العروض تجاوزت 1.63 تريليون جنيه عقب تحرير سعر الصرف.. و«المالية» تقبل ما يوازى 12.3 مليار دولار
الاستثمارات غير المباشرة، كونها تدخل لشراء أذون وسندات خزانة ضمن أدوات الديون الحكومية، أو الاستثمار فى شهادات الادخار التى تطرحها البنوك بهدف جذب المستثمرين الخارجيين الذين يسعون للاستفادة من الفوائد المرتفعة.
كما تتضمن الأموال الساخنة أيضًا، الاستثمارات فى أسهم الشركات المدرجة فى البورصة، وذلك للاستفادة من تدنى العملة المحلية مقابل الدولار، مما يُمكن أصحاب هذه الأموال من شراء عدد كبير من الأسهم.
ورغم المزايا التى تمنحها الأموال الساخنة للاقتصادات التى تعانى نقص العملة الأجنبية،
فإن العديد من الدول تفرض ضوابط على هذه التدفقات للحد من تداعيات خروجها بشكل مفاجئ وإحداث اضطرابات فى الاقتصاد، فعلى سبيل المثال تفرض البرازيل ضرائب تصل إلى 50% على رؤوس الأموال التى لا تستقر لأكثر من عامين فى البلاد، إذ إنها لا تمنع دخول رؤوس الأموال، ولكنها أيضًا تحول دون تحولها لمركز مضاربات بما يضر بالاقتصاد المحلى. كل هذا دفع إلى التساؤل حول كيفية استفادة مصر من الأموال الساخنة مع تلافى مخاطرها، إذ أشار مصرفيون إلى أن الاستفادة المُثلى من الأموال الساخنة تكمن فى استثمارها فى مشروعات قصيرة الأجل أو تدعيم الاحتياطى الأجنبى.
الدكتور شريف سامى، عضو مجلس إدارة البنك التجارى الدولى مصر، رئيس هيئة الرقابة المالية الأسبق، قال إن عودة الأموال الساخنة للسوق المحلية بعد غيابها لعدة أشهر تعد مؤشرًا جيدًا وإضافة مُرحبًا بها، إذ تعد مكونًا طبيعيًا بشرط عدم الاعتماد عليها بشكل رئيسى.
وأرجع عودة هذه الأموال مجددًا إلى ارتفاع العوائد بشكل مغرٍ لهذه المؤسسات وصناديق الاستثمار فى ضوء التحول الإيجابى التدريجى للاقتصاد المصرى.
«سامى» توقع عودة باقى المؤسسات الأجنبية للاستثمار بأدوات الدين الحكومية، مع مزيد
من الاستقرار فى سوق الصرف، وعودة جاذبية السندات المحلية.
وشدد على ضرورة عدم الاعتماد على الأموال الساخنة فى تلبية الاحتياجات للأجلين المتوسط والطويل، مبينا أن استخدامها يجب اقتصاره على احتياجات عاجلة وقصيرة الأجل.
فيما اقترح الدكتور هانى توفيق الخبير الاقتصادى، حصر الأموال الساخنة فى صندوق مستقل له سقف محدد لتسيير حركة الصناعة والتشغيل، مشددًا على ضرورة فصلها عن احتياطى البنك المركزى تمامًا.
فى السياق نفسه، قال ماجد فهمى، الخبير المصرفى، رئيس بنك التنمية الصناعية السابق،