Al Masry Al Youm

أسئلة حول الشيخوخة والخلود

منذ عقود يحاول العلماء فهم حقيقة الموت، أملً فى إطالة العمر وصولً للخلود

- أمانى محمد

الموت حقيقة مؤكدة فى حياة كل شخص، ولكن منذ عقود يحاول العلماء فهم حقيقة الموت، أماً فى إطالة العمر وصولًا للخلود، فيما يحاول آخرون خداع الموت والبحث عن أفضل السبل لعمر أطول- حسب اعتقادهم. وفى كتاب جديد بعنوان «لماذا نموت: العلم الجديد للشيخوخة والسعى إلى الخلود،» يستعرض عالم الأحياء الجزيئى الأمريكى الحائز على جائزة نوبل، فينكى راماكريشنا­ن، الأبحاث السابقة والمتطورة للكشف عن النظريات الطموحة والقيود العملية لطول العمر.

فى البداية، يقول المؤلف إن البشر الآن يعيشون ضعف ما كانوا يعيشونه قبل 150 عامًا، بسبب زيادة المعرفة حول الأمراض وانتشارها، فهل يؤشر ذلك إلى احتمالية مضاعفة أعمارنا ثاثة أو أربعة مرات مرة أخرى؟، وفى مقابلة مع وكالة «سى إن إن،» يوضح العالم أن الشيخوخة هى تراكم الأضرار الكيميائية التى تلحق بالجزيئات داخل الخايا، مما يؤدى إلى إتاف الخايا نفسها، وبالتالى تلف الأنسجة، ثم نهاية الكائن الحى، موضحا أن الشيخوخة تبدأ عندما يكون الشخص فى الرحم، رغم أن تلك المرحلة ينمو فيها الإنسان بشكل أسرع من تراكم الضرر، إلا أن الشيخوخة تحدث طوال الحياة منذ البداية.

ويشير إلى أن الجسم طور الكثير من الآليات لتصحيح الأضرار المرتبطة بالعمر التى تلحق بالحمض النووى وأى بروتينات ذات نوعية رديئة ينتجها، وبدون طرق لتصحيح هذا النوع من المشاكل، فلن يمكن للإنسان أن يعيش أبدا كل تلك السنوات، لكن بمرور الوقت يصبح الضرر أكثر من قدرته على الإصاح، وبالتالى يموت الإنسان.

ويوضح أنه إذا أصبحت العضات ضعيفة للغاية لدرجة أن القلب يتوقف عن النبض فلن يتمكن من ضخ الدم الذى يحتوى على الأكسجن والمواد المغذية التى تحتاجها الأعضاء ويموت الإنسان، موضحا أنه عندما يموت الإنسان فإن معظم الأعضاء لا تزال على قيد الحياة، ولهذا يمكن التبرع بأعضاء ضحايا الحوادث لمتلقى عمليات زرع الأعضاء. ويضيف أن أعمار جميع الكائنات الحية تتراوح من بضع ساعات أو أيام بالنسبة للحشرات إلى مئات السنن بالنسبة لبعض الحيتان وأسماك القرش والساحف العماقة، أما فى البشر فقد يبلغ أقصى عمر للإنسان حوالى 120 عامًا، بسبب عمليات الشيخوخة وعلم الأحياء.

ويشير إلى وجود بعض التجارب على الفئران لإعادة البرمجة الخلوية، بحيث تتمكن الخايا من العودة إلى النمو، بشكل جزئى، لتكون لديها القدرة على تجديد الأنسجة، حيث أنتج العلماء فئرانًا ذات عامات دم أفضل وفرو وجلد وعضات أفضل، إلا أنه غير متأكد من مدى سهولة ترجمة ذلك إلى شىء مفيد للبشر، موضحًا أن هناك عاقة بن أعمار الآباء وأعمار أطفالهم، لكنها ليست مثالية، حيث أظهرت دراسة أجريت على 2700 توأم دنماركى أن الوراثة لا تمثل سوى حوالى 25 ٪من العمر، لكن الباحثن وجدوا أن الطفرة فى جن واحد فقط يمكن أن تضاعف عمر نوع معن من الديدان، من الواضح أن هناك عنصرًا وراثيًا، لكن التأثيرات والآثار معقدة.

