الإعدام لقاتل ابنه عمدًا فى الإسكندرية

⏮ المجنى عليه شاهده فى وضع مخل مع «خالته».. والمحكمة: «روحه تطالبنا بالقِصاص»

عاقبت محكمة جنايات الإسكندرية، برئاسة المستشار جمال زغلول البغدادى، عاملًا بالإعدام شنقًا بتهمة القتل العمد مع سبق الإصرار لاتهامه بقتل نجله عمدًا، ويُدعى )عبدالرحمن. أ. م(، بعد استدراجه إلى مكان ناءٍ، ودفعه فى الترعة ليموت غرقًا دون أن يساعده.

وكشفت أوراق القضية رقم 141٥1 لسنة 202٣ جنايات قسم شرطة محرم بك أن الأجهزة الأمنية تلقت إخطارًا من ضباط القسم بورود بلاغ من والدة الطفل «م. ع. أ»، 7 سنوات، باختفائه، وذلك عقب خروجه للتنزه بصحبة الأب، الذى عاد للبحث عنه بصحبة الأم، قبل أن تنكشف الجريمة.

وتضمنت قائمة أدلة الثبوت المرفقة بأمر الإحالة شهادة والدة الطفل المجنى عليه، وتُدعى «ياسمين. ف»، 29 سنة، التى قررت أن المجنى عليه نجلها ذهب برفقة والده المتهم، وعاد والده بدونه، وأنه سألها عنه، فأخبرته بأنه لم يعد منذ خروجه بصحبته، وذهبنا للبحث عنه، وطلب منها إبلاغ الشرطة، وأضافت أنه عقب الإبلاغ أخبرها أن المجنى عليه تُوفى، وأنه خشى أن يخبرها بذلك.

وكانت الجهات الأمنية قد أعدت خطة بحث لكشف غموض اختفاء الطفل، وتوصلت التحريات إلى عدم صحة رواية والد الطفل المتغيب لكونه قام باصطحاب الطفل المتغيب من الساعة 6 صباحًا، وتركه الساعة 10 صباحًا

أمام مسكنه، وانصرف، وهذا الأمر لم يحدث.

وأشارت التحريات إلى وجود علاقة غير مشروعة بين والد الطفل المتغيب وشقيقة زوجته، وبتكثيف التحريات السرية حول والد الطفل تم التوصل إلى أنه وراء اختفاء نجله، وبتطوير مناقشته وتضييق الخناق عليه أقر بصحة ما توصلت إليه التحريات، واعترف بوجود علاقة آثمة بينه وبين خالة المتغيب، وأنه اعتاد إقامة علاقة محرمة معها، وفى إحدى المرات ليلة الحادث شاهدهما الطفل أثناء وجودهما فى مطبخ الشقة فى وضع مخل، وواجهه بذلك، فخشى افتضاح أمرهما، فعقد العزم، وبيّت النية على التخلص منه.

وأضاف المتهم أنه فى اليوم التالى، وبتاريخ الواقعة، اصطحب نجله، وتوجه به إلى عدة مناطق بها مجارٍ مائية للبحث عن مكان مناسب للتخلص منه، حتى وصل به إلى منطقة ترعة مياه الشرب بشارع أكاسيا، وأقنعه بالنزول

للمياه للترفيه عن نفسه، وما إن نزل الطفل إلى المياه حتى دفعه داخلها، ورفض مساعدته عمدًا للتخلص منه، وانصرف عقب التأكد من ذلك.

وبإرشاد المتهم عن مكان تخلصه من نجله، وبالتنسيق مع إدارة الحماية المدنية بالاستعانة بالإنقاذ النهرى، تم العثور على جثة الطفل المتغيب.

وقال رئيس المحكمة: «إن المتهم أتى فى القضية كل أفعال الخسة والدناءة، ومارس فيها المتهم أبشع الجرائم، ولم يكتفِ فيها بالخيانة وممارسة الرذيلة، بل أبى إلا أن يتوج خيانته بالدم؛ متخطيًا حدًّا آخر من حدود الله دون وازع من الضمير.»

واستطرد القاضى، قائلًا: «متهم تجرد من الأحاسيس.. ومن كل مشاعر الأبوة والفطرة التى خلقه الله عليها، ولبس لباس الشيطان ليتجرأ على قتل ابنه الصغير، الذى لم يتجاوز السابعة من عمره، فلذة كبده، حتى لا يكون شاهدًا على فعلته النكراء بممارسة الرذيلة مع شقيقة زوجته، خالة المجنى عليه، بعد أن كشف الأخير النقاب عنها حال ارتكابه لها، وسولت له نفسه الدنيئة التخلص منه». وتابع: «إن هيئة المحكمة اليوم إنما تشعر أن روح المجنى عليه الطاهرة تحوم حولنا فى تلك الجلسة تطالبنا بأخذ القِصاص من أب قاتل لابنه البرىء، صارخًا: بأى ذنب قُتلت؟، إن المحكمة بإجماع الآراء، وبعد ورود رأى فضيلة مفتى الجمهورية، قضت بمعاقبة المتهم بالإعدام شنقًا.»

هيئة المحكمة برئاسة المستشار جمال زغلول البغدادى