Al Borsa

تبيع فنزويال البترول السورى إلى الواليات المتحدة فى الخفاء

مليون جنيه استرلينى تكلفة إلغاء رحالت الخطوط البريطانية يوميًا 500 ألف دوالر تبرعات شركة «سيتجو» الفنزويلية لصندوق تنصيب دونالد ترامب

- محمد رمضان

خططت سوريا وفنزويال فى السنوات األخيرة لتفادى العقوبات الدولية املفروضة على سوريا من خالل صفقة سرية لنقل البترول السورى اخلام عبر روسيا إلى منطقة البحر الكاريبي.

وذكــرت وكالة أنباء «بلومبرج» أن اخلطة التى لـم يكشف عنها مسبقا تهدف إلــى بيع البترول السورى بخصومات كبيرة إلى فنزويال من خالل شركة روسية، والتى سترسله الى جزيرة اروبا ألجل التكرير وبعدها يتم توزيعه على محطات الوقود فى الواليات املتحدة وغيرها من املناطق.

ومن خالل هذه الصفقة يسعى الرئيس السورى بشار األسد، الذى قتل مئات اآلالف من مواطنيه فـى حــرب أهلية وحشية خــالل الـسـنـوات الست املاضية إلحكام قبضته على السلطة.

وبالنسبة لفنزويال تشكل اخلطة جزءا من جدول أعمال دولى بدأه الرئيس االشتراكى الراحل هوغو تشافيز، الذى جعل البالد حليفا إليران وكوبا ولكنها اآلن حتت قيادة تلميذه نيكوالس مادورو، وأصبحت الدولة مفتقرة للنقد األجنبى بعد سنوات من سوء اإلدارة احلكومية التى أدت إلى تراجع إنتاج البترول إلــى أدنـــى مستوى لــه فــى ثـالثـة عــقــود، ودمــرت االقتصاد وغذت أسابيع من االحتجاجات القاتلة فى جميع أنحاء البالد.

ومن غير الواضح ما إذا كانت اخلطة بالفعل ال تزال قيد النظر حيث اعترف ويلمر روبيرتى، تاجر نفط فنزويلى منت ثروته بشكل كبير بسبب قربه من القيادة فى البالد، باملشاركة فى تنفيذ هذه اخلطة.

وفـى هـذا الوقت، بـدأ روبيرتي، استئجار بيت ضيافة كبير على الساحل الشمالى جلزيرة أوروبا، وهــى منطقة حكم ذاتــى داخــل هولندا مـن أجل استكشاف مصفاة، وكـان يلقى نظرة على منشأة مت إغالقها من قبل شركة «فاليرو إنرجى» ومقرها سان أنطونيو، ما تسبب فى حدوث بطالة هائلة فى اجلزيرة.

وعرض روبيرتى على سمسار فى املنطقة دفع 15 مليون دوالر ألجـل شــراء املصفاة والتى تعد واحدة من أكبر املصافى فى العالم.

واقترح ترشيح مجموعة اعمال تسمى «سيريوس فنزويل» وأوصى بعقد مدته خمس سنوات لتزويد ما بني 50 ألفا إلى 200 ألف برميل يوميا من البترول اخلـام السورى فضال عن سعة تخزين بحوالى 6 ماليني برميل سورى آخر.

وتبع ذلك سلسلة من االتصاالت بني املسؤولني السوريني والفنزويلي­ني شملت العديد من املـدراء التنفيذيني لشركة «سيتجو بيتروليوم» التابعة لشركة «هيوسنت» األمريكية التابعة ملؤسسة «بيتروليوس دى فنزويال» وفقا ملا ذكــره شخصان على درايـة باملحادثات.

وجذبت شركة «سيتجو» االنتباه فى واشنطن فى وقت سابق من هذا العام من خالل التبرع مببلغ 500 ألف دوالر لصندوق تنصيب الرئيس دونالد تــرامــب، وهــو مبلغ جتـــاوز الـهـدايـا الـتـى قدمتها شركات عمالقة مثل «شل» و«وول مـارت» ومعظم الشركات األمريكية األخرى.

وقـال ريتشارد بينتر، الـذى عمل مستشارا فى البيت االبيض فى عهد الرئيس األمريكى جورج بـــوش، إنــه ينتقد إدارة تــرامــب، مضيفا أن هذا التبرع يثير مخاوف حول الطريقة التى قد تسعى بها حكومة أجنبية الـى شـراء نفوذ داخـل املكتب البيضاوى.

واستخدمت شركة «بيتروليوس دى فنزويال» %49.9 من اسهم «سيتجو» كضمان للحصول على قرض من شركة «روسنيفت» الروسية العام املاضى.

وقال وزير اخلزانة األمريكى ستيفن منوشني، األسبوع املاضى، إنه فى حالة عدم وفـاء الشركة الفنزويلية بالسداد فإن قرض «سيتجو» من روسيا ســوف تتم مراجعته مـن قبل جلنة االستثمارا­ت اخلارجية باإلدارة األمريكية األمر الذى قد يعرقل الصفقات بسبب املخاوف االمنية والوطنية.

وأوضحت الوكالة بعد حتليل بيانات احلكومة األمريكية أن الواليات املتحدة تعد أكبر مشترى للبترول الفنزويلى وأن شركة «سيتجو» لها نصيب األسد من تلك الصادرات.

وبالنسبة للكثيرين فى أوروبـا فإن الكشف عن صفقة التكرير التى كان من شأنها أن تشمل البترول السورى جـاء مبثابة صدمة، كما أعلن مسئولون أمريكيون أن مثل هذا املخطط ينتهك العقوبات الدولية.

وفى الوقت الذى أعلن فيه العديد من املسؤولني فـى جـزيـرة أروبـــا أنهم ال يعرفون خطة البترول السورى فإن االنتخابات البرملانية التى ستجرى فى سبتمبر املقبل قد جتعل املصفاة تتحول إلى ضمان سياسى ألن إغالقها سوف يسبب الكثير من املعاناة والبطالة.

وقــــال شــانــون أونـــيـــ­ل، زمــيــل بــــارز فــى معهد الـدراسـات األمريكية الالتينية، إن سوريا تبحث عن بدائل وسبل لاللتفاف على القانون واكتشفت أصدقاء فى نصف الكرة األوروبى.

وتساءل أونيل، عن األمـور األخـرى التى تسعى فنزويال للقيام بها إذا كانت على استعداد للعمل مبثل هذه املمارسات ألجل مساعدة نظام األسد.

 ??  ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from Egypt