Al Masry Al Youm

شظايا أحفورية تقود العلماء إلى «وحش بحرى»

-

كتبت - آية كمال:

الأجزاء الغامضة من العظام المتحجرة التى يُقترح أنها من مخلوق يقترب من حجم الحوت الأزرق يمكن أن تكون من الناحية الفنية قد تركها أى واحد من عدد من العمالقة المنقرضن منذ فترة طويلة.

بحسب ما ذكره موقع science« alert»، اكتشف العلماء فى ألمانيا الآن طريقة محتملة لتحديد نوع العملاق الذى يقفون أثره، وخلصوا إلى أنهم كانوا ذات يوم داخل حيوانات البحر الحقيقية، الزواحف البحرية التى تتنفس الهواء والمعروفة باسم الإكثيوصور­ات.

ازدهرت الإكثيوصور­ات فى المحيطات منذ أكثر من مائة مليون سنة، وبدت هذه الحيوانات المفترسة المخيفة أشبه بالدلافن الشريرة، حيث يتراوح حجمها من متر أو اثنن إلى حوالى 20 مترًا، وتم اكتشافها لأول مرة فى بريستول عام 1850، وقد حيرت عظامها العلماء إلى حد كبير منذ ذلك الحن.

ويقول الخبراء إن معظم الإكثيوصور­ات العملاقة يتم تمثيلها بمواد «غير مكتملة ومفككة ومجزأة إلى حد مؤسف،» ما لم يظهر الهيكل العظمى المتحجر للإكثيوصور محفوظًا جيدًا بشكل استثنائى من خلال بعض الصدف النادرة جدًا، غالبًا ما يكون من الصعب على علماء الحفريات معرفة من أين أتت الحفريات المجزأة.

وحتى اليوم، لا يقبل جميع الخبراء أن العظام المختلفة الموجودة فى جميع أنحاء أوروبا تنتمى إلى الإكثيوصور­ات، ويقترح البعض أنها مستمدة من الحيوانات المفترسة المنقرضة الشبيهة بالتماسيح، أو حتى الديناصورا­ت التى تعيش على الأرض، المعروفة أو غير المعروفة.

وبالنظر من خلال مجهر خاص، اكتشف علماء الحفريات مارسيلو

بيريللو ومارتن ساندر، من جامعة بون فى ألمانيا، طريقة لمعرفة الفرق، ويقولون إن البنية المجهرية للأنسجة الموجودة فى عظم الفك المتحجر هى هبة ميتة.

يوضح بيريللو، الذى يجرى البحث فى أطروحة الماجستير الخاصة به: «إن عظام الأنواع المتشابهة عمومًا لها بنية مماثلة، وبالتالى يمكن استخدام علم العظام لاستخلاص استنتاجات حول المجموعة الحيوانية التى نشأ منها الاكتشاف».

ولاختبار هذه الفكرة، قام بيريللو بوضع العديد من عظام فك الإكثيوصور المفترضة والتى لم يتم تصنيفها رسميًا بعد تحت المجهر.

إلى جانب عظام الإكثيوصور­ات المؤكدة، أظهرت هذه الفكوك الغامضة خيوطًا طويلة من الكولاجن الليفى التى تم نسجها بنمط فريد ومشترك.. وهذا يشير إلى أنهم ينتمون إلى نفس المجموعة الحيوانية.

وحتى حفريات الإكثيوصور­ات الموجودة فى كندا كانت تحمل نمطًا مشابهًا لتلك الموجودة فى أوروبا. يقول بيريلو: «لم يتم العثور على هذا الهيكل فى العينات الأحفورية من المجموعات الحيوانية الأخرى التى قمت بدراستها، لذلك يبدو من المحتمل جدًا أن الأجزاء المعنية تنتمى أيضًا إلى الإكثيوصور، وأن النتائج تدحض الادعاء بأن العظام تأتى من ديناصور يعيش على الأرض».

وقد اشتبه علماء آخرون فى أن هذا قد يكون هو الحال، لكن حججهم كانت تعتمد فى الغالب على الشكل، ومقارنة عظام الإكثيوصور­ات المعروفة بالعظام المشتبه بها. وخلص الباحثون إلى أن نمط الأنسجة المجهرية فى العظام لا يتطابق مع الديناصورا­ت الصربوديات أو ستيجوسورس أو غيرهما من الديناصورا­ت التى تعيش على الأرض.

 ?? ?? تصميم للكائن البحرى العملاق
تصميم للكائن البحرى العملاق

Newspapers in Arabic

Newspapers from Egypt