الأمم المتحدة تختبر طريقًا إسرائيليًا لتوصيل المساعدات للقطاع
⏮تقارير عبرية تتوقع أن تفتح تل أبيب ممرًا للمساعدات من أراضيها إلى شمال غزة
كتب- جبران محمد:
تضغط الأمم المتحدة على إسرائيل لإدخال المساعدات إلى قطاع غزة، وقالت إنها تجرى تقييمًا لكيفية استخدام طريق عسكرى إسرائيلى متاخم لقطاع غزة لتوصيل المساعدات إلى المدنيين فى شمال القطاع، بينما قال برنامج الأغذية العالمى إنه يتعين زيادة عدد قوافل المساعدات الإنسانية التى تدخل غزة يوميًا إلى المثلين على الأقل لتلبية بعض الاحتياجات الأساسية للسكان.
وقال مسؤول إغاثى كبير بالأمم المتحدة إن المنظمة ستقيّم كيفية استخدام طريق عسكرى إسرائيلى متاخم لقطاع غزة لتوصيل المساعدات إلى مئات الآلاف من المدنيين الذين تقطعت بهم السبل فى شمال القطاع، حسبما ذكرت وكالة «رويترز».
وقال منسق الأمم المتحدة للمساعدات فى الأراضى الفلسطينية المحتلة، جيمى ماكجولدريك، إن الأمم المتحدة تضغط على إسرائيل منذ أسابيع لاستخدام طريق على السياج الحدودى مع غزة، وإنها تلقت قدرًا أكبر من التعاون من إسرائيل فى الأسبوع الماضى.
وأضاف: «منذ الحادث الذى وقع الأسبوع الماضى )فى إشارة إلى مجزرة دوار النابلسى قرب شارع الرشيد بمدينة غزة- حين استهدفت قوات الاحتلال الإسرائيلى تجمعًا كبيرًا محيطًا بقافلة مساعدات إنسانية فى غزة( أعتقد أن إسرائيل أدركت بوضوح مدى صعوبة تقديم المساعدة»، مشيرًا إلى أن الأمم المتحدة شهدت «تعاونًا أكبر بكثير من قبل إسرائيل نتيجة لهذا الإدراك».
وتابع: «بمجرد دخولنا غزة سنُترك بعد ذلك للمضى وحدنا»، مضيفًا أن الأمم المتحدة تجرى تقييمًا للطريق الجديد المحتمل، أمس، للتحقق من حالة الطرق داخل غزة لضمان عدم وجود ذخائر غير منفجرة، وتحديد نقاط التوزيع المناسبة للمساعدات. وفى السياق ذاته، أفادت «هيئة البث الإسرائيلية»، أمس، أنه من المتوقع أن تفتح إسرائيل ما وصفته بأنه «ممر مباشر من أراضيها إلى شمال قطاع غزة»، بغرض إدخال المساعدات الإنسانية.
وذكرت الهيئة أن الخطوة تأتى بضغط من الوسطاء «لاسيما من مصر والولايات المتحدة.»
ولم تشر الهيئة إلى موعد للخطوة المتوقعة، لكنها نسبت لقناة «كان» العبرية القول إن ذلك قد يتم خلال الأيام المقبلة، حسبما ذكرت وكالة أنباء العالم العربى.
وأشارت هيئة البث الإسرائيلية إلى شق ممر المساعدات الإنسانية خلال الأسبوعين الماضيين، وقالت إن الممر يخرج من إسرائيل ويتجه غربًا نحو البحر. وأضافت أن «لواء نحال»- أحد ألوية النخبة
بجيش الاحتلال الإسرائيلى- يتولى مسؤولية تأمين الممر، الذى قالت إنه سيمر بالقرب من جوهر الديك فى غزة، ومن هناك ستدخل الشاحنات، بعد فحصها فى معبر كرم أبوسالم.
فى غضون ذلك، قال مصدر مطلع، أمس الأول، لوكالة «رويترز»، إنه من المتوقع أن تُبحر مساعدات إنسانية من قبرص لغزة فى الأيام المقبلة، ولم يكشف بعد الدولة التى ستقدم المساعدات أو مكان وصولها أو كيفية توزيعها، وأضاف: «إنهم يريدون إرسال المساعدات قبل بداية شهر رمضان.»
ومن المقرر أن تصل رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، إلى قبرص، ومن المقرر أن تزور اليوم )الجمعة( ميناء لارنكا، الذى تحدد كنقطة انطلاق لشحنات المساعدات.
فى سياق متصل، قال برنامج الأغذية العالمى، أمس الأول، إنه يتعين زيادة عدد قوافل المساعدات الإنسانية التى تدخل غزة يوميًا إلى المثلين على الأقل لتلبية بعض الاحتياجات الأساسية للسكان.
وقال نائب المدير التنفيذى فى برنامج الأغذية العالمى، كارل سكاو: «أود قول إنه يتعين زيادة المستوى إلى مثلى ما هو عليه الآن. الآن هناك نحو 150 شاحنة. يتعين أن تبلغ 300 على الأقل يوميًا»، وفقًا ل«رويترز».
إلى ذلك، قالت مقررة الأمم المتحدة الخاصة المعنية بحقوق الإنسان للنازحين داخليًا، باولا جافيريا بيتانكور، إنه بعد مرور خمسة أشهر على الهجوم على غزة، فقدت إسرائيل «كل مصداقيتها بشأن ادعاءاتها بحماية المدنيين فى القطاع المحاصر».
وقالت باولا جافيريا بيتانكور إن أوامر الإخلاء الإسرائيلية «لم تجعل سكان غزة أكثر أمانًا. على العكس تمامًا فقد تم استخدام هذه الأوامر لنقل السكان المدنيين قسرًا واحتجازهم فى ظروف غير صالحة للسكن البشرى».
وتابعت قائلة: «لقد هالنى أن أسمع أن إسرائيل تعتزم تمديد هذه الأوامر إلى رفح، الملاذ الوحيد لنحو 70% من سكان غزة الباقين على قيد الحياة، ونقطة دخول المساعدات الإنسانية الوحيدة التى لاتزال تعمل».
وشددت على أن منع التهجير التعسفى وتوفير الحماية والمساعدة والحلول الدائمة للنازحين «ليست أمرًا اختياريًا ولا عملًا خيريًا»، بل هى التزامات تقع على عاتق إسرائيل، بوصفها القوة القائمة بالاحتلال، بموجب القانون الدولى.
وأدانت ما وصفتها بجهود إسرائيل المستمرة لعرقلة المساعدات الإنسانية واستخدامها كسلاح، بما فى ذلك من خلال الهجمات على المدنيين الذين يطلبون المساعدة.