Al Masry Al Youm

«إنت محدش بيعمل لك حساب»!

خلاف بشأن شن هجوم على رفح الفلسطينية وتداعيات الصراع الإيرانى- الإسرائيلى

- نظرة أخرى عبد اللطيف المناوى ‪menawy@ gmail. com‬

هل ما يحدث بين إيران وإسرائيل سيناريو معد سلفًا؟ لو كان ذلك كذلك، هل لنا أن نسأل عن الدور العربى فى هذا السيناريو؟ هل سيكون العرب بطلًا فى السيناريو أم أصحاب دور ثانوى )سنيد(، أم سيكتفون بدور المجاميع أو )الكومبارس( الصامت أم هم مجرد «لوكيشن» تجرى فيه عمليات تصوير السيناريو؟

العديد من التسريبات الكاذبة والحقيقية والمجتزأة خرجت هنا وهناك. آلاف المحللين «الفيسبوكيي­ن» وخبراء الشاشات خرجوا علينا بنظريات ومعلومات بعضها لا يعلمها سواهم. لكن القاسم المشترك هو الغياب العربى عن أى فعل فيما يقع فى منطقة تسمى مجازًا ب«المنطقة العربية.»

صحيفة «معاريف» العبرية تحدثت عما وصفته ب«صفقة سرية» بين إيران والولايات المتحدة الأمريكية، فيما يخص طبيعة الرد الإيرانى على اغتيال إسرائيل القيادى فى الحرس الثورى الإيرانى، محمد رضا زاهدى، فى هجوم القنصلية الإيرانية بدمشق.

وقالت الإعلامية الإسرائيلي­ة ليزار مارجليت، فى مقال رأى لها، إن إيران لم تفشل فى هجومها على إسرائيل، وإن القراءة الصحيحة للوضع هى أن إيران كانت تستهدف الفشل، مضيفة أن فى طهران أناسًا عقلانيين، يعرفون بالضبط ما يفعلونه، لقد تم التخطيط لكل خطوة بشكل جيد، وفى التوقيت المناسب مع الأمريكيين.

انتصار إيران وصفته الإعلامية الإسرائيلي­ة فى الجنون الذى كان بإسرائيل، وفى الجمهور، وفى وسائل الإعلام، على حد سواء، فى الترقب المتوتر للرد الإيرانى، وفى التكهنات التى لا نهاية لها، فى إلغاء المدارس، لقد كان النصر الكبير على إيران فى القدرة على تعطيل الروتين الإسرائيلى اليومى.

تدرك إيران جيدًا القدرات الدفاعية الجوية الإسرائيلي­ة، تدرك إيران أيضًا أن 7 ساعات هى وقت كافٍ لاعتراض أى صاروخ أو طائرة مُسيرة ترسلها من أراضيها نحو إسرائيل، تدرك إيران أيضًا أن وضعها الداخلى وصورتها أمام العالم لا تتحمل فكرة عدم الرد، لكنها فى الوقت ذاته تدرك أنها لا تود إلحاق ضرر كبير بإسرائيل، التى تدرك هى الأخرى أنها ربما لن ترد، وسيُغلق الأمر على هذا الحال.

الطرفان أو الثلاثة، بدخول الولايات المتحدة كشريك فى السيناريو، يدركون طبيعة الأحداث، تأخرت إيران فى الرد، لكنه رد مثير بإطلاق صواريخ ومسيرات من أراضيها إلى تل أبيب، كان ردًا رمزيًا فى الأساس، ولكن خلاصته أن إيران ردت، وهى تعلم أنه لا الوقت ولا الحكمة تدفعانها لإشعال صراع مباشر مع إسرائيل أو أمريكا، هى تدرك كذلك أن حرب الوكالة تحقق لها الفائدة التى ترجوها.

