لا نجاة من الهاوية
واحد من أفضل أفلام الكوارث الطبيعية وأكثرها جاذبية، هكذا وصف فيلم التشويق والإثارةالسويدى« ،»أو«الهاوية» The Abyss الذى تصدر منصة نتفيلكس، خلال الفترة الماضية، منذ بدء عرضه فى 19 فبراير الجارى، فلحظات مخيفة لانشقاق الأرض، مشاهد موترة لهروب جماعى للسكان من إحدى المدن السويدية النائية التى تدعى «كيرونا»، حين تهتز الأرض وتنشق، ويخرج باطنها الكثير من أسرارها وقواها الدفينة ولهيب الجحيم الذى ينذر بكارثة وهاوية يسقط فيها الضحايا الذين لا يتمكنون من الفرار والنجاة، بعضهم يعلق فى سيارته ويحتجز فتبتلعه الأرض الغاضبة، وآخرون تكتب لهم الأقدار البقاء والاستمرارية، فى لحظات مشوقة ومشاهد سريعة تحبس الأنفاس، وتمتلئ بالقصص الإنسانية بين الأمهات وأطفالهن والأحباب الذين يفارقون أحباءهم، بعد ثوانٍ فقط جمعتهم معهم فى لحظات لا تعوض ولن تنسى.
قصة الفيلم الرئيسية حول «فريجا» التى تحاول الموازنة بين وظيفتها المحفوفة بالمخاطر كمديرة أمن فى منجم «كيرونافارا» مع حياتها العائلية وحبها الجديد وحبيبها السابق الذى لا يريدها أن تتخلى عنه وتتشابك مع القصة الرئيسية أحداث مشوقة لقصص جانبية، كالتى تجتذب جمهور محبى أفلام الكوارث الطبيعية والتى يحقق بعضها نجاحا جماهيريا وفنيا، وتعتمد على غريزة النجاة وحب الحياة، والتمسك بها، لكن أحيانا يكون للقدر رواية أخرى، فلا نجاة للبعض من ضرباته.
تقعأحداث ،أو Avgrunden The Abyss كما يعرف باللغة السويدية الأصلية، فى مدينة كيرونا الواقعية، والتي بدأت التحرك لمسافة ثلاثة كيلومترات شرقًا فى عام 2014، بسبب التهديد بهبوط التعدين، إذ يعتمد الفيلم على فكرة واقعية لما تعرضت له المدينة، وإنذار محتمل بوقوعها فى كارثة أو الهاوية كما يحمل اسم الفيلم مترجما. وعلى الرغم من أن الانهيار الهيكلى الفعلى يواجه «كيرونا» منذ سنوات من الزمن،إلاأن يقدمللمشاهدين The Abyss ملمحة درامية عما يمكن أن يتكشف،وتم الإشادة بالفيلم، الذى تم إصداره قبل 6 أشهر بدور العرض فى الدول الإسكندنافية ويتم بثه الآن عالميًا ورقميا، لتصويره الواقعي للكارثة، والدراما الإنسانية المقنعة، والمزج المتقن بين الاثنين من قبل المخرج ريتشارد هولم، المعروف بأفلامه الناجحة.