Al Masry Al Youm

الأسنان وحكاياتها مع كرة القدم

- وجوه على ورق ياسر أيوب ‪yaserayoub­810@ gmail. com‬

الفارق بين الدنماركى «هيننج إريك ستروب» والإسبانى «جيل مانزانو» ليس فقط 67 عامًا تفصل بين مباراتين أثارت كل منهما الصخب والجدل بشأن صفارة الحكم الأخيرة.. إنما الفارق الأهم هو أن الحكم مانزانو أطلق صفارته لينهى المباراة يوم السبت الماضى بينما كانت الكرة فى طريقها للمرمى كهدف يضمن الفوز لريال مدريد على فالنسيا فى الدورى الإسبانى.. وكان من الطبيعى أن يغضب لاعبو الريال ومدربهم وجمهورهم؛ لأن الحكم كان من المفترض أن ينتظر نهاية اللعبة ثم يطلق صفارته لينهى المباراة.. أما إريك ستروب فقد كان بطلا لإحدى أغرب الحكايات الكروية جرت وقائعها فى 1957 أثناء مباراة محلية فى الدنمارك بين نادى إيبلتوفت ونادى نوراجير.. وقبل نهاية المباراة، كان نوراجير متقدما بأربعة أهداف مقابل ثلاثة فقط لنادى إيبلتوفت.. وحينينين أوشك إريك ستروب، حكم المباراة، إطلاق إطلالالاقص­فارة النهاية، سقط طاقم أسنانه على الأرض، فلم يستطع إطلاق صفارته وبدأ البحث عن أسنانه، وفى نفس الوقت، كان لاعبو إيبلتوفت يقومون بهجمتهم الأخيرة وأحرزوا بالفعل هدف التعادل.. ورفض الحكم الاعتراف بهذا الهدف، قائلا إن الوقت الأصلى للمباراة انتهى والنتيجة 4/3.. واعترض لاعبو إيبلتوفت؛ لأن وقت المباراة ينتهى بصفارة الحكم الأخيرة.. وأن انشغال الحكم بالبحث عن طاقم أسنانه وعدم إطلاق صفارة النهاية يعنى أن المباراة كانت مستمرة، وبالتالى هدفهم صحيح وأن المباراة انتهت بالتعادل.

ولجأ الفريقان للاتحاد الدنماركى لكرة القدم الذى اعتمد تقرير الحكم، واعتمد نتيجة المباراة بفوز نوراجير وعدم احتساب الهدف الذى تعادل به إيبلتوفت.. واعتبر الاتحاد الدنماركى أن وقوع طاقم أسنان الحكم هو ظرف قهرى لابد من مراعاته.. وكانت هذه الحكاية هى أول واقعة كروية تلعب فيها الأسنان دورا حاسما.. فعبر التاريخ الكروى الطويل قبل تلك الحكاية، لم تكن هناك أى إشارات، سواء لأسنان حكم أو مدرب أو لاعب.. وكان المدرب الفرنسى الشهير هو صاحب أول إشارة كروية حقيقية للأسنان حين تولى فى 1996 قيادة نادى أرسنال الإنجليزى العريق، فقد فوجئ الجميع بطلب فينجر الكشف الدقيق على كل أسنان اللاعبين، مقتنعا بأن سلامة أسنان كل لاعب لا تقل أهمية وضرورة عن سلامة عظامه وعضلاته وأربطته، وأن أى ناد لابد أن يهتم بسلامة أسنان لاعبيه قدر اهتمامه بصحتهم ولياقتهم البدنية والنفسية.

وتوالت بعد ذلك دراسات كثيرة عن العلاقة بين الأسنان وكرة القدم يمكن اختصار نتائجها فى أن معظم لاعبى الكرة لا يهتمون بأسنانهم، ويعانى المحترفون القادمون من بلدان نامية من مشكلات أسنانهم، ولا يهتم النجوم الكبار بأسنانهم قدر اهتمامهم بثيابهم وسياراتهم وبيوتهم، وليس كلهم مثل رونالدو الحريص على شكل وسلامة أسنانه.

 ?? ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from Egypt