إسرائيل فى السيناريو بطل بكل تأكيد، أو بالأحرى نتنياهو، الذى يبتعد رويدًا رويدًا عن حل الإقالة، فالداخل الإسرائيلى يحتم الوحدة خلفه الآن، وبالتالى هو استفاد من السيناريو الموضوع، لاسيما أنه كذلك أظهر أن دفاعاته لا تُقهر.

كل طرف فى السيناريو يضع فى اعتباره شكله وصورته، بل وصورة الآخر أيضًا من الفاعلين، ويبقى الطرف العربى مثل الإعلان الذكى عن أحد البنوك الذى يقول: «إنت محدش بيعمل لك حساب .»

كتب- ممدوح ثابت:

كشفت صحيفة «وول ستريت جورنال»، الأمريكية، عن خلافات عميقة بين قادة مجلس الحرب الإسرائيلى بشأن شن هجوم على مدينة رفح المكتظة بالنازحين جنوبى قطاع غزة.

ويعتبر مجلس الحرب أضيق هيئة سياسية وأمنية فى إسرائيل، وهو معنى باتخاذ القرارات السياسية زمن الحرب، ويضم المجلس- الذى تشكل بعد عملية طوفان الأقصى- كلا من رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يوآف جالانت ورئيس هيئة الأركان السابق بينى جانتس، ويشارك فى المجلس- بصفة مراقب- كل من قائد الأركان السابق غادى آيزنكوت، ووزير الشؤون الاستراتيج­ية رون ديرمر.

وقال «نتنياهو» إنه حدد موعدا لبدء الهجوم على رفح، فيما رفض «جالانت» المضى بالعملية دون التوصل لاتفاق حولها مع الإدارة الأمريكية التى تريد خططا واضحة لحماية المدنيين، وفق مصادر مطلعة نقلت عنها الصحيفة، ناهيك أن «نتنياهو وجالانت وجانتس» يختلفون حول مرحلة ما بعد الحرب فى غزة، إذ يريد رئيس الوزراء الإسرائيلى أن يكون للسلطة الفلسطينية دور مستقبلى فى غزة، وأن يتعاون الجيش مع قادة العشائر هناك، فى حين يرفض عضوا مجلس الحرب الآخران ذلك.

وقال مسؤولون إسرائيليون للصحيفة إن جالانت أكد، خلال اجتماعات مجلس الحرب، أنه يفضل «الفوضى فى غزة» على أن يحكم الجنود الإسرائيلي­ون قطاع غزة مستقبلا.

وقالت الصحيفة إن القادة الثلاثة يختلفون حول كيفية الرد على أول هجوم مباشر لإيران على إسرائيل، مما سيحدد ما إذا كانت الحرب على غزة ستتحول لمعركة إقليمية أكبر مع طهران وتشكّل علاقات إسرائيل مع الولايات المتحدة لعقود من الزمن. وأشارت مصادر إسرائيلية إلى أن طبيعة العلاقة ما بين الرجال الثلاثة تزيد من خطر «سوء تقدير الموقف» بما يتعلق بالصراع الإيرانى الإسرائيلى- وفق الصحيفة.

وأكدت الصحيفة، نقلا عن مستشار الأمن القومى الإسرائيلى السابق غيورا إيلاند، أن انعدام الثقة بين القادة الثلاثة واضح للغاية، وسط محاولات جالانت وجانتس استبعاد نتنياهو من القرارات وإصرار نتنياهو على توجيه الحرب بنفسه.

كما قال مسؤولون إسرائيليون للصحيفة إن نتنياهو لم يطلع جالانت وجانتس بشأن قراراته بالملفات الرئيسية فى المفاوضات وإدخال المساعدات لغزة والعمليات العسكرية فى القطاع.

وذكر المسؤولون أن رئيس الوزراء الإسرائيلى أراد تعيين مسؤول عن المساعدات الإنسانية فى غزة يقدم تقاريره مباشرة إلى مكتبه، متجاوزا وزير الدفاع.

 ?? ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from Egypt