«صندوق الثروة» يعزز مكانة السعودية على خريطة االستثمار العالمية
تخطط اململكة العربية السعودية لتوسيع استثمارات صندوق الثروة السيادى ليصبح أكبر صندوق فى العالم.
وذكـرت وكالة أنباء «بلومبرج» أن اململكة اتخذت خطوة كبيرة نحو حتقيق هذا الهدف عندما وقعت صفقات مبليارات الــدوالرات مع شركة «بالكستون» األمريكية ومجموعة «سوفت بانك» اليابانية.
ويعد صندوق الثروة السعودى محور جهود اململكة لتنويع اإليرادات بعيًدا عن البترول فى إطار خطة التحول االقتصادى املعروفة باسم رؤية .2030
وميكن أن يسيطر الـصـنـدوق فـى نهاية املطاف على أكثر من 2 تريليون دوالر إضافة إلـى أن بيع حصة أقـل من %5 من شركة «أرامكو» العمالقة سيوفر األموال لالستثمار.
وقـــال يـاسـر الــرمــيــان، الـعـضـو املنتدب لصندوق الثروة السعودى «نرغب فى أن نكون قوة استثمارية عاملية».
أضــاف أن معظم االستثمارات التى مت اإلعالن عنها والتى سوف تعلن قريبا ستكون دولـيـة ولكنها أيـضـا ستكون بـالـتـوازى مع استثماراتنا فى السعودية.
وزادت صفقات الصندوق السعودى هذا العام حيث يسعى إلى دفع نسبة احليازات األجنبية إلى %50 مقارنة بـ5% فى املاضى.
ووافــــق صــنــدوق الــثــروة الـسـعـودى على تخصيص 20 مليار دوالر لصندوق استثمار فى البنية التحتية مع «بالكستون» أكبر مدير لالستثمارات املباشرة فى العالم.
وتخطط شركة «بالكستون» جلمع نفس املبلغ من مستثمرين آخرين حيث يتوقع مدير األصول فى نيويورك أن يكون لديه أكثر من 100 مليار دوالر من القوة الشرائية ملشاريع البنية التحتية فى الواليات املتحدة فى املقام األول ولكن مـازالـت االتفاقية غير ملزمة والشروط ما زالت على طريق التفاوض.
ويعكس االستثمار املحتمل آراء الصندوق اإليـجـابـيـة حــول مــبــادرات البنية التحتية الطموحة التى يتم اتخاذها فـى الـواليـات املتحدة كما أعلنها الرئيس ترامب، وسيسمح للصندوق بتحقيق عوائد طويلة األجل نظرا لنقص االستثمارات التاريخية.
وكانت السعودية قد أعلنت أول إغالق جلمع التمويالت مـع شركة «سـوفـت بنك» رســمــيــا إلنـــشـــاء أكــبــر صـــنـــدوق اسـتـثـمـار تكنولوجى فى العالم.
ومت تأمني أكثر من 93 مليار دوالر من اجلــهــات الــداعــمــة الـتـى يـقـودهـا صـنـدوق االستثمار السعودى والشركة اليابانية وميكن أن ينمو الصندوق إلى 100 مليار دوالر.
ولم يكشف الصندوق عن حجم استثماراته لكن وافق ولى ولى العهد السعودى محمد بن سلمان على استثمار ما يصل إلى 45 مليار دوالر فى الصندوق على مدى خمس سنوات بعد اجتماعه مع رواد التكنولوجيا حول العالم وعلى رأسهم «سوفت بانك» وشركة «أبـل» و«كوالكوم» ومجموعة «فوكسكون» و«شارب» اليابانية.
وأوضــــح «الـــرمـــيـــان»، أن املـمـلـكـة تبنى محفظة متنوعة عـبـر الـقـطـاعـات وفـئـات األصــــول واملـنـاطـق اجلـغـرافـيـة، وتــوقــع أن يكون الصندوق مبثابة منصة للوصول إلى مجموعة من الفرص املثيرة والناشئة فى قطاع التكنولوجيا.
وكان الصندوق السعودى قد قام باستثمار 3.5 مليار دوالر فى شركة «أوبر» األمريكية فى شهر يونيو املاضى ليصبح مستثمراً عاملياً كبيراً.
وقام الصندوق فى وقت سابق من الشهر اجلـــارى بإنشاء شركة دفاعية للصناعات العسكرية السعودية للمساعدة على تقليل اعتماد اململكة على املشتريات األجنبية من املعدات العسكرية وخلق صناعة محلية.
وقــال «الـرمـيـان»، إن اململكة ثالث أكبر املنفقني على الدفاع فى العالم وحتى عام 2030 نرغب فى أن يكون %50 من مشترياتنا العسكرية صناعة محلية.
وكان صندوق االستثمار السعودى من بني املستثمرين األوائل املساهمني فى بدء مشروع «نون كابيتال» للتجارة اإللكترونية فى الشرق األوسـط نوفمبر املاضى بقيمة تبلغ حوالى 500 مليون دوالر.
كـمـا قـــام الــصــنــدوق الــســعــودى بتعميق العالقات مع رجل األعمال اإلماراتى محمد الـعـبـار، الـــذى يـــرأس شـركـة «إعــمــار» أكبر مؤسسة عـقـاريـة فـى دبــى فـى وقــت سابق عندما استحوذ على %50 من أسهمه فى شركة «أدبتيو إيه دى» لالستثمارات املشغل ملطاعم «كنتاكى» و«بيتزا هـت» فى الشرق األوسط وشمال أفريقيا.
ويأتى هذا إلى جانب استثمارات الصندوق فـى شركة «بوسكو» للهندسة واإلنــشــاءات الكورية اجلنوبية واحـدة من أولـى صفقات الصندوق فى اخلــارج، حيث دفع الصندوق
1.1 مليار دوالر للحصول على حصة قدرها
%38 ليحصل من خاللها على حق تعيني عضوين فى مجلس اإلدارة.
وعلى الصعيد املحلي، أدرج الصندوق أصوالً تبلغ قيمتها نحو 106 مليارات دوالر مبا فى ذلك حصص فى شركات مثل الشركة السعودية للصناعات االساسية، ثانى أكبر مصنع للمواد الكيميائية فى العالم والبنك الوطنى التجاري، أكبر مقرض فى اململكة إلى جانب امتالكه 60 شركة خاصة.
وبلغت أصول الصندوق 587 مليار ريال، وهو ما يعادل 157 مليار دوالر فى نهاية يونيو
.2016
ومتـت املوافقة فى نوفمبر املاضى على حتويل حوالى 27 مليار دوالر من احتياطيات اململكة مــن الـنـقـد األجـنـبـى املحتفظ بها لدى البنك املركزى إلى صندوق االستثمار السيادى.
وتخطط احلـكـومـة، أيــضــاً، لنقل ملكية العديد من أصول الدولة إلى الصندوق فى الوقت الذى يجرى خصخصة بعض الهيئات احلكومية.