رجال األعمال الفرنسيون يضغطون على الحكومة الجديدة لخفض الضرائب
أعرب نخبة من رجال األعمال الفرنسيني فى مؤمتر «رينكونترز إيكونوميك»، خالل عطلة نهاية األسبوع، عن خيبة أملهم بعد أســبــوع مــن اإلشــــارات املختلطة مــن قبل حكومة الرئيس اجلديد، إميانويل ماكرون، حـول ما إذا كانت التخفيضات الضريبية ستأتى فـى وقــت مبكر مـن عــام 2018 أو ستتأخر بحجة تخفيض العجز.
وقـــال فيليب هـــوز، الـرئـيـس التنفيذى لشركة «غاليرى الفاييت»، فى مقابلة مع وكالة «بلومبرج»، إنه من األفضل أن نرى الصورة الكاملة، ولكن احلكومة اجلديدة ال ينبغى أن تهدف إلى تغيير البالد بوتيرة سريعة.
وأضاف أن الثقة ال تزال موجودة، ولكن ينبغى القيام باإلصالحات والتخفيضات الضريبية فــى أســـرع وقـــت ممـكـن أو أن التفاؤل لن يدوم.
وكـــان املــصــدر الـرئـيـسـى خليبة األمــل بالنسبة للكثيرين هو إعالن رئيس الوزراء إدوارد فيليب، أن عودة املكاسب الرأسمالية وفرص الثروة فى فرنسا لن تتحقق إال فى عام .2019
وقــــال جـــان بـيـيـر كـــالمـــاديـــو، الـرئـيـس التنفيذى لشركة «سولفاى»، يجب أن يكون هناك بعض التقدم فى موازنة عام 2018 بشأن واحدة على األقل من املسألتني؛ ألن الوقت ميضى سريعاً، ويجب أال يفقد النظام التفاؤل املوجود حالياً.
وأشـار إلى أن موازنة 2018 ال يجب أن تتضمن العديد من املشاكل، وما يجب عمله فى قواعد العمل ومشروع املوازنة هو إظهار أن اإلصالحات قد دخلت بالفعل.
وذكرت «بلومبرج»، أن املشكلة تتمثل فى أن احلكومة تكافح بالفعل الحتواء العجز الذى يتسع بوتيرة أسرع مما كان متوقعاً عام .2017
وكـــانـــت الـضـجـة واضـــحـــة مـــن مجتمع األعــمــال، بعد إعـــالن رئـيـس الـــــوزراء، أن الضرائب ستنخفض بشكل عام بحوالى 7 مليارات يورو، وهو ما يعادل 8 مليارات دوالر فى العام املقبل، ولكن «ماكرون» نفسه قرر اآلن التحول إلى إجراء تغييرات فى ضريبة الثروة عام .2018
وجــاء ذلــك بعد اعـتـراف جميع املــدراء التنفيذيني، تقريباً، بأن انتخاب «ماكرون»، قد أدى إلى زيادة الثقة، وأن جهود حكومته إلصـــالح ســوق العمل أمــر بـالـغ األهمية، وسوف يجرى مناقشة هذه اإلصالحات فى اجلمعية الوطنية قريباً.
ويخشى املــدراء التنفيذيون عدم التزام «مـاكـرون»، بتنفيذ الوعود، بعد أن شهدت فرنسا أجياالً من السياسيني ساهموا فى رفع العبء الضريبى الفرنسى إلى %46 من الناجت املحلى اإلجمالى، وزيادة اإلنفاق العام إلى أكثر من %56 والذى يعد من بني أعلى املعدالت فى العالم.
وقال جاك اشنبرويش، الرئيس التنفيذى لشركة صناعة قطع غيار السيارات «فاليو»، إن الناس بـدأوا يشعرون بالقلق قليًال وما نحتاجه هو احترام احلكومة ملا أعلنت عنه.
ومـن جانبه، قـال وزيــر املالية برونو لو مير، إن خفض الضرائب على رأس املال هو قضية رئيسية ومبثابة إشارة ستعزز الثقة فى هذا البلد.
ووافق فيليب آغيون، وهو خبير اقتصادى فى جامعة هارفارد، وقدم املشورة للرئيس السابق فرنسوا هوالند، قبل توليه منصبه عام ،2012 إنهم بحاجة إلى إرسـال إشارة قوية جداً لتعزيز النمو.
ومـــن املـــقـــرر أن يــســافــر وزيــــر املـالـيـة الفرنسى، يوم األحـد املقبل، إلى بروكسل لشرح التوقعات املالية واالقتصادية لوزراء مالية مجموعة اليورو.
وأكد وزير املالية، أنه ميلك خطة خلفض اإلنفاق احلكومى مبا فيه الكفاية للسماح بخفض العجز والضرائب.
وقال إن احلكومة حتتاج إلى دعم كبير فى بداية فترة الرئاسة التى تستمر خمس سنوات، وأن جميع رسائلها تسعى لتعزيز ثـقـة الفرنسيني فــى اقـتـصـادهـم وخلق الرخاء والوظائف.