستثمارا­ت الكويتية فى مصر؟

- قبل الحديث عن الاستثمارا­ت الكويتية فى مصر الشقيقة، أود الإشارة إلى القفزة التنموية التى حدثت فى مصر خلال العقد الماضى، وتحديدًا خلال فترة رئاسة فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسى، والتى كانت نتيجة لبرنامج الإصلاح الاقتصادى، الذى أدى إلى نقلة نوعية ملموسة فى مصر، الأمر الذى أوجد بيئة استثمارية جاذبة وواعدة تتميز بالشفافية، خاصة بعد التعديلات الأخيرة للقوانين الاقتصادية وتعزيز التعاون بين القطاعين العام والخاص، ما أوجد مناخًا استثماريًّا جاذبًا وشفافًا يتميز بالاستقرار، أما عن الاستثمارا­ت الكويتية فى مصر، فبلغت أكثر من 20 مليار دولار، وُزعت بين القطاعين العام والخاص، تركزت معظمها فى مشروعات وقطاعات تنسجم مع أهداف التنمية المستدامة، هذا إلى جانب أن مصر دائمًا كانت تفتح أبوابها للاستثمارا­ت الكويتية، التى نأمل خلال المرحلة القادمة أن تشهد قفزة فى معدلاتها جنبًا إلى جنب مع التجارة البينية بين البلدين الشقيقين.

■ نلاحظ أحيانًا أن البعض يحصر علاقات البلدين فى الجانب الاقتصادى فقط.. فما رأيك؟

- العلاقات متشعبة تتسع لجميع المجالات،

وفى الفترة الأخيرة تضاعف عدد الزائرين من أبناء الكويت إلى مصر سواء للسياحة أو غيرها، ونحن الآن فى الكويت فى بداية عهد جديد وإرساء قواعد جديدة، سواء عبر انتخابات جديدة لمجلس الأمة أو حكومة جديدة، ونتطلع إلى إعطاء دفعة للعلاقات الثنائية، وأشير هنا إلى أن صاحب السمو، الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح، لديه علاقات وثيقة مع فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسى، وهو يحب مصر، وأتصور أن زيارته إلى مصر ستكون على رأس أولوياته، وهى الزيارة التى ستعطى دفعة قوية للعلاقات.

■ ملف العمالة المصرية فى الكويت دائمًا يحظى باهتمام كبير لدى الرأى العام فى مصر.. فكيف ترى هذا الملف؟

- هناك ما يقارب 650 ألف مواطن يعملون فى الكويت، وهم يسهمون فى العملية التنموية بالكويت، ويعملون فى مجالات متعددة من القطاعات الرئيسية، لكن هناك مراجعة للتركيبة السكانية، وهذا ليس المقصود به أشقاءنا المصريين فقط، ولكن يسرى على باقى الجاليات، والهدف الأساسى من تنظيم العمالة هو تعديل التركيبة السكانية وتقليل العمالة المخالفة وليس موجهًا إلى جنسية بذاتها.

■ هناك تجربة ديمقراطية فى الكويت يشيد بها الجميع..

- تأسس الحكم فى الكويت من خلال مبايعة أهل الكويت لآل الصباح حكامًا لهم لما وجدوه من رجالات هذه الأسرة من كفاءة وإخلاص جعلتهم يُجمعون على القبول بهم لتولى شؤونهم وقيادة دولة الكويت لأكثر من ثلاثة قرون بكل اقتدار رغم الظروف الدقيقة التى مرت بها منذ نشأتها، فروح الديمقراطي­ة لها جذور قوية فى المجتمع الكويتى، والعلاقة التى تربط الحاكم بالمواطنين هى ممارسة ديمقراطية ترسخت عبر عقود أساسها المشاركة السياسية بين الحاكم والمحكوم، وقد تم عكسها فى الدستور الكويتى لعام 1962، الذى نص على أن نظام الحكم فى الكويت ديمقراطى، والسيادة فيه للأمة، مصدر السلطات جميعًا.

الديمقراطي­ة الكويتية هى نظام فريد تطور منذ مرحلة الشورى إلى عهد الدولة الدستورية، التى نظمت العلاقة بين الحاكم والمحكوم من خلال دستور كفل الحقوق والحريات، وعمل على تنظيم الحكم والعلاقة بين مؤسسات الدولة على أساس فصل السلطات، مع تعاونها، وقرر أن سمو الأمير، «حفظه الله ورعاه»، هو رئيس الدولة، ويتولى سلطاته بواسطة وزرائه، وذاته مُصانة لا تُمَسّ، فللكويت هويتها السياسية الديمقراطي­ة الفريدة فى المنطقة.

 ?? ??
 ?? ?? السفير الكويتى أثناء حديثه ل«المصرى اليوم»
السفير الكويتى أثناء حديثه ل«المصرى اليوم»

Newspapers in Arabic

Newspapers from Egypt