Al Masry Al Youm

«فرانك بيسون» تُبحر لإنشاء «رصيف مؤقت» للمساعدات

⏮«نيويورك تايمز»: أمريكا تستخدم الجيش فى تقديم الإغاثة للمدنيين والإمداد ب«الذخائر» لقتلهم

-

كتب- محمد عبدالخالق مساهل:

أبحرت السفينة «الجنرال فرانك إس بيسون»، وذلك بعد ساعات من إعلن الرئيس الأمريكى جو بايدن تقديم مساعدات أمريكية لغزة عن طريق البحر، حيث أعلنت القيادة المركزية الأمريكية «سنكتوم»، أمس، أن السفينة الجنرال التابعة للجيش الأمريكى غادرت قاعدة لانجلىيوست­يس، المشتركة فى طريقها إلى شرق البحر المتوسط لتقديم المساعدات الإنسانية لغزة، مشيرة إلى أن السفينة «تحمل المعدات الأولى لإنشاء رصيف مؤقت لتوصيل الإمدادات الإنسانية الحيوية».

وفى الوقت الذى تواصل فيه الولايات المتحدة إمداد إسرائيل بالذخائر، سوف يزود البنتاجون الغزاويين بالغذاء وغيره من المساعدات بحرًا وجوًا.

فى هذا السياق، قالت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية إن الولايات المتحدة لديها تاريخ فى استخدام جيشها لتوصل الغذاء والماء وغيرهما من «الإغاثة الإنسانية» للمدنيين أثناء الحروب أو الكوارث الطبيعية، مشيرة إلى أن جدران البنتاجون مزدانة بصور لمثل هذه العمليات فى هاييتى وليبيريا وإندونيسيا وعدد لا يُحصى من الدول الأخرى.

واستدركت «نيويورك تايمز»، فى تقرير لها نشرته مساء أمس الأول، بأنه «نادرًا ما تحاول الولايات المتحدة تقديم مثل هذه الخدمات للأشخاص الذى يتعرضون للقصف مع دعم أمريكى ضمنى».

وأشار التقرير إلى أن أوامر الرئيس بايدن للجيش الأمريكى بإنشاء رصيف عائم على قطاع غزة من شأنه أن يسمح بتسليم المساعدات بحرًا، واضعًا أعضاء الخدمة الأمريكية فى مرحلة جديدة من تاريخ المساعدات الإنسانية.

ولفت إلى أن الجيش نفسه الذى يرسل أسلحة وقذائف تستخدمها إسرائيل فى غزة، هو الذى يرسل الآن الغذاء والماء للمنطقة المحاصرة.

وقال التقرير إن فكرة الرصيف العائم جاءت بعد أسبوع من سماح بايدن بإنزال جوى إنسانى لغزة، وهو ما انتقده خبراء الإغاثة معتبرين أنه «غير كافٍ».

ونقلت عن خبراء الإغاثة قولهم إنه حتى الرصيف العائم لن يفعل ما يكفى لتخفيف المعاناة فى المنطقة، حيث يقف السكان على شفا المجاعة.

وأضاف التقرير أنه على الرغم من ذلك، فإن كبار مسؤولى إدارة بايدن أكدوا أن الولايات المتحدة ستواصل تزويد إسرائيل بالذخائر التى تستخدمها فى غزة، بينما تحاول تسليم المساعدات الإنسانية للفلسطينيي­ن تحت القصف هناك، لذا فإن البنتاجون يفعل الشيئين.

وعلى مدى عقود، قام سلح المهندسين بالجيش الأمريكى باستخدام مهندسين قتاليين فى بناء أرصفة عائمة للقوات لعبور الأنهار وتفريغ الإمدادات وإجراء عمليات عسكرية أخرى، وفقًا ل«نيويورك تايمز».

ونقل التقرير عن المتحدث باسم البنتاجون،

باتريك إس رايدر، قوله، يوم الجمعة الماضى، إن لواء النقل السابع بالجيش، من قاعدة لانجلى يوستيس المشتركة بالقرب من لوفورك، سوف يكون من بين الوحدات العسكرية التى تشارك فى إنشاء الرصيف العائم فى غزة.

