الذكاء الاصطناعى.. والقدرات البشرية

يعرف الذكاء الاصطناعى بأنه الذكاء الذى تبديه الآلات والبرامج بما يحاكى القدرات الذهنية البشرية وأنماط عملها، ومن أهم هذه الخصائص هى القدرة على التعلم والاستنتاج ورد الفعل والتعرف على الصور.

ولقد بحث الإنسان على مر التاريخ على اختراع يمكنه أن يحاكى العقل البشرى فى نمط تفكيره، حيث حاول ذلك الفنانون والكتاب وصانعو الأفام ومطورو الألعاب، وعلى سبيل المثال ففى عام 1872 تحدث صموئيل بتلر فى روايته اريوهون عن الآلات والدور الكبير الذى ستلعبه فى تطور البشرية ونقل العالم إلى التطور والازدهار وعلى مر الزمان كان الذكاء الاصطناعى حاضرًا فى الخيال العلمى فتارة ما يسلط الضوء على فوائده المحتملة والمشرفة للبشرية وتارة أخرى يسلط الضوء على الجوانب السلبية المتوقعة ويصور على انه العدو الذى يعتزم اغتصاب الحضارة والسيطرة على البشر.

فى عام 2018 أصبح الذكاء الاصطناعى حقيقة لا خيال حيث تمت هذه التقنية على أرض الواقع حتى أصبحت أداة رئيسية تدخل فى صلب جميع القطاعات، وتقدم نفسها كمحرك قوى للتحولات الاجتماعية والتكنولوجية فى حياتنا اليومية: ويشمل استخدام لتطبيقات مجالات متعددة منها على سبيل المثال لا الحصر: 1- معالجة النصوص وتوليد محتوى نصى دقيق ومفهوم بما فيه أيضا معالجة اللغة وترجمتها. 2)) تكمن الابتكارات الرئيسية فى تحليل الصور والفيديو، التعرف على الأشكال والوجوه وحتى تحليل المشاعر المعبر عنها فى الصور. 3)) الكتابة بالذكاء الاصطناعى. (4) المساعدة على التنقل فى المدن وتجنب زحمة المرور. (5( استخدام مساعدين افتراضيين فى أداء المهام المختلفة. )6( مجالات الرعاية الصحية وخاصة فى مجال التشخيص بالأشعة والتحليل الباثولوجى وغيرها. (7) المركبات ذاتية القيادة والنقل.

التحليل المالى والتداول واكتشاف الاحتيال واستراتيجيات الاستثمار. وبذلك سيكون تأثير الذكاء الاصطناعى على حياتنا أكثر وضوحا وأكبر فائدة مما يؤدى إلى تحسين جودة حياتنا بشكل عام ومن المرجح أن تتعاظم تطبيقات هذه التقنية فى المستقبل وتشمل مجالات اكثر اتساعاً ولكن يبقى العنصر البشرى هو المسيطر وهو المحرك الذى لا غنى عنه فى صياغة حياة البشر ولكن ستستمر هذه الاختراعات والتقنيات فى مساعدة المخ البشرى وتؤدى بذلك دورها المنشود ولكن ينبغى للباحثين والقيادات السياسية فى الدول بالإضافة لإعطائها أولوية لتطبيق ابتكارات الذكاء الاصطناعى الحرص أيضا على إرساء قواعد وأطر تنظيمية قوية حتى نتأكد من وجود بيئة آمنة ومسؤولة عن الذكاء الاصطناعى، والله ولى التوفيق.

* وزير التعليم العالى الأسبق