Al Masry Al Youm

حكاية مرسوم «كانوب» أول دليل مسجل على السنة الكبيسة

-

كتب- أحمد مصطفى:

يكتسب أقصر شهر فى السنة يوما إضافيا، حيث يطلق على 29 من فبراير اليوم الكبيس، ما يعنى أننا ندخل سنة كبيسة تحتوى على 366 يوما بدلا من 365 يوما كالمعتاد.

وتعود السنة الكبيسة لما لا يقل عن 2262 سنة، وفقا لاكتشاف لوحة «تانيس» فى الصحراء المصرية القديمة، فى دلتا النيل. وفقًا ل «ناشيونال جيوجرافيك .»

و«تانيس» عبارة عن لوح من الحجر الجيرى يبلغ ارتفاعها أكثر من سبعة أقدام وعرضها حوالى ثلاثة أقدام تم اكتشافها فى عام 1866 من قبل مجموعة من العلماء الألمان الذين كانوا يزورون موقع مدينة تانيس )صان الحجر حاليا(.

ويسجل النقش، الذى يرجع تاريخه إلى عام 238 قبل الميلاد، مرسومًا أصدره الفرعون بطليموس الثالث يتبع معيار ذلك الوقت، بما فى ذلك مدح الفرعون، ووصف الحملات العسكرية، واشتراط نصب نسخة من المرسوم فى كل معبد رئيسى.

ويعد الأمر الهام فى هذا المرسوم، المعروف باسم مرسوم «كانوب»، تعليمات بطليموس الثالث المتعلقة بالتقويم مثل: «ولكى تكون الفصول دائمًا متوافقة مع النظام الثابت للكون، وحتى لا يحدث أن بعض الأعياد العامة التى تقام فى الشتاء يُحتفل بها فى الصيف، كما تتغير الشمس يومًا واحدًا خلال النهار أربع سنوات. تقرر إضافة يوم عيد واحد من الآن فصاعدا تكريما للآلهة. كل أربع سنوات إلى الأيام الخمسة الإضافية، قبل العام الجديد، حتى يعرف الجميع الآن أن الخلل السابق

فى الترتيب من المواسم».

تم العثور على الإشارات الأولى إلى تقويم مكون من 365 يومًا، والذى يحدد سنة مكونة من 12 شهرًا يتكون كل منها من 30 يومًا و5 أيام سماوية - أيام بلا أشهر تمت إضافتها إلى التقويم لجعلها مساوية تقريبًا للسنة الشمسية فى سجلات المصريين القدماء. تحديدًا الأسرة الرابعة والخامسة حوالى 2600 قبل الميلاد،

وفقًا لأدريان الماسى مارتن، عالم المصريات بجامعة أكسفورد.

ولاحظ المصريون القدماء صدفة سماوية تحدث سنويًا فى نفس وقت فيضان النيل، وهى ظهور نجم الشعرى اليمانية، المعروف ب«سيريوس».

وارتبط ظهور سيريوس بفضيان النيل، الذى اعتمدت عليه الحضارة المصرية لجلب الطمى لتسميد الأراضى الزراعية. مما كان بمثابة إعلان عن بداية العام المصرى القديم الجديد.

ومن خلال قياس الوقت المنقضى بين كل شروق شمسى سنوى لنجم سيريوس، أدرك علماء الفلك فى نهاية المطاف أن السنة الشمسية كانت أطول بربع يوم من 365 يومًا.

وفى حين أن هذا الإدراك حدث على الأرجح فى وقت سابق من التاريخ، إلا أن مرسوم كانوب لعام 238 قبل الميلاد هو أول دليل مسجل على السنة الكبيسة.

ومن المحتمل أن تكون هناك نسخ متعددة من مرسوم كانوب فى العصور القديمة، وفقًا لألماسى مارتن، وقد بقيت ست نسخ كاملة أو مجزأة من المرسوم حتى يومنا هذا.

ويعتبر أفضل نموذجين محفوظين من تانيس عام 1866 وموقع كوم الحصن عام 1881 موجودين فى المتحف المصرى بالقاهرة.

ولم تلق توجيهات بطليموس الثالث فى مرسوم كانوب النجاح المرجو، وذلك لعدة أسباب، منها أن الكهنة الذين يتحكمون فى التقويم لم يرغبوا فى تغيير تقاليدهم، أو ربما اعتقدوا أن انجراف الفصول عبر التقويم كان غير ملحوظ خلال فترة حياة نموذجية تبلغ 40 عامًا.

وعندما ضم الرومان مصر فى عام 30 قبل الميلاد، كان المصريون يستخدمون مرة أخرى تقويمًا مكونًا من 365 يومًا، وبحلول عام 22 قبل الميلاد بعد سنوات قليلة من تطبيق التقويم اليوليانى المستوحى من المصريين فى روما، كان الإمبراطور أغسطس قد استخدم تقويمًا مكونًا من 365 يومًا. أعاد تقديم اليوم الكبيس إلى المصريين.

 ?? ?? جانب من آثار مدينة تانيس
جانب من آثار مدينة تانيس
 ?? ?? مرسوم كانوب
مرسوم كانوب

Newspapers in Arabic

Newspapers from Egypt