Al Masry Al Youm

حددت مصير العالم ومنها انتشرت الديانات السماوية

⏮المدينة كانت موجودة قبل «الإسكندر» وتم تأسيسها عمرانيا باسم «راقودة» وهى منطقتا كرموز وكوم الشقافة

- الإسكندرية- رجب رمضان:

تشهد مدينة الإسكندرية، عروس البحر الأبيض المتوسط، فى شهر إبريل، ذكرى تأسيسها ال2356، وهى المناسبة التى تمثل لأهالى المدينة، حدثا تاريخيا مهما، حيث جرى تأسيس مدينة الثغر، فى 7 إبريل من عام 332 قبل المياد، وكان اسمها راقودة أو راكوتا، ومكانها الآن، «كوم الشقافة وكرموز»، لتحتفل الإسكندرية بذكرى تأسيسها رسمياً اليوم.

وقال أحمد عبدالفتاح، عميد الأثرين فى الإسكندرية، المشرف العام على متاحف ومواقع الإسكندرية الأثرية السابق، إن تأسيس المدينة، كان إيذاناً بأحداث عظمى فى تاريخ العالم والبشرية، كونها نقلت التاريخ والحضارة كلها من عصر العالم القديم، عصر الفراعنة للخروج للعالم كله واستشراف المستقبل العالمى، لأن الإسكندرية توسطت الفترة ما بن العصر الفرعونى، أو السيادة القومية إلى العالمية والكوزوموب­وليتانية، ليصبح العالم كله فى مدينة واحدة.

وأوضح فى تصريحات ل«المصرى اليوم»، أن المدينة الساحلية، أرست قواعد وأسس النهضة العلمية والفكرية والفلسفية والأدبية للعالم كله من هنا، فضا عن أنها شهدت أحداثاً غيرت تاريخ العالم كله، وحددت مصير العالم، فلولا الإسكندرية لما ترجمت التوراة من العبرية الشرقية إلى اللغة اليونانية ثم إلى اللغات الحية فى العالم، ولما عرف العالم الديانة اليهودية نهائياً، فضا عن أنها حددت مصير الديانة اليهودية فى الإسكندرية، وفى الإسكندرية جاء القديس مارمرقس، الديار المصرية، للتبشير بالمسيحية فاحتضنته وساعدته على نشر رسالته وأصبحت المقر البابوى الذى لا يزال يتسلسل عليه الآباء البطاركة للكنيسة القبطية الأرثوذكسي­ة، ولولا الإسكندرية لما انتشرت المسيحية فى العالم كله.

وأشار إلى أن الإسام لم ينتصر ويترسخ كديانة عالمية من الأندلس غرباً إلى فيينا شرقاً، إلا عندما دخل عمرو بن العاص، الإسكندرية، ثم مصر كلها، فحددت مصير الإسام وانتشاره، لذلك يطلق عليها مدينة الأقدار، مشيراً إلى أنه على المستوى المحلى المصرى فإن الإسكندرية غيرت تاريخ مصر كله ونقلته نقلة جذرية، فمن هنا خرج الخديو إسماعيل ثم الخديو عباس حلمى الثانى ثم الملك فاروق من مصر، مما أدى إلى حدوث تغيير جذرى فى تاريخ مصر بالكامل.

ولفت عبد الفتاح إلى أن الإسكندرية كانت موجودة قبل الإسكندر، وتم تأسيسها عمرانيا وتخطيطا، حيث كانت موجودة باسم راقودة وهى منطقتا كرموز وكوم الشقافة، وعلى الرغم من أنها تمثل عبقرية المكان فى حيز ضيق جداً من الوطن لكنها تمثل العقل المصرى لأنه عقل بحر متوسط، وهى متوسطة ما بن بوابة أوروبا والعالم كله إلى قارة إفريقيا بحرياً، وهى مدينة جاذبة موقعها يتميز بمحفزات مهمة جعلها على الطرف الغربى الشمالى فى موقع منعزل من الدلتا وبعيدة عن فرع النيل ولا يأتيها الطمى ما ساعد على وجود أكبر ميناء فى البحر المتوسط بها وهو ميناء الإسكندرية والدخيلة.

وقال إنها مدينة لا مثيل لها فى العالم، ولعبت أدوارا فى تاريخ العالم لم تلعبها أى مدينة أخرى.

 ?? ??
 ?? ??
 ?? ??
 ?? ??
 ?? ??
 ?? ??
 ?? ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from Egypt