%60 تراجعًا فى اإلقبال على شراء الهواتف المحمولة باإلسكندرية
الدوالر وارتفاع القيم اإليجارية وتحريك أسعار الطاقة وراء األزمة..والتجار يلجأون للهواتف المهربة لمواجهة الركود تجار شاكور وغبريال يعقدون شراكات فى المحل الواحد لتقاسم التكاليف
قال طارق عيد، مدير العالقات العامة بشركة »mtouch« بـاإلسـكـنـدريـة، إن ســوق الهواتف شهد تراجعاً فى املبيعات ونسب اإلقـبـال من املستهلكني يصل إلى %60 خالل موسم الصيف، مقارنة بالصيف املاضى، بسبب االرتفاع الكبير فـى أسـعـار الـهـواتـف وضـعـف الـقـوة الشرائية للمستهلك.
وأضاف أن السوق تأثر بشكل كبير فى األيام املاضية بسبب زيــادة أسعار املــواد البترولية، التى انعكست بالزيادة فى أسعار نقل البضائع والشحنات من بعض املحافظات إلى اإلسكندرية، بجانب ارتــفــاع أسـعـار النقل أيـضـا مـن داخـل املحافظة.
وأشار إلى أن تعومي اجلنيه أمام الدوالر، أدى لتراجع املبيعات خالل الفترة املاضية، كاشفا أن جانبا كبيرا من املستهلكني بدأوا يلجأوا إلى صيانة الهواتف بدال من شراء اجلديد أو شراء هواتف مستعملة تتناسب مع القوة الشرائية لهم، فى ظل ارتـفـاع باقى أسعار السلع واملنتجات األساسية.
وأكد أن استمرار ارتفاع أسعار الهواتف بنسبة متفاوتة وصلت لـ 60 %70و على سعر اجلهاز، أدى إلى تداول التجار االجهزة الدولية املهربة والتى تدخل بشكل غير شرعي.
وتـعـد هـواتـف «أى فـــون» و«سـامـسـوجن فئة A»، األكثر مبيعا داخل اإلسكندرية، إذ إن سعر اجلهاز الدولى يقل عن سعر اجلهاز املبيع من الوكيل بفارق 500 إلى 3000 جنيه.
وكشف أن غالبية هذه النوعية من األجهزة، تأتى من دبى ويتم تسليمها لعدد من كبار التجار باإلسكندرية. ويتم توزيعها بشكل قطاعى على جتار التجزئة.
أضـاف أن السوق شهد خـالل األشهر الــ 8 املاضية، انتشار عدد كبير من أجهزة التابلت الصينية «املضروبة» بأسعار مخفضة، يتجه إليها املستهلك ألنها تتناسب مع قوته الشرائية.
فغالبية أسعار أجهزة التابلت مرتفعة حاليا بسبب ارتفاع سعر الدوالر أمام اجلنيه.
وقـــال محمد حلمى صـاحـب متجر بشارع شاكور، إن السوق يعانى حالة ركود شديدة فى املبيعات تـتـراوح بـني 40 و%50 خـالل موسم الصيف بسبب ارتفاع سعر صرف الدوالر أمام اجلنيه والــذى أثـر على أسعار الهواتف بشكل سلبي. والسبب الثانى هو زيـادة أسعار الوقود والذى أثر على أسعار نقل الشحنات والبضائع خصوصا وأن محافظة اإلسـكـنـدريـة منطقة محورية فى نقل البضائع.
وأضـاف أن السوق يشهد أيضا انتعاشا فى مبيعات الهواتف املستعملة، إذ يقل سعرها بنسبة 30 إلى %40 عن سعر اجلديدة، وخصوصا فى األجهزة ذات األسعار املرتفعة.
ووصـلـت الــزيــادة فـى الطلب على الهواتف املستعملة إلـى .%20 وهـى حتقق هامش ربح أكبر للتجار مقارنة بالهواتف اجلديدة، وغالبيتها من طرازات سامسوجن وهواوى ولينوفو ونوكيا.
وأشار حلمي، إلى ارتفاع قيم اإليجارات داخل شارع شاكور ومنطقة غبريال، وهما األشهر فى مبيعات الهواتف، بنسبة تتراوح بني 40 %50و خـالل النصف األول من العام احلالي، بسبب زيادة األسعار التى يشهدها السوق.
أضــاف أن التجار جلــأوا إلـى التشارك فى محل واحد، لتفادى االرتفاع اجلنونى فى أسعار اإليـــجـــارات، إذ يــتــراوح إيــجــار املـحـل بــني 10 و02 ألف جنيه شهريا، ويتم تقسيم املحل إلى الفاترينة األمامية لتاجر وجوانب الفاترينة لتاجر آخر، واألرضية لتاجر ثالث.. وهكذا.
وأشـــار إلــى أن بعض الـتـجـار غــــادروا هذه األمـــاكـــن، واجتــهــوا إلـــى اسـتـئـجـار مــحــال فى مناطق أخرى لتفادى ارتفاع األسعار، باإلضافة إلى إرتفاع تكاليف التشغيل والتى متثل حاليا عبئا على التاجر، ومنها فواتير املياه والكهرباء والرواتب.
وتخطت الزيادة فى تكاليف التشغيل، نحو %50 مع التغييرات التى حدثت فى األسعار.
وبـــدأ الـتـجـار، تــوزيــع هــدايــا مجانية منها «إسـكـريـنـة» زجـاجـيـة أو«كــفــر» على الهواتف اجلديدة ملواجهة حالة الركود وتنشيط البيع.
وقــــال الــتــاجــر حــســن عــلــى صــاحــب محل هـواتـف بـشـارع شـاكـور، إن الـسـوق السكندرى يعانى مجموعة معوقات ومنها ارتـفـاع أسعار الهواتف وزيــادة أسعار الوقود، وحـرق األسعار بني التجار،األمر الذى أدى ركود املبيعات بنسبة قدرها .%60ـب
وأضاف أن حرق األسعار وبيع الهواتف الدولية املهربة بدأ يتزايد بشكل كبير نتيجة عدم قدرة التاجر على تنشيط املبيعات وحتقيق «التارجت» املستهدف، إذ يلجأ إلى الطرق غير الشرعية.
وأوضح أن أسعار الهواتف تتأثر بشكل مباشر بسعر الـدوالر. والوكالء تكبدوا خسائر جديدة بعد رفع سعر الدوالر نتيجة سداد قيمة البضائع املسحوبة من الشركة األم فى السوق اخلارجى بسعر العملة األمريكية احلالية، رغم التعاقد على البضاعة بسعر أقل منذ 3 شهور.
كما أن أحد أسباب رفع األسعار، هو محاولة الوكيل تعويض اخلسائر التى تكبدها عند سداده قيمة البضائع للشركة األم بسعر الــدوالر فى الوقت احلالى، وهى مباليني الدوالرات.
وأكد أن عددا كبيرا من التجار قرروا تغيير نشاطهم خالل الفترة املاضية إلى بيع أجهزة منزلية كهربائية لتجنب اخلسائر بسبب فروق أسعار البيع وحتقيق هامش ربح أكبر. فهوامش الـربـح ملبيعات الـهـواتـف تعد هـوامـش صغيرة مقارنة مببيعات األجهزة الكهربائية.