Al Masry Al Youm

مقتل سائق على يد صديقه بسبب خلف على أولوية المرور

⏮والدة المجنى عليه: «عقلى راح منى».. والنيابة تأمر بالتحفظ على كاميرات المراقبة لتفريغها

-

كتب- محمد القماش:

«ده عقلى، نور عينى اللى بشوف بيها».. «أم علء»، سائق الميكروباص الذى قتله صديقه بطلق خرطوش بعد أذان المغرب فى شهر رمضان، تبكى «رحيل أول فرحتها»، تستنكر أن تروح روحه هدرًا، بسبب مشاجرة أخيه الأصغر مع ٣ شباب، أحدهم ابن خالة المتهم، عامل، على أولوية المرور بالطريق، «ولدى كان راكب العربية وجايبها لأخوه الكبير، قابلوه الشباب كانوا راكبين موتوسيكل واتخانقوا معاه»، استعانوا بأقاربهم وأصدقائهم وحضروا إلى محل سكننا فى المنشية بشبرا الخيمة فى القليوبية، بالأسلحة النارية والبيضاء، حيث وقعت الجريمة.

والدة «علء» إلى جوار زوجها، تجلس أثناء حكيه تفاصيل الجريمة، بينما صورة الابن البكرى، وشريط ذكريات طفولته يدور، ويسترجعان أحلمه «نفسى أشتغل فى شركة بدلاً من الميكروباص»، ولنيته قاللى: «هزوج أختى الصغيرة الأول وبعدين هجهز نفسى».

الأب حضر إلى مسكنه قبل الإفطار «قلت أريح ساعة»، وأعطى مفاتيح سيارته لابنه الأصغر «سعيد»، وقال له: «روح وهديها لأخوك )علء( فى الموقف، عشان يعمل له دورين لد المغرب».

فى تلك الأثناء، تقابل «سعيد» مع ٣ شباب

يستقلون «موتوسيكل»: «فضلوا يحدفوا عليا يمين وشمال»، يحكى: «اتخانقوا معايا، فاتصلت بأخويا )علء( وقلت له: )إلقنى فى عيال بيضربونى(،

وبمجرد حضوره إلى المكان وقوله لهم: )كل سنة وإنتوا طيبين إحنا فى أيام مفترجة(، حتى قطعوا الطريق بالدراجة النارية وأوقفوا الميكروباص،

وقالولى فى تهديد: )مش ده أخوك، مش هتمشى لا أنت ولا هو، ولا عربيتكم)».

«سعيد» استغل لخمة الشباب فى التعدى على أخيه، ولاذ بالفرار ب«الميكروباص»: «لسن يكسروه وتبقى مصيبة»، هكذا تصور، حتى نجح النّاس فى فض مشاجرتهم مع أخيه الأكبر، الذى عاد إلى منزلهما، حيث وجد أباه ينتظر قدومه عند ناصية الشارع، ليحكى له ما دار من أحداث، حزينًا: «بقول للى ضربوا أخويا كل سنة وإنتوا طيبين عورونى».

لم تمر ٣ دقائق، حسب والد «علء» و«سعيد»، «لقيت حوالى ٣٠ أو 4٠ شاب جايين ناحيتنا، وواحد فيهم عرفت اسمه فيما بعد وإنه صاحب ابنى الكبير ويُدعى )كريم شحتة(، شتمه وقاله: )الخناقة دى معاك أنت.. خلى بالك أنت اشتكلت مع ابن خالتى )عبدالل( وده زى أخويا(، وبعدها ضرب طلقة من بندقية خرطوش كانت بحوزته فجاءت فى بلكونة تقف بها إحدى السيدات فأحدث رعبًا بين الأهالى، الذين دافعوا عن أنفسهم بقذف المعتدى ومن معه بالطوب والجارة حتى تراجعوا».

تقهقر المعتدون مسافة ناصيتين، فيما عدا «كريم» الذى ظل على حاله واقفًا فى مواجهة ابنى «علء»، بينما كان يمسك بآلة حادة للدفاع عن نفسه ويعاتب صاحبه: «إنت رافع علىّ بندقية»، فرد عليه: «وأضربك كمان»، وفق الأب «أطلق عيارًا على صدر ابنى فوقع غارقًا فى دمه، وراح المستشفى يوم والتانى مات».

«الضهر والسند راح».. دوى صراخ والد «علء» بها، «كان بيشيل فى كل مصاريف البيت، أنا صاحب مرض، وبنزل أحيانًا شغل غصب عنى، ده رفض يخطب ويتزوج إلا لما يستر أخته الصغيرة الأول»، ويذكر ما كان يدونه ابنه الضحية «أنا علء اللو حبيب الكل»، يشير إلى حب الناس له «عمره ما جاب مشكلة مع حد».

أجهزة الأمن ضبطت المتهم الرئيسى «كريم» بحوزته أداة الجريمة، فيما تلحق باقى المتهمين الهاربين، ويطالب والد المجنى عليه ب«القصاص القانونى العاجل»، وإلى جواره زوجته، تائهة غير مصدقة ما دار فى لمح البصر «دفن العريس»، ترددها أثناء جنازته التى خرجت فجرًا بمسقط رأس الأسرة فى المنوفية «كانت زفة، والدنيا ليل، والمئات مشوا وراه».

النيابة العامة عاينت مسرح الجريمة وأمرت بالتحفظ على كاميرات المراقبة لتفريغها وبيان التقاطها صورًا للأحداث من عدمه، فضلً عن طلب تحريات المباحث حول الواقعة.

تحريات الشرطة الأولية توصلت إلى أن المتهمين تربصوا بالمجنى عليه وأعدوا لذلك الأسلحة النارية والبيضاء.

 ?? ?? شقيق المجنى عليه يشير إلى صورته
شقيق المجنى عليه يشير إلى صورته

Newspapers in Arabic

Newspapers from Egypt