وأعلنت القيادة المركزية الأمريكية «سنكتوم»، أمس، أن السفينة الجنرال فرانك إس بيسون، التابعة للجيش الأمريكى، غادرت قاعدة لانجلىيوست­يس المشتركة فى طريقها إلى شرق البحر المتوسط لتقديم المساعدات الإنسانية لغزة.

فى حين قالت «سنتكوم» إن سفينة الدعم اللوجستى «إس بيسون» غادرت بعد أقل من 36 ساعة من إعلن بايدن أن بلده ستقدم مساعدات إنسانية للقطاع عبر البحر، كما كشفت فى منشور لها على حسابها فى منصة «إكس» أن السفينة «تحمل المعدات الأولى لإنشاء رصيف مؤقت لتوصيل الإمدادات الإنسانية الحيوية .»

وكان بايدن أعلن، لأول مرة رسميًا، فى خطابه الخميس الماضى، عزم بلده إنشاء رصيف مؤقت فى غزة من أجل إيصال المساعدات، عقب تحذيرات الأمم المتحدة من حدوث مجاعة واسعة النطاق بين سكان غزة البالغ عددهم 2.3 مليون، بعد خمسة أشهر من شن إسرائيل هجومها على القطاع الضيق، ردًا على هجوم حماس فى السابع من أكتوبر الماضى.

وتعتزم الولايات المتحدة فى البداية العمل مع قبرص، التى ستوفر عملية فحص الشحنات بالتعاون مع مسؤولين إسرائيليين، مما يلغى الحاجة إلى عمليات تفتيش أمنية فى غزة، خاصة بعدما أصبح معظم سكان القطاع الآن نازحين داخليًا، فيما تواجه عملية إدخال المساعدات الكثير من العراقيل الإسرائيلي­ة عند نقاط التفتيش الحدودية البرية.

وأعلنت وزارة الدفاع الأمريكية، فى وقت سابق، أن بناء هذا الرصيف سيستغرق مدة قد تصل إلى ستين يومًا، وسيشارك فيه أكثر من ألف جندى على الأرجح، منوهة إلى أن الميناء المؤقت «يمكن أن يؤمن أكثر من مليونى وجبة يوميًا لمواطنى غزة.»

وكان العدد اليومى لشاحنات المساعدات التى تدخل غزة عن طريق البر خلل الأشهر الخمسة الماضية أقل بكثير من 500 شاحنة، والتى دخلت قبل الحرب بسبب قيود الاحتلل والقضايا الأمنية. وكشف فتح الممر البحرى، إلى جانب عمليات الإنزال الجوى من قبل الولايات المتحدة والأردن ودول أخرى، عن قلق متزايد بشأن الأزمة الإنسانية فى غزة، إلى جانب الاستعداد لتجاوز السيطرة الإسرائيلي­ة على الشحنات البرية.

وأعلنت قوات الاحتلل ترحيبها بالشحنات البحرية على أن تقوم بفحص الشحنات المتجهة إلى غزة قبل أن تغادر منطقة التجمع فى قبرص المجاورة. وصعَّد الرئيس الأمريكى جو بايدن انتقاداته العلنية لرئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو، قائلً إنه يعتقد أن نتنياهو «يؤذى إسرائيل أكثر من مساعدتها» فى الطريقة التى يتعامل بها مع حربها ضد حماس فى غزة، التى دخلت الآن شهرها السادس.

وقال أثناء الحوار مساء أمس السبت مع جوناثان كيبهارت من قناة «إم إس إن بى سى» إن نتنياهو يجب أن يولى المزيد من الاهتمام للأرواح البريئة التى تُزهق نتيجة لهذه الأعمال، مضيفًا أنه «لا يمكن أن يموت 30 ألف فلسطينى آخر.»

 ?? ?? السفينة أثناء مغادرتها فى طريقها إلى شرق البحر الأبيض المتوسط
السفينة أثناء مغادرتها فى طريقها إلى شرق البحر الأبيض المتوسط

Newspapers in Arabic

Newspapers from Egypt