ويوضح أنه يزداد خطر إصابتنا بالسرطان مع تقدم العمر، بسبب تراكم العيوب فى الحمض النووى والجينوم، والتى تسبب أحيانًا خلاً فى الجينات يؤدى إلى الإصابة بالسرطان، مشيرا إلى أن العديد من أنظمة الإصاح الخلوى مصممة لتجنب الإصابة بالسرطان فى وقت مبكر من الحياة، وقد تسبب أيضًا الشيخوخة فى وقت لاحق، لأن بعض الخايا قد تستشعر الفجوات فى الحمض النووى، والتى قد تسمح للكروموسوم­ات بالانضمام

بطريقة غير طبيعية، مما قد يؤدى إلى السرطان، ولمنع هذا الارتباط، إما أن تقتل الخلية نفسها أو تدخل فى حالة تسمى الشيخوخة، حيث لم تعد قادرة على الانقسام، وهو إجراء حمى الكائن الحى، لكن تراكم تلك الخايا الهرمة هو أحد الطرق التى نتقدم بها فى السن. ونصح بعدة ممارسات لتجنب الشيخوخة، ومنها تجنب التوتر، الذى يخلق تأثيرات هرمونية تغير عملية التمثيل الغذائى ويمكن أن تسرع الشيخوخة، وكذلك الحصول على قسط كاف من النوم، وتناول مجموعة متنوعة من الأطعمة الصحية باعتدال لمنع المخاطر الصحية للسمنة، وكذلك ممارسة التمارين الرياضية لتجديد الميتوكوند­ريا، وهى مراكز القوة فى الخايا، والتى توفر الطاقة.

ويوضح أن الحياة على الأرض تستمر مع قدوم الأفراد وذهابهم، وأنه علينا أن نقبل أن هذا جزء من مخطط الأشياء، وأن البحث عن الخلود هو سراب، فقبل مائة وخمسن عاما كان من الممكن أن تتوقع أن تعيش حتى سن الأربعن تقريبا، واليوم، يبلغ متوسط العمر المتوقع حوالى 80 عاما، وهو ما يشبه تقريبا إضافة حياة، ولكن إذا عاش الإنسان حتى سن 150 عامًا، فسيشعر بالقلق بشأن سبب عدم عيشه حتى سن 200 أو 300 عام، فهو أمر لا ينتهى أبدًا.

مع التطور التكنولوجى المستمر، ما زال العلماء يبحثون عن طرق جديدة للتواصل بين البشر، طرق تتخطى اللغة والكلام، أى التواصل من خلال الفكر فقط، أو ما يعرف بالتواصل التخاطرى. ومن المتوقع أن تلعب الاتصالات التخاطرية دورًا مهمًا فى تعزيز التفاهم وبناء العلاقات بين الناس، وهى تجربة فريدة قد تكشف عن أبعاد جديدة من التواصل الإنسانى. بدأ العمل فى هذه النقطة عام ، حينما أعرب مارك توين عن أسفه لأن الهواتف والكلمات تعتبر بطيئة جدًا بالنسبة لهذا العصر، لذا يجب أن نتواصل بالفكر. وبالتقدم سريعًا إلى عام ، اقترح إيلون ماسك فى إحدى المقابلات أنه باستخدام تقنية «الشبكة العصبية،» وهى شبكة تشبه الدانتيل مزروعة فى الدماغ، سنكون قادرين على التواصل بسرعة كبيرة فىغضون إلى سنوات.

ورغم التقدم الحقيقى الذى جلبه القرن الماضى لفهمنا لكل من اللغة والدماغ، إلا أننا لسنا أقرب إلى التخاطر مما كنا عليه فى زمن مارك توين، لأن التواصل يرتكز على فرضية خاطئة منذ البداية. فى دراسة عام ، قام فريق من الباحثين، بقيادة عالم الكمبيوتر راجيش راو، بجمع أشخاص للعبة مشتركة، فى محاولة لإطلاق مدفع افتراضى.

وبين كل شخصين، كان للمرسل إمكانية رؤية شاشة توضح موقع الهدف، ولكن لا يمكنه إطلاق المدفع. وعلى الجانب الآخر، لم يتمكن المتلقى من رؤية الشاشة، ولكن يمكنه الضغط على زر «إطلاق النار ». وفى هذه التجربة، تم ربط اللاعبين بواجهة من الدماغ إلى دماغ تم إنشاؤها عن طريق توصيل المرسل بجهاز تخطيط كهربية الدماغ ،) وهو جهاز لقياس تقلبات الجهد الصغيرة الناجمة عن نشاط الدماغ باستخدام أقطاب كهربائية موضوعة على فروة الرأس. ثم تم استخدام هذه الفولتية لتحفيز نبضات مغناطيسية فى جهاز التحفيز المغناطيسى عبر الجمجمة ،) الموجود بالقرب من فروة رأس المتلقى.

وأنتجت هذه النبضات المغناطيسي­ة، عند وصولها إلى جزء من فروة الرأس الذى يغطى جزءًا معينًا من القشرة الحركية، تقلصات عضلية، دفعت المتلقى إلى الضغط على زر «إطلاق النار.» فى النهاية، لم تكن هذه التجربة دقيقة ولا يمكن اعتبارها اتصالًا حقيقيًا، إذ إن المعلومات التى تم

 ?? ??
 ?? ?? فينكى راماكريشنا­ن
فينكى راماكريشنا­ن
 ?? ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from Egypt