Al Masry Al Youm

دفعنا ثمن هجوم الحوثيين فى غلاء معيشة اليمنيين

⏮«الحوثى» زرع ألغامًا بحرية واختطف سفينة «صافر» قبل الأحداث الجارية

-

■ هل انعكست هجمات البحر الأحمر بشكل مباشر على قضيتكم الأساسية؟

- الانعكاس الرئيسى على قضيتنا الأساسية أولًا كان انعكاسًا اقتصاديًا ومعيشيًا بالنسبة لليمنيين، كما أن تواجد هذه الأساطيل العسكرية من كل الدول فى البحر الأحمر ليس فى صالح اليمن وليس فى صالح المنطقة، حماية البحر الأحمر وشواطئ البحر الأحمر هى مسؤولية الدول المطلة على البحر الأحمر، نحن نعرف أن الملاحة الدولية والمياه الدولية هى أيضًا مسؤولية دولية، ولكن ينبغى أن تكون بالتنسيق مع دول المنطقة، والدليل على ذلك عندما بدأت القرصنة فى الصومال وتشكل التحالف الدولى لمكافحتها وتم القضاء عليها نهائيًا، تم عندما استعادت الدولة الصومالية عافيتها، وبالتالى استطاعت أن تسيطر على البر، وتمنع هذه القرصنة، وبالتالى نحن نؤكد للمجتمع الدولى والدول التى تحالفت الآن ومتواجدة فى البحر الأحمر أن الحل الوحيد لإيقاف التهديدات وتأمين البحر الأحمر هو دعم الحكومة الشرعية اليمنية وقدراتها، لكى تستعيد المناطق الواقعة تحت سيطرة الميليشيات الإيرانية، والتى تهاجم اليوم الملاحة الدولية.

■ هل هذا هو سبب عدم مشاركة اليمن فى تحالف حماية الازدهار؟

- نعم لم نشارك فى التحالف البحرى الذى تقوده الولايات المتحدة ضد القوات المسلحة اليمنية الموالية لأنصار الله الحوثيين رغم أنه طُلب منا ذلك، لأننا ندرك أن إيقاف هذه التهديدات وحماية الملاحة الدولية لن يتم إلا بوجود مسؤولية وطنية تتحمل مسؤوليتها الحكومة الشرعية، لأنها هى المسؤولة عن حماية السيادة اليمنية، الشىء الثانى أنه لابد أن يكون هناك دعم لقدرات الحكومة اليمنية لكى تقوم بحماية الشواطئ اليمنية، والسيطرة على المناطق التى تنطلق منها هذه الصواريخ والمُسيرات من قبل الميليشيات الإيرانية فى مناطق سيطرتها، هذا هو الضمان الوحيد، لأن الخطر لا يأتى من البحر ولكن من البر، وبالتالى الضمان الوحيد هو السيطرة على البر لكى نوقف انطلاق هذه الصواريخ وهذه الطائرات المسيرة.

■ هل إرادة الغرب فى مساعدة الشرعية اليمنية إرادة غير مكتملة أو رغبة غير قوية فى مساعدتكم للتصدى للحوثيين؟

- نحن نأمل من المجتمع الدولى كله أن يدعم الحكومة الشرعية، وهذا هو الخيار، وأعتقد أن هذا هو الخيار الوحيد للمجتمع الدولى، وبغض النظر عن العلاقات الاستراتيج­ية والصراعات الدولية، فإن الحكومة الوطنية أو الحكومة الشرعية اليوم ليست مع أحد، نحن لسنا طرفًا فى الصراعات الدولية القائمة، نحن علاقاتنا مع الدول كلها متوازنة، نريد أن نستعيد الدولة اليمنية لكى نحقق مصالحنا، وفى نفس الوقت نحافظ على مصالح هذه الدول فى المنطقة، سواء الدول الشقيقة فى المنطقة، وفى المقدمة السعودية ودول الخليج ومصر، هذه لها مصالح استراتيجية فى المنطقة، وأيضًا نحافظ على مصالح المجتمع الدولى كله، ونحن دائمًا متوازنون فى علاقاتنا الدولية عبر التاريخ، وبالتالى أنا أعتقد أن المجتمع الدولى ليس لديه خيار إلا أن يدعم الحكومة الشرعية لكل تستعيد الدولة، وبالتالى تحقق المصالح الوطنية كدولة وطنية، وتحتفظ أيضًا بمصالح الدول، سواء الدول الشقيقة أو الصديقة فى المنطقة، والمجتمعات الغربية أو المجتمع الدولى يقيس أحيانًا مواقفه على مصالحه فى المنطقة وفى مناطق أخرى، وأنا متفائل، نحن نحافظ على وحدة المجتمع الدولى، خاصة الدول دائمة العضوية فى مجلس الأمن، والقرار الأخير الذى صدر من مجلس الأمن بالإجماع كان رائعًا، وطالب بدعم الحكومة اليمنية فى مجال خفر السواحل، وأنا أعتقد أن هذه خطوة للانتقال إلى مرحلة دعم الجيش اليمنى.

