اكتشاف حفرية دولفين عاش قبل 16 مليون سنة
كتب- محمود عبدالوارث:
يُعد الدولفين الذى سبح فى مياه حوض الأمازون منذ 16 مليون سنة، منافسًا لأكبر حوت مسنن للمياه العذبة شهده العالم على الإطلاق.
يصل طول الوحش القديم إلى 3.5 متر، أى أكبر من دلافين نهر الأمازون الوردية التى يبلغ طولها 2.7 متر التى تتغذى أسماك الضارى المفترسة فى موطنها اليوم.
على الرغم من أنها أقصر بكثير من أكبر دولفين فى محيطات اليوم، إلا أن الأنواع المكتشفة حديثًا تسلط الضوء على التنوع البيولوجى القديم الموجود فى تاريخ الممر المائى.
ومن المثير للاهتمام أن الدولفين، المعروف باسم والمكتشف Pebanista yacuruna حديثًا، لا يرتبط ارتباطًا وثيقًا بدلافين الأمازون الحالية، ولكنها وُجدت فى نصف العالم بعيدًا فى نهرى الجانج والسند فى الهند وباكستان ونيبال وبنجلاديش.
يقول عالم الحفريات ألدو بينيتس بالومينو من جامعة زيوريخ السويسرية: «لقد اكتشفنا أن حجمها ليس هو الجانب الوحيد الملحوظ » . أضاف، بحسب ما نقله موقع « Science
»: «من خلال هذا السجل الأحفورى Alert المكتشف فى منطقة الأمازون، توقعنا العثور على أقرباء قريبين لدولفين نهر الأمازون الحى، لكن بدلاً من ذلك فإن أقرب أبناء عمومة بيبانيستا هم دلافين نهر جنوب آسيا » .
أوضحت الدراسة، التى أعدها علماء من جامعة زيورخ ونشرتها دورية « Science
»، أنه تم اكتشاف هذه الدلافين Advances من جمجمة واحدة عثر عليها مدفونة فى تكوين بيباس )طبقات أحفورية من عصر الميوسين تحافظ على بقايا العديد من الحيوانات القديمة التى كانت تجوب حوض الأمازون ذات يوم(، لكن تلك الجمجمة كافية لاستنتاج الكثير عن شكل الحيوان أثناء حياته.
وعلى الرغم من أنها غير مكتملة، إلا أنه لا يزال هناك ما يكفى من ملامح الجمجمة التى تمكن بينيتس وزملاءه من إجراء مقارنات مع حيوانات أخرى حية ومنقرضة. ومثل الدلافين النهرية الأخرى، يمتلك
خطمًا طويلًا، Pebanista yacuruna يساعده على اصطياد الأسماك التى تتغذى عليها فى الغالب والإيقاع بها، مما يشير إلى أنه كان لديه نظام غذائى مماثل. أما من أين أتت، فيعتقد الباحثون أن
بدأت كحيتانيات Pebanista yacuruna بحرية دخلت حوض الأمازون، ثم امتلأت بنظام من الأنهار والبحيرات نسميها الآن بيباس، بعدما وجدوا المكان خصبًا ومليئًا بالأشياء التى يمكن تناولها، انتقل الوافدون الجدد إلى الأبد، وتكيفوا وجعلوا أنفسهم فى المنزل تمامًا. لبضعة ملايين من السنين، كان كل شىء جيدًا فى أرض الدلافين.