Al Masry Al Youm

خبير اقتصادى: لا يساهم فى توزيع الأحمال ويزيد من معدل الاستهلاك

-

مع اقتراب موعد تطبيق التوقيت الصيفى 2024، بتقديم الساعة بمقدار 60 دقيقة، يتساءل الكثيرون عن جدوى عودته مرة أخرى، وتأثيره على الاقتصاد. بدأ تطبيق التوقيت الصيفى لأول مرة فى مصر عام 1945 فى عهد الملك فاروق الأول، بهدف ترشيد استهلاك الطاقة أثناء الأزمة الاقتصادية التى ضربت مصر والعالم خلال الحرب العالمية الثانية، وما تبعها من ارتفاع أسعار المحروقات. واستمر تبادل قرارات العمل وإلغاء التوقيت الصيفى على مدار السنوات الماضية، حتى عاد بمنتصف مايو 2014 واستمر لمدة عام واحد، وذلك فى ظل أزمة الطاقة التى كانت تعيشها مصر فى هذا التوقيت. توقف مرة أخرى فى العام التالى بشكل نهائى بقرار من رئيس الوزراء السابق إبراهيم محلب، لكنه عاد مجددًا العام الماضى بعد موافقة مجلس النواب المصرى بصفة نهائية على مشروع قانون حكومى بشأن إقرار تطبيق التوقيت الصيفى، وذلك سعيًا من الحكومة لترشيد استهلاك الطاقة. يقول الدكتور مدحت نافع، الخبير الاقتصادى، إن التوقيت الرسمى هو التوقيت القائم حاليًا الذى يطلق عليه التوقيت الشتوى، أما التوقيت المُصطنع فهو التوقيت الصيفى، والذى يعنى تغيير التوقيت الرسمى فى البلاد بتقديم عقارب الساعة لمدة 60 دقيقة لتحقيق هدف معين مثلما يحدث فى أوروبا.

وشرح ل«المصرى اليوم»: «يكون التوقيت الصيفى مفيدًا عندما يحقق أهدافه المرجوة التى تتمثل فى زيادة ساعات النهار للاستفادة من ضوء الشمس وتوفير الطاقة عن طريق تقليل الإضاءة، وهو ما تستفيد منه الدول الأوروبية، ولكن كما تعطى الشمس ضوءًا فهى تعطى حرارة، وفى مصر والبلاد العربية فإن حرارة الشمس، خاصة فى ظل الاحتباس الحرارى يكون ضررها أكثر من ضوئها».

وأضاف «نافع» أن تطبيق التوقيت الصيفى يعنى زيادة ساعات العمل فى الطقس الحار واستخدام «التكييفات» بشكل مفرط وهو ما

يزيد من معدل استهلاك الطاقة. وتابع «الخبير الاقتصادى» أن التوقيت الصيفى فى مصر أضراره أكثر من نفعه، فهو حتى لا يساهم فى توزيع الأحمال ولا تخفيفها بل إنه يزيد من معدل الاستهلاك، لأن معدل استهلاك الطاقة الطبيعى قبل تغير الساعة فى المنازل أكثر من قطاعات الأعمال المختلفة، وعند تطبيق التوقيت الصيفى وزيادة ساعات العمل خلال الفترة الصباحية فى المصانع والشركات فذلك يعنى مضاعفة معدل استهلاك الطاقة فى الصباح والمساء. وأشار إلى أنه عند التحدث بالمنطق فنحن لم نستفد أى شىء من التوقيت الصيفى، بل إن الضرر المتوقع أكثر من عدم الاستفادة، لذلك فنحن بحاجة إلى عمل دراسات ومقارنة موسمية لاستخلاص الأرقام ومعرفة معدل استهلاك الطاقة للتأكد من أن التوقيت الصيفى لم يحقق أهدافه المرجوة. وفكرة أن التوقيت الصيفى غير مفيد، وأن تطبيقه أقرب للضرر من النفع لا يتفق عليها الدكتور مدحت نافع وحده، حيث أكد الدكتور هانى النقراشى، مستشار رئيس الجمهورية للطاقة، فى تصريحات متلفزة سابقة، أن نظام التوقيت الصيفى غير مفيد على الإطلاق. وأوضح «النقراشى» أن استهلاك الطاقة ارتفع عقب تطبيق التوقيت الصيفى بنحو %20، كما اتهم إعادة تطبيق نظام التوقيت الصيفى بالتسبب فى أزمة انقطاع الكهرباء التى تعانى منها مصر حتى وقتنا الحالى. وبدأت أزمة انقطاع الكهرباء بعد أن نجحت الدولة فى تحقيق الاكتفاء الذاتى من الغاز المستخدم لتغذية محطات الطاقة التقليدية، مع تصدير الكميات الفائضة عن الاستهلاك الأساسى، إضافة إلى الغاز المستورد للاستفادة من سعر الغاز المرتفع فى تدبير عملة صعبة فى ظل أزمة شح الدولار التى ضربت البلاد منذ اندلاع الحرب الروسية فى أوكرانيا فى فبراير 2022.

 ?? ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from Egypt