Al Masry Al Youm

من لديه السُّلطة الأخلاقية للحديث عن تجاوزات إسرائيل؟ بالتأكيد ليس «ترامب»

هل يعتقد أحد حقًا أنه إذا خسر ترامب للمرة الثانية أمام الرئيس بايدن فإنه سيرحل بهدوء؟ لقد أشرف بالفعل على مذبحة دموية، تلك التى وقعت فى يوم 6 يناير ٢0٢١، وبدا أنه يستمتع بها كثيرًا.

- روبن أبكاريان نقلً عن صحيفة «لوس أنجلوس تايمز» الأمريكية

لم يكن زعيم الأغلبية الديمقراطي­ة فى مجلس الشيوخ الأمريكى، تشارلز شومر، شجاعًا فحسب عندما دعا مؤخرًا إلى إجراء انتخابات إسرائيلية جديدة، والإطاحة برئيس الوزراء اليمينى المتطرف بنيامين نتنياهو، الذى يزعج العالم باعتدائه القاسى والمستمر على شعب غزة، ولكنه كان محقًا أيضًا.

فقد قال شومر، وهو المسؤول اليهودى المنتخب الأبرز فى التاريخ الأمريكى: «لا ينبغى أن ندع تعقيدات هذا الصراع تمنعنا من ذكر الحقيقة الواضحة، فالمدنيون الفلسطينيو­ن لا يستحقون المعاناة بسبب أفعال حركة حماس، وعلى إسرائيل التزام أخلاقى بأن تفعل ما هو أفضل، كما أن الولايات المتحدة ملزمة بالقيام بما هو أفضل هى الأخرى.»

وشعر الجمهوريون فى مجلس الشيوخ بالاستياء من تجرؤ شومر على قول الحقيقة لنتنياهو،

فقاموا على الفور بدعوة الزعيم الإسرائيلى لإلقاء خطاب أمام الجمهوريين فى الكونجرس، وقال رئيس مجلس النواب الجمهورى، مايك جونسون، إنه سيدعو نتنياهو للتحدث أمام جلسة مشتركة للكونجرس، وكان شومر قد رفض طلبًا سابقًا من الأخير لإلقاء خطاب أمام الديمقراطي­ين فى مجلس الشيوخ، لكنه رحَّب بفكرة إلقائه خطابًا أمام الكونجرس بأكمله.

وقال شومر فى بيان: «ليس لإسرائيل حليف أقوى من الولايات المتحدة، وعلاقتنا تتجاوز أى رئيس أو رئيس وزراء، وسأرحب دائمًا بأن يحظى رئيس وزراء إسرائيل بفرصة للتحدث أمام الحزبين بشكل مشترك فى الكونجرس.»

ولكن ما هى المساهمة التى قدمها الرئيس الأمريكى السابق دونالد ترامب فى هذه اللحظة الحرجة؟ لقد أظهر مرشح الحزب الجمهورى للرئاسة لعام 2024 مرة أخرى أنه غير قادر على

إظهار الفوارق الفكرية أو العاطفية أو السياسية المطلوبة من قادة العالم.

وقال ترامب فى بث صوتى مؤخرًا: «أى شخص يهودى يصوت للديمقراطي­ين فهو كاره لدينه، لأن الديمقراطي­ين يكرهون كل ما يتعلق بإسرائيل، وعليهم أن يخجلوا من أنفسهم لأنه بهذه الطريقة سيتم تدميرها .»

ويعكس خطاب ترامب اليائس على نحو متزايد وضعه القانونى والمالى اليائس على نحو متزايد أيضًا، إذ إنه فشل فى جمع المال الكافى لتغطية الحكم الصادر ضده بدفع غرامة قدرها ملايين الدولارات فى قضية احتيال فى نيويورك، كما أنه بات يجد نفسه الآن فى مكان لم يكن من الممكن تصوره من قبل، فهو يفكر إما فى إعلان الإفلاس أو بيع بعض عقاراته الثمينة، والتى يبدو أن الكثير منها أقل قيمة مما ادعى، وهذا جزئيًا سبب وقوعه فى هذا المأزق من البداية، حيث أصبح ترامب أشبه بحيوان محاصر، ويبصق ويزمجر وهو فى طريقه نحو انتخابات شهر نوفمبر المقبل.

وقبل أكثر من أسبوع بقليل، حذر الرئيس السابق عمال صناعة السيارات فى ولاية أوهايو من «حمام دم» فى حال لم يفز فى انتخابات ،2024 وقد أثار اختياره هذه الكلمات الكثير من التعليقات حول ما إذا كان يتحدث فقط عن مصير صناعة السيارات إذا فاز بايدن بفترة ولاية ثانية، أو بشكل عام حول ما قد يفعله ناخبوه المحبطون فى حال خسارته، وعلى أية حال، فإن البحث عن الدقة أو الوضوح فى خطابات ترامب هو أمر لا معنى له.

ولكن هل يعتقد أحد حقًا أنه إذا خسر ترامب للمرة الثانية أمام الرئيس بايدن فإنه سيرحل بهدوء؟ لقد أشرف بالفعل على مذبحة دموية، تلك التى وقعت فى يوم 6 يناير 2021، وبدا أنه يستمتع بها كثيرًا.

وفى نفس اليوم الذى كان ترامب يصرخ فيه أمام عمال صناعة السيارات، أجرى كاتب السيرة الذاتية والتر إيزاكسون مقابلة مع عدوة الرئيس السابق النائبة الجمهورية السابقة عن ولاية وايومنج، ليز تشينى، فى مهرجان نيو أورليانز للكتاب.

وأخبرت تشينى إيزاكسون أنه خلال شهادتها أمام لجنة التحقيق بمجلس النواب فى 6 يناير، علمت أن الرئيس السابق، الذى كان يشاهد أعمال الشغب تتكشف على شاشة التليفزيون، لم يفعل شيئًا لوقفها حتى بعد إبلاغه بأن شخصًا ما قد أُصيب بالرصاص أثناء محاولته اقتحام مجلس النواب.

وأضافت تشينى: «نعلم أنه عندما تسلم ترامب تلك الرسالة فإنه وضعها على الطاولة أمامه وواصل مشاهدة الهجوم على شاشة التليفزيون، والآن، لا يهمنى إذا كان ديمقراطيًا أو جمهوريًا أو مستقلاً، فما حدث كان فسادًا، ولاشك فى ذلك.»

وفى كتابه الجديد، «عودة القوى العظمى»، نقل

محلل الأمن القومى البارز لدى شبكة «سى إن إن» جيم سيوتو عن كبير موظفى ترامب جون إف كيلى قوله إن الرئيس السابق كان يتحدث بشكل إيجابى عن الزعيم النازى أدولف هتلر، مضيفًا أنه قال له إن «هتلر فعل بعض الأشياء الجيدة» عندما حثه على التوقف عن الإشادة بدعاة الحرب النازيين.

وتابع كيلى: «من الصعب جدًا تصديق أنه لم يكن يعلم بالمحرقة، ومن الصعب جدًا فهم أنه لم يكن يعلم بمقتل 400 ألف جندى أمريكى فى المسرح الأوروبى».

ولكن من الصعب أيضًا تصديق أن هذا هو الرجل الذى يحاول الجمهوريون إعادته إلى البيت الأبيض مرة أخرى.

ترجمة - فاطمة زيدان

 ?? ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from Egypt