■ «الحوثى» يقول إن هجمات البحر الأحمر دعم للفلسطينيي­ن فى غزة.. كيف تنظرون إلى هذا الربط؟

- هذا الأمر هو يخاطب به العامة للأسف، والعامة لا يدركون الأبعاد السياسية لمسألة العلاقة بين الهجمات التى يقوم بها الحوثيون أو الميليشيات الإيرانية خدمة لأهداف إيران فى المنطقة، والكل يدرك- أو ربما الناس لا يعرفون فى المنطقة العربية- أن «الحوثى» كان يهاجم البحر الأحمر قبل غزة، واختطف سفنًا، وزرع ألغامًا بحرية فى البحر الأحمر، واختطف السفينة العائمة «صافر» التى كان فيها أكثر من مليون برميل نفط وهدد بتفجيرها لكى يلوث البحر الأحمر، وعمل أشياء كثيرة جدًا قبل هذا، ولكن إيران اختارت التوقيت، لكى تربط بين أوضاع غزة والهجمات على البحر الأحمر، ولكنها تريد أن تثبت للغرب أن البحر الأحمر أصبح بحيرة إيرانية، وهذا الكلام أُعلن من قبل الإيرانيين،

والحرس الثورى الإيرانى أعلن أن ما حدث فى ٧ أكتوبر الماضى هو رد على مقتل قاسم سليمانى، الذى كان يشغل منصب قائد فيلق القدس، وإذا كانت الميليشيات الإيرانية حريصة على رفع الحصار عن غزة، طيب ارفعوا الحصار عن اليمنيين فى الداخل.. ضربوا منشآت النفط، وأوقفوا تصديره، وقطعوا الطرق بين المدن، ويحاصرون تعز لأكثر من 8 سنوات الآن، ويرفضون فك الحصار عنها، وبها أكثر من 4 ملايين شخص، يُحاصرونهم من كل الاتجاهات، ويمنعون حتى دخول المواد الغذائية إليها، ولهم منفذ واحد هو الذى يأتى إلى عدن إلى المناطق الشرعية، فإذا كانوا صادقين برفع الحصار عن البعيد فليبدأوا برفع الحصار عن القريب، عن إخوانهم، والذى لا يكون لأهله لن يكون للبعيد.

■ هل خلافكم مع الحوثيين خلاف سياسى؟

- على الإطلاق، خلافنا مع «الحوثى» ليس خلافًا سياسيًا، والدليل أننا اتفقنا معه اتفاقات سياسية متعددة، بدءًا من اتفاقيات الحروب الست التى تمت بوساطة قطرية فى 200٧، إلى مشاركتهم فى مؤتمر الحوار، إلى اتفاق السلم والشراكة، إلى اللقاءات فى جنيف وبرن والكويت، إلى اتفاقيات ستوكهولم، إلى اتفاقيات الهدنة، كل هذه الاتفاقيات لم يلتزم «الحوثى» بأى بند من بنودها على الإطلاق، كان يأخذ ما يحقق مصالحه، ولا ينفذ ما يخص اليمنيين الآخرين، فهو لا يريد شراكة، هو يعتقد أن الله اصطفاه لحكم البشر، وبالتالى لا يريد أن يشاركه أحد، فهم يقولون فى ملازمهم إنهم اصطفاهم الله لحكم البشر، وبالتالى فإن الحكام العرب أو المسلمين هم مغتصبون لهذه السلطات فى مناطقهم، ويجب أن تتحرر هذه المناطق لكى يحكمها من يعتقدون أنهم منتسبون لآل البيت.

■ الحوثيون موجودون فى صنعاء، يحكمون صنعاء، وربما يسيطرون على 20 % فقط من الأراضى اليمنية، أليس كذلك؟

- صحيح، هم يسيطرون على 20% من الأراضى اليمنية، وبقية المناطق نحن نسيطر عليها تقريبًا إجمالًا، ولكن عندهم كثافة سكانية فى المناطق الواقعة تحت سيطرتهم، وبالتالى يقومون بحشد الناس بالقوة، الآن يجندونهم لصالح الأقصى، كما يقولون، ويأخذون هؤلاء ويدفعون بهم إلى الجبهات لمواجهة الحكومة الشرعية، أمس لدينا 12 شهيدًا و11 جريحًا فى كرج، إذًا أين القدس؟ هل القدس فى كرج؟ فى محافظة لحج؟ هل القدس فى شبوة؟ هل القدس فى تعز؟ هل القدس فى المخا؟ فى الحديدة؟ فى صعدة؟ فى مأرب؟ الهجمات متكررة يوميًا، ولدينا شهداء وجرحى بشكل يومى من قبل الميليشيات وهجماتها اليومية.

 ?? ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from Egypt